النهار

ملف مساعدات غزة... حكومة نتنياهو أمام المحكمة العليا
المصدر: أ ف ب
أفادت السلطات الإسرائيلية بأن 468 شاحنة دخلت الثلثاء إلى قطاع غزة وهو العدد الأعلى في يوم واحد منذ بدء الحرب.
ملف مساعدات غزة... حكومة نتنياهو أمام المحكمة العليا
عائلة فلسطينية داخل خيمة في رفح. (أ ف ب)
A+   A-
تعرض الحكومة الإسرائيلية الأربعاء أمام المحكمة العليا في البلاد أجوبتها بشأن سياستها الإنسانية في قطاع غزة المنكوب بعدما تقدّمت منظّمات غير حكومية بعريضة بهذا الشأن.
 
في 18 آذار (مارس)، رفعت خمس منظّمات غير حكومية عريضة إلى المحكمة الإسرائيلية العليا أملاً في دفع السلطات "إلى احترام واجباتها كقوّة احتلال" من خلال توفير المساعدة الضرورية للمدنيّين في قطاع غزة الذي بات على شفا مجاعة بحسب الأمم المتحدة.
 
وبعد جلسة أولى الأسبوع الماضي، أمهلت المحكمة الحكومة حتى العاشر من آذار (مارس) للرد على مجموعة من الأسئلة من بينها: ما هي الإجراءات التي ستتخذها السلطة التنفيذية لزيادة وصول المساعدات؟ ما هي العقبات التي تعترض عمل المنظّمات غير الحكومية؟ ما عدد طلبات التنسيق ونقل المساعدات التي رفضت وبأي حجة؟

وسيكون أمام المنظّمات التي رفعت العريضة، خمسة أيام للرد على حجج الحكومة قبل أن تصدر المحكمة قرارها.

وتؤكّد الحكومة بشكل متكرّر أنّها لا تحد من وصول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المحاصر الأمر الذي تطعن به المنظّمات غير الحكومية بانتظام، في حين تحث القوى العظمى حكومة بنيامين نتنياهو على السماح بدخول مزيد من قوافل المساعدات الإنسانية.

وقالت ميريام مرمور من منظمة غيشا لوكالة "فرانس برس" إن "خيارات سياسية اتخذتها إسرائيل تعيق وصول المساعدات في قطاع غزة".
 
 
"عقاب جماعي"
وتحدّثت خصوصاً عن منع استخدام مرفأ أسدود الإسرائيلي رغم قربه من قطاع غزة وعن "إجراءات تفتيش طويلة وغير فاعلة" ومنع دخول بعض السلع بحجة أنها قد تستخدم لأغراض أخرى.
 
وجاء في العريضة التي رفعتها منظّمات "غيشا" و"عدالة" وجمعية الحقوق المدنية في إسرائيل وهموكيد (مركز الدفاع عن الفرد) وعلماء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل "الواقع على الأرض يدفع إلى الظن أن إسرائيل تستخدم مبدأ العقاب الجماعي، بين أمور أخرى".
 
وردّاً على أسئلة وكالة "فرانس برس"، أشار المنسق اللوجستي لمنظمة "أطباء بلا حدود" ألكسندر فور إلى مشاكل متواصلة" مع "تعطيل وصول المساعدات التي ينبغي الاستحصال على تصاريح" بشأنها.

وأكّد مسؤول منطقة الشرق الأوسط في منظمة "اكسيون كونتر لا فان"  Action contre la faim غير الحكومية جان-رافاييل بواتو أن عمليات مؤسسته تعاني أيضا.

وأوضح "كل المنافذ موجودة في جنوب قطاع غزة راهنا. وهذا يعني ساعات طويلة في التنقل وحواجز تفتيش مع عمليات تدقيق ونهدر الكثير من الوقت في كل مرة نريد فيها التوجّه إلى الشمال حيث مخاطر المجاعة مرتفعة أكثر".
 
شاحنات نصف ممتلئة 
وأفادت السلطات الإسرائيلية بأن 468 شاحنة دخلت الثلثاء إلى قطاع غزة وهو العدد الأعلى في يوم واحد منذ بدء الحرب.
 
وكانت الأمم المتحدة أعلنت الإثنين دخول 223 شاحنة في ذلك اليوم.
 
وشدّد مسؤول في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس ليركي الثلثاء من جنيف على أن الشاحنات التي تدخل غزة "نصف ممتلئة" وهو "شرط" فرضته إسرائيل لتسهيل عمليات التفتيش.

وأكّدت بواتو "لن يتغيّر الوضع مع دخول 300 شاحنة في اليوم"، مشيرة إلى أن 500 شاحنة كانت تدخل يومياً قبل الحرب، إلى القطاع الخاضع لحصار إسرائيلي منذ 2007 عندما تولت حركة "حماس" السلطة فيه.

وتقوم دول عدّة أيضاً بإلقاء مساعدات من الجو إلا أن هذه العمليات تتعرّض لانتقادات من سكّان غزة والمنظّمات غير الحكومية أيضاً.
 
 
ويتحفّظ العاملون في المجال الإنساني على التحسينات التي أدخلت في الفترة الأخيرة بما يشمل استخدام معبر إيريز شمال قطاع غزة الذي يعاني من دمار هائل.

وقالت مرمور "يجب أن نعرف متى ستتخذ هذه الإجراءات وطريقة وتطبيقها عملياً. من دون قف إطلاق نار ومن دون تنسيق فعلي لقوافل المساعدات داخل قطاع غزة لن يكون لها معنى".
 
اندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) مع شن حركة "حماس" هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل أوقع 1170 قتيلاً غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة "فرانس برس" استناداً إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
 
وشنّت إسرائيل حملة عسكرية مكثّفة ومدمّرة على قطاع غزة أسفرت عن مقتل 33360 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال وفق آخر حصيلة لوزارة الصحّة التابعة لـ"حماس".
 
كذلك، خُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصاً ما زال 129 منهم أسرى في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium