تشهد إسرائيل تدابير استثنائية ومشاورات أمنية على أعلى المستويات تحسّباً لرد إيراني محتمل على اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية في طهران.
تحضيرات إسرائيلية...
في التطوّرات، تشير تقديرات المنظومة الأمنية الإسرائيلية إلى أن تأخر الرد الإيراني ورد "حزب الله" سببه الخوف من ردة الفعل التي ستكون قوية وواسعة، وفق ما ذكر موقع "والا" العبري.
وتدرك إيران معنى وحجم القوات التي أرسلتها الولايات المتحدة الأميركية للمنطقة، بحسب المصدر ذاته.
وأوضح الموقع أن الرسالة التي نقلت للإيرانيين مفادها "إن هاجمتهم مدنيين أو رموز السلطة والحكم أو بني تحتية وطنية توقعوا ضربة إستثنائية كبيرة".
وقالت مصادر أمنية الإسرائيلية بحسب الموقع، إنّه "في حال توفر معلومات إستخبارية دقيقة عن نوايا إيران و"حزب الله" حول ضرب إسرائيل، سيخرج الجيش لضربة وقائية ضدهم".
وكشف موقع "والا" أن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) يقوم بتجهيز مخبأ للقيادة تحت الأرض في القدس يتحصّن فيه كل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وقادة الجيش والأمن.
وأضاف أن المخبأ يمكن المكوث فيه فترة طويلة ومزود بأجهزة إدارة وتحكم مرتبطة بوزارة الدفاع بتل أبيب ومحصن ضد كل أنواع الأسلحة ومنها الكيميائية.
وأشار الموقع إلى أن قائد الجبهة الداخلية في إسرائيل أجرى نقاشات معمّقة بشأن الوضع الراهن تضمّنت تقييماً للمخاطر والاستعدادات.
من جانبها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الشرطة والجبهة الداخلية تجريان مناقشات بشأن آليات التنسيق خلال الحرب.
وفي سياق متصل، نقلت الهيئة عن وزيرة المواصلات ميري ريغيف قولها إن إسرائيل إذا تعرّضت لهجوم فقد تستعين بطائرات سلاح الجو وحافلات بحرية من اليونان.
وأضافت الهيئة أن وزيرة المواصلات ميري ريغيف تجري تقديراً للموقف مع شركات الطيران الإسرائيلية وإدارة مطار بن غوريون.
ونقلت هيئة البث أن وزير الطاقة إيلي كوهين اتّخذ قراراً بزيادة مخزون الفحم والوقود إلى الحد الأقصى.
ونقل موقع "واللا" عن مصادر إسرائيلية قولها إن "ضربة غير متناسبة من قبل طهران ووكلائها ستؤدي لمهاجمة أهداف في عمق إيران واليمن ولبنان".
وأضافت المصادر أن "الجيش يستعد لهجمات غير مسبوقة على قواعده بطائرات مسيّرة وصواريخ، ويتأهّب لهجمات على أهداف من المنطقة الحدودية إلى حيفا وتل أبيب وتدمير بنى تحتية".
تحرّكات بايدن
أعلن مسؤول في البيت الأبيض أمس الأحد أن الولايات المتحدة ستنشر قدرات عسكرية إضافية في الشرق الأوسط كإجراء دفاعي بهدف تهدئة التوتر في المنطقة.
وارتفعت حدّة التوتّر في المنطقة في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران يوم الأربعاء، بعد يوم من غارة إسرائيلية في بيروت أودت بحياة القائد العسكري الكبير في جماعة " حزب الله " اللبنانية المتحالفة مع إيران فؤاد شكر.
وتتصاعد المخاوف من أن تتحوّل الحرب التي تشنّها إسرائيل على المقاتلين الفلسطينيين في غزة منذ تشرين الأول (أكتوبر) إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط.
وتتّهم إيران و" حماس " إسرائيل باغتيال هنية، وتوعّدتا ومعهما "حزب الله" بالانتقام. ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن اغتيال هنية ولم تنف ذلك.
