النهار

إيران والرد... بين "حماس الحوثي" و"الانكفاء السوري"
المصدر: النهار العربي
وفق الصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن "المصالح المتنوعة لمختلف الميليشيات المتحالفة - بما في ذلك تلك الموجودة في لبنان والعراق وسوريا واليمن - يمكن أن تؤدي إلى تعقيد الأمور".
إيران والرد... بين "حماس الحوثي" و"الانكفاء السوري"
تجمّع للحوثيين في اليمن.
A+   A-
تدرس إيران كيفية الرد على مقتل زعيم حركة "حماس" السابق إسماعيل هنية على أراضيها، إذ يتعيّن عليها أن تتوصّل إلى كيفية ضرب إسرائيل بالقدر الكافي لترسيخ قوة الردع بدون تشجيع الانتقام على الأراضي الإيرانية. 

وألقت إيران باللوم في الهجوم الذي أدى إلى مقتل هنية على إسرائيل، وقد أدى تعهّدها بالرد إلى وضع المنطقة بأكملها على حافة الهاوية.
 
وفق الصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن "المصالح المتنوعة لمختلف الميليشيات المتحالفة - بما في ذلك تلك الموجودة في لبنان والعراق وسوريا واليمن - يمكن أن تؤدي إلى تعقيد الأمور".

تهدف إيران، المعزولة والخاضعة لعقوبات دولية، إلى ممارسة نفوذها من خلال بناء تحالف من الميليشيات المتوافقة أيديولوجياً مع أجندة طهران المناهضة للغرب وتصميم صواريخ وطائرات بدون طيار منخفضة التكلفة للتعويض عن دفاعاتها الجوية المحدودة. وتقاتل هذه الميليشيات المتحالفة بشكل مباشر ضد إسرائيل والولايات المتحدة والمصالح الغربية الأخرى، ما يسمح لإيران بتجنّب المسؤولية المباشرة التي من شأنها أن تشجّع الرد الذي يستهدف أراضيها، بحسب الصحيفة.

وقال الأستاذ المتخّصص في إيران في كلية الدراسات العليا للشؤون العامة والدولية في جامعة أوتاوا توماس جونو: "تقوم عقيدة إيران على إبعاد انعدام الأمن عن حدودها، بهدف إبقاء العنف تحت السيطرة، واستنزاف خصومها مع تجنب حرب شاملة".
 
يمكن أن يتسبّب الهجوم على إيران في أضرار جسيمة، حيث تكافح طهران لإثبات أن دفاعاتها قادرة على الرد على أي اختراق لمجالها الجوي.

تم شراء معظم الطائرات المقاتلة وأنظمة الدفاع الجوي في السبعينيات قبل الثورة الإسلامية عام 1979، وفقاً لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية. ونتيجة لذلك، أشارت وكالة استخبارات الدفاع إلى أن طهران ركّزت على تجهيز قوّاتها المسلّحة بقدرات متخصّصة مثل استخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ التي يمكن أن تستهدف إسرائيل ولكنّها ليست ذات فائدة لحماية مجالها الجوي.

وقال الصحافي المتخصص في مجال الطيران العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن دوغلاس باري: "معظم الطائرات المقاتلة الإيرانية وأسلحتها أصبحت قديمة. بالإضافة إلى ذلك، بالنظر إلى المساحة الكبيرة للبلاد، فإن توفير دفاع جوي كامل لجميع الأهداف المحتملة أمر غير ممكن".
 
وكانت القاعدة الجوية في أصفهان، التي ضربتها إسرائيل في نيسان (أبريل) مجهّزة بصواريخ "إس-300"، وفقاً للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
 
على المحاور...
اعتبرت الصحيفة الأميركية أن مخاطر نشوب حرب إقليمية ستكون عالية بشكل خاص بالنسبة لـ"حزب الله" الذي يتمركز على الحدود الشمالية لإسرائيل. 

أمّا نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يعتمد بقاؤه إلى حد كبير على إيران وميليشياتها، أخبر إيران أنّه لا يريد الانجرار إلى الحرب، وفقاً لمستشار الحكومة السورية ومسؤول أمني أوروبي. 

وتواجه دمشق أزمة اقتصادية ناجمة عن سنوات من العقوبات أدّت إلى احتجاجات واستياء بين شرائح كبيرة من سكّانها، وفقدت قيادتها السيطرة على مساحات واسعة في شمال وشرق البلاد.

بدورهم، يرغب الحوثيون في اليمن في تنفيذ ضربات واسعة النطاق على السفن الحربية الأميركية والموانئ الإسرائيلية، ليس فقط انتقاماً لمقتل هنية، ولكن أيضاً ردّاً على غارة إسرائيلية على ميناء رئيسي الشهر الماضي، وفقاً لمسؤولين حوثيين وأوروبيين. وجاءت تلك الضربة الإسرائيلية بعد أن أطلق الحوثيون طائرة بدون طيار أسفرت عن مقتل شخص في تل أبيب.

وتواجه إيران التحدّي نفسه مع حلفائها العراقيين، "قوّات الحشد الشعبي"، التي كان تركيزها الأساسي هو مهاجمة القواعد الأميركية في العراق وسوريا في سعيها لطرد القوّات الأميركية من المنطقة.

وختمت الصحيفة: "إن العثور على الرد الصحيح على مقتل هنية سوف يكون أمراً بالغ الأهمية، سواء لتجنّب الانتقام من جانب القوات الإسرائيلية الأفضل تجهيزاً أو للحفاظ على احترام حلفائها".
 

اقرأ في النهار Premium