أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم الاثنين أن طهران لن تتخلى مطلقا عن برنامجها الصاروخي لحاجتها لوسيلة الردع هذه لحماية أمنها في منطقة تستطيع فيها إسرائيل إسقاط صواريخ على غزة كل يوم.
وترفض الجمهورية الإسلامية منذ سنوات دعوات الغرب إلى تقييد برنامجها الصاروخي.
واتهمت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الآونة الأخيرة طهران بنقل صواريخ باليستية إلى روسيا لاستخدامها في حربها في أوكرانيا، وفرضت عقوبات جديدة على موسكو وطهران.
وتنفي إيران وروسيا هذه الاتهامات.
وقال بزشكيان: "إذا لم نملك صواريخ، سيقصفوننا متى أرادوا، مثلما يحدث في غزة"، مشيرا إلى الصراع في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وكرر موقف طهران الرسمي، إذ دعا المجتمع الدولي "إلى نزع سلاح إسرائيل أولا قبل مطالبة إيران بالأمر نفسه".
الحوثي
وقال الرئيس الإيراني في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون اليوم الاثنين إن طهران لم ترسل صواريخ فرط صوتية إلى جماعة الحوثي في اليمن، وذلك بعد يوم من استخدام الجماعة أحد هذه الصواريخ لضرب إسرائيل.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستجعل الحوثيين المتحالفين مع إيران يدفعون "ثمنا باهظا" بعد إطلاقهم صاروخا وصل إلى وسط إسرائيل لأول مرة أمس الأحد. ويسيطر الحوثيون على شمال اليمن.
وقال بزشكيان: "يستغرق الشخص أسبوعا للسفر إلى اليمن (من إيران)، كيف يمكن لهذا الصاروخ أن يصل إلى هناك؟ لا نملك مثل هذه الصواريخ لنقدمها إلى اليمن".
لكن إيران عرضت العام الماضي ما وصفته بأنه أول صاروخ باليستي فرط صوتي مصنوع محليا، ونشرت وسائل الإعلام المحلية صورا للصاروخ الذي يحمل اسم "فتاح" خلال احتفال.
روسيا
كذلك، قال الرئيس الإيراني إن حكومته لم ترسل أي أسلحة إلى روسيا منذ توليها السلطة في آب (أغسطس)، بعد أن اتهمت القوى الغربية طهران بتسليم صواريخ باليستية إلى موسكو في أيلول (سبتمبر).
واتهمت الولايات المتحدة وحلفاؤها إيران الأسبوع الماضي بنقل صواريخ باليستية إلى روسيا لاستخدامها في حربها بأوكرانيا مما أدى إلى فرض عقوبات جديدة على موسكو وطهران.
ونفت روسيا وإيران المزاعم الغربية.
وردا على سؤال عما إذا كانت إيران نقلت صواريخ إلى روسيا قال بزشكيان في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون: "من المحتمل أن يكون التسليم قد حدث في الماضي... لكن يمكنني أن أؤكد لكم أنه منذ توليت منصبي لم يحدث أي تسليم من هذا القبيل إلى روسيا".
وفي شباط (فبراير)، ذكرت وكالة رويترز أن إيران زودت روسيا بعدد كبير من الصواريخ سطح/سطح الباليستية القوية، في تعميق للتعاون العسكري بين البلدين الخاضعين لعقوبات أميركية.
أميركا
ورأى أن من الممكن لإيران أن تجري محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة إذا أثبتت واشنطن فعليا أنها ليست معادية للجمهورية الإسلامية.
وكان بزشكيان يرد على سؤال خلال مؤتمر صحافي في طهران عما إذا كانت طهران منفتحة على محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
وفي عام 2018، تراجع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن هذا الاتفاق، بحجة أنه يقدم لطهران مزايا أكثر مما ينبغي، وعاود فرض عقوبات أميركية قاسية على إيران، مما دفعها إلى انتهاك القيود النووية للاتفاق تدريجيا.
وقال بزشكيان: "لا نعادي الولايات المتحدة. عليهم أن يوقفوا عداءهم تجاهنا من خلال إظهار حسن نيتهم عمليا"، مضيفا: "نحن إخوة للأميركيين أيضا".
وبعد توليه منصبه في كانون الثاني (يناير) 2021، حاول الرئيس الأميركي جو بايدن التفاوض على إحياء الاتفاق النووي الذي قيدت إيران بموجبه برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
لكن طهران رفضت التفاوض المباشر مع واشنطن، وعملت في الأساس عبر وسطاء أوروبيين أو عرب.
اقتصاد
من جهة ثانية، قال بزشكيان إن إيران ليس أمامها خيار لتعزيز اقتصادها سوى "إصلاح المشكلات" المتعلقة بمجموعة العمل المالي التي تتخذ من باريس مقرا لها.
وأُدرجت الجمهورية الإسلامية على القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي منذ 2020 لعدم امتثالها للمعايير الدولية لمكافحة تمويل الإرهاب، وهي خطوة تزيد من عزلتها عن الأسواق المالية.
وأفاد بزشكيان بأنه سيتواصل مع المؤسسات الإيرانية ذات الصلة لإعادة النظر في معارضة طهران تنفيذ توصيات مجموعة العمل المالي.
وتقول شركات أجنبية إن امتثال طهران لقواعد مجموعة العمل المالي مسألة جوهرية إذا كانت ترغب في جذب المستثمرين، لا سيما وأن الولايات المتحدة أعادت فرض عقوبات اقتصادية على إيران في 2018.