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن سيجتمع مع فريقه للأمن القومي في غرفة العمليات اليوم لمناقشة التطوّرات في الشرق الأوسط.
وأضاف أن بايدن سيتحدّث أيضاً مع عاهل الأردن الملك عبدالله.
عن الهجوم...
في السياق، ذكر موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أخبر نظرائه من دول مجموعة السبع الكبرى أن إيران و"حزب الله" قد تبدأان مهاجمة إسرائيل اليوم الإثنين، نقلاً عن ثلاثة مصادر مطّلعة على الاتّصال. لكن "أكسيوس" أفاد بأن بلينكن قال إنّه لم يتضح كيف ستهاجم إيران أو "حزب الله"، وإنه لا يعلم الموعد بدقّة.
وردّاً على سؤال بخصوص هذا التقرير، أشارت وزارة الخارجية إلى نص المكالمة حيث ورد أن الوزراء ناقشوا "الحاجة الملحة لتهدئة التوتر في الشرق الأوسط".
وقالت وزارة الدفاع الأميركية يوم الجمعة إنّها ستنشر طائرات مقاتلة إضافية وسفناً حربية تابعة للبحرية في المنطقة.
ورأى نائب مستشار مجلس الأمن القومي الأميركي جوناثان فاينر في حديث لشبكة "سي بي أس" أن "الهدف العام هو خفض حدّة التوتّر في المنطقة إلى جانب الردع وصد تلك الهجمات، وتجنّب صراع إقليمي".
وأضاف أن الولايات المتحدة وإسرائيل تستعدان لكل الاحتمالات.
وذكر أن المنطقة تجنّبت تصعيداً كبيراً في نيسان (أبريل) عندما شنّت إيران هجوماً على إسرائيل بطائرات مسيرة وصواريخ ردّاً على ما قالت إنّها ضربة إسرائيلية على قنصليتها في دمشق في الأول من نيسان، والتي تسبّبت في مقتل سبعة عسكريين من الحرس الثوري الإيراني.
وأضاف فاينر أن الولايات المتحدة تريد أن تكون مستعدّة في حالة تفاقم هذا الوضع مرة أخرى.
بدوره، أكّد وزير الدفاع الأميكي لويد أوستن لنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت دعم واشنطن لأمن إسرائيل.
وبحث المسؤولان، في اتصال هاتفي، في "تعزيزات القوات الأميركية الردعية للدفاع عن إسرائيل"، وفق وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
وشدّد أوستن على تهدئة التوتّرات وأعرب عن دعمه القوي لوقف إطلاق النار في غزة واتفاق إطلاق سراح المحتجزين.
هجوم متزامن
في الأثناء، نقلت وكالة "بلومبرغ" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن أي هجمات متوقّعة في القريب العاجل من المرجّح أن تكون متزامنة وقد تأتي من "حزب الله" والحوثيين وإيران.
في السياق نفسه، أوردت صحيفة "إسرائيل هيوم" استناداً إلى تقديرات، أن إيران قد تهاجم إسرائيل بصواريخ باليستية متطوّرة جدّاً، منها "شهاب 3″ و"خيبر شكن".
وأوضحت الصحيفة أن بعض هذه الصواريخ، التي استخدمتها إيران في مهاجمة إسرائيل قبل أشهر، يصعب رصدها، وهي قادرة على تجاوز المنظومات الدفاعية.
وتشير التقديرات إلى أن تأخير الهجوم الإيراني راجعٌ إلى الوقت الذي يتطلبه تحضير الصواريخ الباليستية للإطلاق، وقد يكون جزءاً من حرب نفسية تُسبب خسائر كبيرة للاقتصاد الإسرائيلي.
في الضفة الغربية...
إلى ذلك، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن أن الجيش عزّز قوّاته بوحدات عدّة في مناطق شمال الضفة الغربية وغور الأردن.
وأضافت أن الجيش تلقّى إنذاراً استخبارياً عن استعداد مجموعات فلسطينية لشن هجمات على مستوطنات إسرائيلية.