قلّلت طهران السبت من أهمية الهجوم المنسوب إلى إسرائيل ووقع في وسط إيران الجمعة، مستبعدة الردّ في وقت يبدو أنّ الطرفين يتجنّبان التصعيد وسط تزايد التوترات على خلفية الحرب المستمرة في غزة منذ أكثر من ستة أشهر.
وتلقت إسرائيل دعما جديدا من الولايات المتحدة السبت، إذ وافق مجلس النواب على مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات. ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ذلك بأن هذا التصويت "يدافع عن الحضارة الغربية". وكتب على منصة إكس: "شكراً لأصدقائنا، شكراً لأميركا!"، على الرغم من التوترات مع حليفه والنابعة من المخاوف الأميركية بشأن مصير المدنيين في قطاع غزة.
ورحب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالتصويت الأميركي الذي يبعث "رسالة قوية إلى أعدائنا" على قوله.
من جهته رحب الرئيس الأميركي جو بايدن بهذه "المساعدات الحاسمة". لكن بالنسبة إلى روسيا، فإن هذه المساعدات المخصصة لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان، "سوف تؤدي إلى تفاقم الأزمات العالمية".
وأعلنت الرئاسة الفلسطينية السبت أن ما أقره مجلس النواب الأميركي لصالح مشروع قانون لتقديم مساعدات عسكرية إلى إسرائيل يمثل "عدوانا على الشعب الفلسطيني".
وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الأموال أرقام "ستترجم على شكل آلاف الضحايا الفلسطينيين في قطاع غزة"، واصفا ذلك بأنه "تصعيد خطير".
إقليميا، قلّل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في مقابلة مع شبكة "ان بي سي" الأميركية، من شأن الهجوم الذي وقع فجر الجمعة في وسط ايران.
وقال إنّ "ما حدث... لم يكن هجوماً"، مضيفاً أنّ الأمر كان عبارة عن "طائرتين أو ثلاث طائرات بلا طيار، تلك التي يلعب بها الأطفال في إيران".
وتابع: "طالما أنّه لا توجد مغامرة جديدة (هجوم عسكري) باسم النظام الإسرائيلي ضدّ مصالح إيران، فلن نرد".
وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية الجمعة بسماع دوي انفجارات فجراً قرب قاعدة عسكرية في محافظة أصفهان، بعدما "نجح نظام الدفاع الجوي" الإيراني في إسقاط مسيّرات "عدّة".
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ إسرائيل شنّت ضربة على إيران رداً على الهجوم الإيراني غير المسبوق الذي استهدفها في 13 نيسان (أبريل*.
في هذا الإطار، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول إسرائيلي طلب عدم كشف اسمه قوله إنّ هدف إسرائيل من الهجوم هو أن تظهر لإيران أنّها قادرة على توجيه ضربة لها في الداخل.
وأكد مسؤول كبير في الكونغرس الأميركي لوكالة فرانس برس طالباً عدم كشف هويته، تنفيذ هجوم إسرائيلي في إيران. ورداً على سؤال لفرانس برس، لم يعلّق الجيش الإسرائيلي على هذه الأحداث.
وتأتي هذه التطوّرات في خضمّ الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي اندلعت بعد الهجوم الذي نفّذته الحركة على الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
وواصل الجيش الإسرائيلي السبت القصف المدفعي والغارات الجوية على أنحاء مختلفة من القطاع الفلسطيني المحاصر والمهدّد بالمجاعة.
كما يواصل عمليات المداهمة والتوغل في الضفة الغربية المحتلة.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني السبت بأن 14 شخصا قتلوا في عملية عسكرية إسرائيلية بدأت مساء الخميس في مخيم نور شمس قرب طولكرم في الضفة الغربية المحتلة.
وفي وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي في حصيلة أوردها أنه قتل عشرة أشخاص واعتقل ثمانية آخرين في إطار عملية "لمكافحة الإرهاب". وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس بأن الجيش انسحب مساء السبت، بعد 48 ساعة على توغله في المخيم المذكور الذي سبق أن استُهدف بعمليّات دامية.