كشفت صحيفة "التلغراف" البريطانية أن ضابطاً كبيراً في الجيش الإسرائيلي تم فصله بسبب دوره في غارات الطائرات بدون طيار التي أسفرت عن مقتل سبعة من عمال الإغاثة في غزة، سبق أن وقع رسالة مفتوحة في كانون الثاني (يناير) تدعو إلى حصار القطاع وحرمانه من المساعدات الإنسانية.
ووصف تحقيق أجراه الجيش الإسرائيلي الضربات بأنها "خطأ فادح" لكنه خلص إلى عدم وجود ضرر متعمد.
وجاء في نتائج التحقيق أن "أولئك الذين وافقوا على الضربة كانوا مقتنعين بأنها كانت تستهدف نشطاء حماس المسلحين وليس موظفي المطبخ المركزي العالمي".
وفي الرسالة، دعا العقيد نوتشي ماندل، وهو مستوطن يهودي قومي متدين يعيش في مستوطنة بالضفة الغربية، مع أكثر من 130 ضابطاً وقادة احتياطيين آخرين إلى تقييد تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.
والعقيد (احتياط) ماندل، رئيس أركان لواء مشاة ناحال، هو أحد ضابطين تم فصلهما الأسبوع الماضي في أعقاب الحادث الذي تعرضت فيه ثلاث سيارات تابعة للمنظمة الخيرية لهجوم بطائرات بدون طيار، مما أسفر عن مقتل جميع من بداخلها، وهم سبعة متطوعين بينهم ثلاثة بريطانيين.
أُرسلت الرسالة في 20 كانون الثاني الماضي إلى مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي ورئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، وناشدتهما "بذل كل ما في وسعهما" لعدم السماح "بدخول الإمدادات الإنسانية وتشغيل المستشفيات داخل مدينة غزة" بعد إخلائها.
وكانت الفكرة هي فرض حصار على المنطقة حتى إعادة الإسرائيليين الذين تحتجزهم "حماس" في غزة والذين يقدر عددهم بنحو 130 أسيرا.
وأضافت الرسالة: "على حد علمنا... من الجائز والقانوني، وفقاً لقوانين النزاع المسلح، فرض حصار على منطقة معينة، بشرط السماح للمواطنين الموجودين فيها بممرات آمنة".
وقال مايكل مانسفيلد كيه سي، رئيس شركة Nexus Chambers وأحد المحامين البارزين في بريطانيا، إن الرسالة يجب أن ينظر فيها "بالتأكيد" من قبل أولئك الذين يحققون في الحادث.
وقال: "من الواضح أن الوثيقة ذات صلة بحالة ذهنية معينة". وبعبارة أخرى، لا يشير هذا إلى أن هدف الجيش الإسرائيلي هو "حماس" في المقام الأول، بل غزة ككل من خلال استخدام المساعدات كسلاح في ظل ظروف الحصار.
والعقيد ماندل هو أعلى ضابط تم فصله من منصبه بسبب الغارات الجوية. وفي عام 2007، تم تسميته في وسائل الإعلام الإسرائيلية كواحد من "الضباط المتدينين القوميين العشرة الواعدين في الجيش الإسرائيلي".
وهو ابن أحد الناجين من المحرقة، ويعيش في غوش عتصيون، وهي تجمع للمستوطنات الإسرائيلية جنوبي الضفة الغربية.
في شبابه، درس في مدرسة دينية تديرها منظمة عطيرت كوهانيم، وهي منظمة يهودية يمينية مكرسة لـ"استعادة القدس الموحدة وإعادة بنائها".