أقرّ الجيش الإسرائيلي الأربعاء بارتكاب "خطأ جسيم" بعد الضربة التي أسفرت عن مقتل سبعة متعاونين مع منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الأميركية غير الحكومية في قطاع غزة، في حادث تسبب بمأساة أثارت غضبا دوليا.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هليفي في رسالة بالفيديو إن الضربة "خطأ جسيم لم يكن يجب أن يحدث" متحدثا عن "خطأ في تحديد الأشخاص" في "ظروف معقدة للغاية".
ومع ذلك، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية أنّ الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع "يدعان أن عدم التنسيق بين المنظمة الإنسانية والجيش تسبب بالحادث".
ونقلت الصحيفة عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها إنّ "موظفي المساعدات الإنسانية في غزة قتلوا بسبب عدم إلتزام الضابط الإسرائيليين في الميدان، وعملهم بشكل مخالف للتعليمات".
وبعد عودته من مهمة في غزة، قال دومينيك ألِن ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) إن الوضع في قطاع غزة المحاصر والتي أصبح على شفا المجاعة "أسوأ من أن يكون كارثيا".
ومساء الثلثاء، أعرب الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ عن "حزنه الكبير واعتذاره الصادق" إثر مقتل سبعة عمّال إغاثة فيما وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي الضربة بأنها "غير مقصودة" و"حادث مأسوي".
وقال مدير مستشفى ابو يوسف النجار في رفح مروان الهمص "سيتم اليوم (الأربعاء) نقل جثامين الشهداء الستة الأجانب العاملين بمنظمة المطبخ المركزي العالمي الإغاثية عبر معبر رفح الى بلدانهم".
ودانت دول ومنظمات عدّة بينها الأمم المتّحدة بشدة غير مسبوقة "تجاهل القانون الدولي الإنساني"، فيما انتقد الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل بشدّة على الغارة الجوية مؤكّدا أنّ الدولة العبرية "لم تفعل ما يكفي" لحماية المتطوّعين الذين يمدّون يد العون للفلسطينيين الذين "يتضوّرون جوعا".
ودعت واشنطن، أكبر داعم لإسرائيل، إلى تحقيق "سريع ومحايد".
من جهته، قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الأربعاء إن الهجوم الذي أسفر عن مقتل عمال الإغاثة في غزة من بينهم بولندي، ورد فعل إسرائيل عليه، يضع التضامن مع هذا البلد "أمام امتحان".
وعبر البابا فرنسيس الأربعاء عن "حزنه العميق" لمقتل عمال الإغاثة وجدد دعوته إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الذين خطفتهم "حماس".
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن "هذا أمر غير مقبول، لكنه النتيجة الحتمية للطريقة التي تدار بها الحرب"، مجددا دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار وتحرير الرهائن وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأعلنت منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الأميركية التي شاركت منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في عمليات الإغاثة وتوزيع وجبات غذائية على سكان القطاع، الثلثاء وقف عملياتها في غزة.
ومنذ بداية الحرب، شاركت المنظمة في عمليات إنسانية من خلال توفير وجبات طعام في قطاع غزة حيث غالبية السكان البالغ عددهم حوالى 2,4 مليون نسمة مهددون بالمجاعة وفقا للأمم المتحدة. وساعدت في إرسال سفينة أولى محملة بمساعدات إنسانية من قبرص عبر ممر بحري إلى غزة منتصف آذار (مارس).
وبسبب صعوبة إدخال المساعدات الإنسانية برا إلى القطاع المحاصر، فُتح ممر بحري في أواسط آذار (مارس). لكن الحكومة القبرصية أعلنت الثلثاء أن السفينة "جينيفر" التي أبحرت من سواحل الجزيرة المتوسطية السبت إلى غزة، في طور العودة إلى الجزيرة مع حمولتها البالغة زنتها 240 طنا من الأغذية، بعد الضربة.