تتزايد المخاوف من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران خلال عملية نسبت إلى إسرائيل، واغتيال القيادي البارز في "حزب الله" فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت، وسط توعد إيران والمجموعات المدعومة منها بالرد.
رؤساء البعثات الدبلوماسية
في آخر المستجدات، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المقيمين في طهران لاجتماع مع القائم بأعمال وزير الخارجية علي باقري كني اليوم الاثنين للتأكيد على عزم إيران الرد على إسرائيل، وذلك بعد اغتيال هنية في طهران الأسبوع الماضي.
وقال المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني إنَّ منظمة التعاون الإسلامي ستعقد اجتماعاً طارئاً يوم الأربعاء بناء على طلب طهران لمناقشة مقتل هنية والرد الإيراني.
وذكر كنعاني في وقت سابق من اليوم أن طهران لا تسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة إلا أنها تعتقد أن معاقبة إسرائيل أمر ضروري لمنع المزيد من عدم الاستقرار،
وأضاف: "إيران تسعى إلى إرساء الاستقرار في المنطقة، لكن هذا لن يتحقق إلا بمعاقبة المعتدي وردع النظام الصهيوني عن القيام بمغامرات"، لافتاً إلى أن تحرك طهران أمر لا مفر منه.
ودعا كنعاني الولايات المتحدة إلى التوقف عن دعم إسرائيل، وقال إنَّ المجتمع الدولي لم يقم بواجبه في حماية استقرار المنطقة ويجب أن يدعم "معاقبة المعتدي".
وأكد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي اليوم تهديد الحرس الثوري بأن إسرائيل "ستنال العقاب في الوقت المناسب".
من جتهه، قال مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني إنَّ "الانتقام من إسرائيل لاغتيال هنية سيكون عبر سيناريو جديد ينفذ بشكل مفاجئ".
المجال الجوي
في السياق، أصدرت طهران إشعاراً للطيارين وسلطات الطيران لتجنب مجالها الجوي، حسبما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، وسط تهديدات مستمرة من قبل إيران بمهاجمة إسرائيل.
وكانت عدة شركات طيران أعلنت وقف رحلاتها إلى إيران وإسرائيل ولبنان، على وقع التوترات الأخيرة.
وجاء إخطار إيران، الإثنين، بعد أن أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مكالمة هاتفية يوم الأحد وزراء خارجية مجموعة السبع، أن طهران يمكن أن تهاجم إسرائيل في غضون 24 إلى 48 ساعة، وفقاً لدبلوماسيين مطلعين على المكالمة.
"أيام من تبادل مكثف للضربات"
إلى ذلك، نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن دبلوماسيين غربيين قولهم إنَّ "محاولات منع أو تأخير الرد الإيراني على اغتيال هنية لن تنجح".
وأشاروا إلى أن "إيران أوضحت أنها إذا لم ترد فسيفسر ذلك كضعف، وسيسمح بمزيد من العمليات الإسرائيلية".
وقال الدبلوماسيون: "هناك تشاؤم مطلق بين الدول الوسيطة، ونستعد لأيام من تبادل مكثف للضربات".
واتهمت إيران والجماعات المتحالفة معها، مثل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" وجماعة "حزب الله" اللبنانية، إسرائيل باغتيال هنية في 31 تموز (يوليو).
ويأتي مقتله في إطار سلسلة من عمليات قتل شخصيات بارزة في حركة "حماس" خلال حرب غزة التي تقترب من دخول شهرها الحادي عشر. ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن العملية.