لا يزال المشهد الإقليمي على سخونته، مع انتظار الرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران.
وارتفعت حدّة التوترات الإقليمية في أعقاب اغتيال هنية، يوم الأربعاء، بعد يوم من غارة إسرائيلية في بيروت أسفرت عن مقتل فؤاد شكر، القائد العسكري في "حزب الله" المتحالف مع إيران مثل "حماس".
وألقت إيران و"حماس" باللوم على إسرائيل في مقتل هنية، وتعهدتا مع "حزب الله" بالانتقام. فيما لم تعلن إسرائيل أو تنفي مسؤوليتها.
توقيت الهجوم؟
أفاد ثلاثة مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، يوم الأحد، بأنهم يتوقعون أن تهاجم إيران إسرائيل يوم الاثنين، وفق ما نقله موقع "أكسيوس" الاميركي.
ونقل الموقع الإخباري عن المصادر الأميركية والإسرائيلية إنهم لا يعرفون ما إذا كانت إيران و"حزب الله" سيشنان هجوماً منسّقاً أو سيعملان بشكل منفصل.
وأضافوا أنهم يعتقدون أن إيران و"حزب الله" ما زالا يعملان على وضع اللمسات النهائية على خططهما العسكرية وإقرارها على المستوى السياسي.
ويتوقع المسؤولون أن يكون انتقام إيران من قواعد الهجوم نفسه الذي شنته في 13 نيسان (أبريل) الذي استهدفت طهران فيه جنوبي إسرائيل وخاصة قاعدة سلاح الجو "بنيفاتيم"- ولكن من المحتمل أن يكون أكبر في نطاقه - كما يمكن أن يشمل أيضا "حزب الله" في لبنان.
ونفذت إيران هجوماً بمسيّرات وصواريخ على إسرائيل في نيسان (أبريل) الماضي، استمر لنحو 5 ساعات، وهو أوّل هجوم مباشر من هذا النوع تشنّه طهران ضد تل أبيب، بعد حوالي أسبوعين على قصف للقنصليّة الإيرانيّة في دمشق نسب لإسرائيل وتسبّب بمقتل 16 شخصا بينهم عناصر وقياديان في الحرس الثوري الإيراني.
في غضون ذلك، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن أمله في أن تتراجع إيران عن تهديدها بالانتقام لاغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في طهران.
وقال بايدن ردا على سؤال من الصحافيين عما إذا كانت إيران ستتراجع عن موقفها، "آمل ذلك. لا أدري".
وفي مسعى لتعزيز الدفاعات في الشرق الأوسط ردا على التهديدات من أعداء إسرائيل، قالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" يوم الجمعة إنها ستنشر طائرات مقاتلة إضافية وسفن حربية تابعة للبحرية في المنطقة.
التحضيرات مستمرّة...
في السياق، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنّه "جرت سلسلة مشاورات مكثفة في إسرائيل خلال اليومين الماضيين على المستويين السياسي والأمني استعداداً للرد".
وأضافت: "الافتراض العملي في إسرائيل هو أن الهجوم المشترك أو المنفصل أمر لا مفر منه، ولكن لا يزال هناك عدم يقين بشأن توقيت الهجوم وخاصة نطاقه، وتستعد المنظومة الدفاعية لعدد من السيناريوات، بما في ذلك بعض السيناريوات الصعبة - وفي الوقت نفسه تجري مناقشات حول رد اسرائيلي على الهجوم المحتمل من إيران وحزب الله، وتنشأ معضلة أيضاً فيما يتعلق بإمكانية توجيه ضربة استباقية حتى قبل أن يحدث مثل هذا الهجوم".
وتابعت: "الرسالة التي تم نقلها إلى وزراء الحكومة خلال نهاية الأسبوع هي أنه يجب الاستعداد لجميع السيناريوات، وأن الهجوم قد يأتي في أي لحظة ويمكن أن يتطور إلى حرب على خمس جبهات، بما في ذلك آلاف مواقع الدمار، وتم تجهيز بعض الوزراء بهواتف فضائية تحسبا لانهيار شبكات الهاتف الخليوي - كما تم تجهيز الرؤساء التنفيذين وكبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية بهواتف فضائية".
وقال مسؤول كبير قال للصحيفة: "إذا تم شن الهجوم من ساحات عدّة وبوتيرة مذهلة، فسيكون من الصعب على اسرائيل والولايات المتحدة التعامل معه، وسيتعين الاستعداد لسقوط قتلى، لكن في مثل هذه الحالة يمكننا الرد بقوة أكبر والحصول على دعم العالم - قد قامت إيران وحزب الله على مدى عقود ببناء قوة عسكرية لاستخدامها يوما ما".
وختمت الصحيفة: "التقديرات الأولية تشير إلى أن إيران وحزب الله يبحثون عن رد مؤلم، لكنه لن يؤدي إلى حرب، لكنه سيردع اسرائيل عن الرد مرة أخرى - إلا أن مثل هذا الحدث قد يخرج عن نطاق السيطرة إذا سقط ضحايا أو تضررت أهداف حيوية اسرائيلية، وعندها فإن رد الفعل على رد الفعل سيؤدي إلى الحرب".
بدورها، لفتت القناة 12 الإسرائيلية إلى أنّه في ظل تصاعد حدّة التوتر الأمني، نصحت الجبهة الداخلية الإسرائيلية الإسرائيليين بتجهيز الأدوات الحيوية لساعة الطوارئ: ماء وطعام، وراديو يعمل على البطاريات، وبطارية شاحن للجوال، ووسيلة إضاءة تعمل على البطاريات، وحقيبة الإسعافات الأولي.