تتّجه الأنظار إلى العاصمة المصرية القاهرة، على أمل أن تثمر المفاوضات الجارية هناك إلى اتفاق هدنة جديدة في قطاع غزة.
وأوردت قناة "القاهرة الإخبارية" عن مصادر مصرية رفيعة حضور وفد من إسرائيل ووفد من "حماس" مع المسؤولين المصريين والقطريين والأميركيين إلى القاهرة اليوم لجولة جديدة من المفاوضات.
مساء، أعلنت "حماس" أن وفد الحركة وصل إلى القاهرة والتقى وزير المخابرات المصرية، مضيفة: "أ
كّدنا التمسّك بمطالبنا وحرصنا على التوصّل لاتّفاق يحقّق وقف العدوان وانسحاب قوّات الاحتلال وعودة النازحين".
"أيّام مصيرية"
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر اليوم الأحد قوله: "إنّنا أمام أيّام مصيرية بشأن فرص إبرام صفقة لتبادل الأسرى"، مضيفا: "هناك بالفعل مساع للتوصل إلى اتّفاق مع بداية عيد الفطر".
وأضاف: "لا يوجد تفاؤل كبير والوفد الإسرائيلي وصل إلى القاهرة للاستماع إلى مقترح الوسطاء والرسالة التي سينقلونها من حماس ".
وتابع المصدر: "سنعرف مساء اليوم ما إذا كانت حماس معنية بالتوصّل لاتّفاق أم لا".
لكن مصدراً أمنياً إسرائيلياً في المفاوضات أكد أن "هذه المرة الأمر مختلف. هناك تقدّم في المفاوضات"، متابعاً: "الولايات المتحدة ستطرح هذا المساء مقترحاً جديداً على الطاولة وهي تمارس ضغط وتتولّى قيادة المفاوضات"، بحسب ما نقلت القناة "12".
نقلت القناة الـ13 عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الولايات المتحدة تتولى قيادة جولة المفاوضات الحالية وتمارس "ضغوطا هائلة"، في حين أوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن واشنطن تضغط على جميع الأطراف بما فيها إسرائيل، لافتة إلى أن جميع الأطراف تظهر مرونة أكبر من ذي قبل في مفاوضات "الرهائن".
وأضافت هيئة البث نقلاً عن مسؤول رفيع أن الاحتجاجات تؤثر على الضغوط بشأن صفقة الرهائن، وأن إسرائيل تفقد أدوات ضغط بارزة فيما "تريد حركة حماس التوصل إلى اتفاق".
كما نقلت الهيئة عن مسؤول أميركي قوله "نحن أقرب من أي وقت مضى لإبرام صفقة".
وقالت "هآرتس" إن "المقترح الأميركي الجديد لصفقة التبادل يتطلّب تنازلات كبيرة من إسرائيل وحماس".
أما القناة "12"، فلفتت إلى أن تنياهو أرسل مستشاره السياسي أوفير فالك مع الوفد المفاوض إلى القاهرة.
إلى ذلك، لفتت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى أن "مصادر مصرية تتوقّع هدنة إنسانية في غزة خلال عطلة عيد الفطر".
وأشارت إلى أن الوفد الإسرائيلي سيعود من القاهرة مساء اليوم عقب المحادثات.
تمسك الطرفين بشروطهما
في وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل على بعد خطوة واحدة فقط من النصر في حرب غزة متعهّداً عدم إعلان وقف لإطلاق النار حتى تفرج "حماس" عن جميع الأسرى.
وقال نتنياهو في خطاب للحكومة بمناسبة مرور ستة أشهر على الحرب التي اندلعت في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) بعد هجوم غير مسبوق شنته ضدها حركة "حماس": "نحن على بعد خطوة واحدة من النصر، لكن الثمن الذي دفعناه مؤلم ومفجع".
وأضاف: "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار دون عودة الرهائن. هذا لن يحدث".
وجاءت تعليقاته مع بدء جولة جديدة من محادثات الهدنة في مصر.
وقال نتنياهو إنه على الرغم من الضغوط الدولية المتزايدة فإن إسرائيل لن تذعن للمطالب "المبالغ فيها" من "حماس" التي تدير قطاع غزة.
وأكد رئيس الوزراء: "إسرائيل مستعدة للتوصل إلى اتفاق، وإسرائيل غير مستعدة للاستسلام".
وأضاف: "بدلا من توجيه الضغوط الدولية نحو إسرائيل، وهو ما يؤدي إلى تمسك حماس بمواقفها، ينبغي توجيه ضغوط المجتمع الدولي ضد حماس وهذا من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن".
من جهته، قال القيادي في "حماس" باسم نعيم: "نتنياهو لا يزال يماطل لينقذ نفسه من الفشل ومن المسؤولية عن اليوم التالي للمعركة، ويبدو أن الضغط الأميركي لم يصل إلى الحد الكافي الذي يجبره على الذهاب باتجاه وقف كامل وشامل لإطلاق النار".
وتقول "حماس" إن الاتفاق يجب أن يضمن وقفا كاملاً وشاملاً لإطلاق النار وانسحابا كاملا للقوات من المناطق المحتلة بعد السابع من تشرين الأول (أكتوبر) وحرية حركة السكان في أنحاء قطاع غزة.
السيسي وبيرنز
في السياق، اجتمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأحد في
القاهرة مع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي أيه" ويليام بيرنز وتناول اللقاء "الجهود المصرية القطرية الأميركية المشتركة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة".
وواجهت إسرائيل تنديدا دوليا بعد مقتل سبعة من عمال الإغاثة من منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الخيرية للأغذية ومقرها الولايات المتحدة في غارة جوية في الأول من نيسان (أبريل) خلال عملهم في غزة.
وفي اتصال هاتفي مع نتنياهو، طالب الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس بـ"وقف فوري لإطلاق النار" وألمح إلى جعل الدعم الأميركي لإسرائيل مشروطا بالحد من قتل المدنيين وتحسين الظروف الإنسانية.
واتهم نتنياهو إيران بالوقوف خلف عدة هجمات ضد إسرائيل "من خلال وكلائها".
وأضاف: "كل من يؤذينا أو خطط لإيذاءنا سنؤذيه، لقد وضعنا هذا المبدأ موضع التنفيذ طوال الوقت وفي الأيام الأخيرة".
وتصاعدت المخاوف مؤخرا من توسع الحرب في غزة بعد تعهد إيران بالرد على مقتل سبعة من عناصر الحرس الثوري الإيراني في غارة جوية الإثنين على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق.
وتعهد قادة إيران بالانتقام. كما وصف زعيم "حزب الله" المدعوم من إيران حسن نصرالله الهجوم على القنصلية بأنه "نقطة تحول".