استقالت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق من منصبها وسط جدل بشأن حرّية التعبير بعد الاحتجاجات التي شهدها الحرم الجامعي على خلفية الحرب في غزة.
وتأتي استقالتها بعد عام واحد فقط من تولّيها هذا المنصب في الجامعة في مدينة نيويورك، وقبل أسابيع قليلة من بدء الفصل الدراسي الخريفي.
من هي؟ ولدت الدكتورة نعمت شفيق، المعروفة إعلامياً باسم "مينوش"، في محافظة الإسكندرية المصرية في 1962. وفي عام 1966، عندما كانت في الرابعة من عمرها، انتقلت مع أسرتها إلى الولايات المتحدة بعدما تعرّضت ممتلكات العائلة للتأميم في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وفق مصادر أكاديمية من جامعة كولوميبا.
استقرت الأسرة بدايةً في سافانا بولاية جورجيا، حيث عاصرت نعمت خلال طفولتها أحداثاً واضطرابات اجتماعية وسياسية كبيرة في الولايات المتحدة، مثل حرب فيتنام وظهور حركة الحقوق المدنية.
التحقت "مينوش" بمدارس عدّة في فلوريدا وجورجيا وكارولينا الشمالية خلال تلك الفترة. وتتحدّث اللغتين الإنكليزية والعربية بطلاقة، وتحمل الجنسيات المصرية والبريطانية والأميركية.
في عام 1983، تخرّجت بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف من جامعة ماساتشوستس-أمهيرست، حيث حصلت على بكالوريوس في الاقتصاد والسياسة.
لاحقاً، أكملت دراساتها العليا في المملكة المتحدة، وحصلت على درجة الماجستير من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية في عام 1986، ثم على درجة الدكتوراة في الاقتصاد من كلية سانت أنتوني بجامعة أكسفورد في عام 1989.
في عام 2002، تزوّجت من عالم الأحياء الجزيئية رافائيل جوفين في واشنطن، وأنجبت منه طفلين توأم، إضافة إلى أنّها أصبحت زوجة أب لثلاثة أبناء آخرين لزوجها من زواج سابق.
المسيرة المهنية... بدأت شفيق مسيرتها المهنية بعد حصولها على الدكتوراه عام 1989، حيث عملت في البنك الدولي على قضايا تتعلّق بأوروبا الشرقية بعد سقوط جدار برلين، وكانت أصغر نائب لرئيس البنك الدولي على الإطلاق، حيث كانت تبلغ من العمر 36 عاماً، وفق ما أفادت هئية الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
واستمرت في تولّي مناصب قيادية في مؤسسات دولية، مثل دورها في وزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة خلال حملة "لنجعل من الفقر تاريخاً"، وصندوق النقد الدولي خلال أزمة الديون في منطقة اليورو، وأشرفت على برامج الصندوق في الشرق الأوسط.
وتولّت أيضاً منصب نائب محافظ بنك إنكلترا، إذ كانت مسؤولة عن ميزانية عمومية حجمها 500 مليار دولار خلال فترة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وفي عام 2017، عادت إلى الأوساط الأكاديمية كرئيسة لكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، ومن ثم أصبحت في تموز (يوليو) 2023 أول امرأة تتولّى رئاسة جامعة كولومبيا في نيويورك، ووصفها رئيس مجلس أمناء الجامعة بأنّها "المرشّحة المثالية".
في عام 2015، تم تصنيفها كواحدة من أقوى 100 امرأة في العالم من قِبل مجلة "فوربس"، وحازت بالعام نفسه على لقب "السيّدة" من المملكة المتحدة في عام 2015، تقديراً لمساهماتها في مجال التنمية الاقتصادية.
وحصلت على جائزة "قادة الصناعة الأوروبية رقم 100 في مجال التمويل" في عام 2019.