النهار

سكان شمال إسرائيل يترقبون حرباً شاملة محتملة مع "حزب الله"
المصدر: رويترز
كان إيلي هاريل جنديا إسرائيليا في أوائل العقد الرابع من عمره عندما أُرسل إلى لبنان في عام 2006 للمشاركة في القتال ضد مسلحي "حزب الله" المتحالف مع إيران في حرب دامية استمرت شهرا كانت غير حاسمة إلى حد كبير.
سكان شمال إسرائيل يترقبون حرباً شاملة محتملة مع "حزب الله"
قوات الأمن الإسرائيلية تفحص موقع سقوط صاروخ أطلق من لبنان في كريات شمونة شمال إسرائيل.
A+   A-
كان إيلي هاريل جنديا إسرائيليا في أوائل العقد الرابع من عمره عندما أُرسل إلى لبنان في عام 2006 للمشاركة في القتال ضد مسلحي "حزب الله" المتحالف مع إيران في حرب دامية استمرت شهرا كانت غير حاسمة إلى حد كبير.
والآن، يستعد هاريل (50 عاما) للانضمام مرة أخرى إلى الجيش لقتال الجماعة نفسها إذا تحول القصف على الحدود الشمالية لإسرائيل إلى حرب شاملة مع أقوى حليف إقليمي لإيران. وقال إن القوات الإسرائيلية ستواجه هذه المرة أصعب تحديات يمكن تخيلها في القتال.

وقال لرويترز: "توجد أفخاخ في كل مكان... يخرج أشخاص فجأة من الأنفاق. على المرء أن يظل في حالة تأهب دائما وإلا سيموت".

ويعيش هاريل في حيفا، ثالث أكبر مدينة في إسرائيل، والتي تقع ضمن النطاق الذي يمكن لأسلحة "حزب الله" الوصول إليه. وحث رئيس بلدية حيفا السكان في الآونة الأخيرة على تخزين مواد غذائية وأدوية بسبب تزايد خطر تطور الأمر إلى حرب شاملة.

وتتبادل إسرائيل و"حزب الله" الضربات يوميا عبر الحدود على مدى الأشهر الستة الماضية بالتوازي مع الحرب في غزة، في تصعيد أثار تزايد نطاقه وتطوره مخاوف من صراع إقليمي أوسع.

وكون "حزب الله" ترسانة مهولة من الأسلحة منذ عام 2006.

ومثل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تخوض قتالا مع إسرائيل في غزة، تمتلك جماعة "حزب الله" شبكة من الأنفاق لنقل المقاتلين والأسلحة. ويتدرب مقاتلوها منذ أكثر من عقد مع الجيش السوري.

واقتصرت هجمات "حزب الله" حتى الآن على قطاع في شمال إسرائيل، في محاولة لتشتيت القوات الإسرائيلية بعيدا عن غزة. وقالت إسرائيل إنها مستعدة لإبعاد "حزب الله" عن الحدود لكن لم توضح السبيل لتحقيق ذلك.

"منفيون في بلدهم"
اضطر نحو 60 ألفا من سكان شمال إسرائيل إلى مغادرة منازلهم في أول عملية إجلاء جماعي في المنطقة، ولا يمكنهم العودة بأمان مما أدى إلى تصاعد الدعوات داخل إسرائيل لاتخاذ إجراء عسكري أكثر صرامة ضد "حزب الله". وعلى الجانب الآخر من الحدود، نزح نحو 90 ألفا في لبنان بسبب الضربات الإسرائيلية.

وقال إيال حولاتا المستشار السابق للأمن القومي الإسرائيلي إن إسرائيل يجب أن تعلن عن موعد في الأشهر القليلة المقبلة يمكن فيه للمدنيين الإسرائيليين النازحين العودة، إما بمواجهة "حزب الله" بشكل فعال لتقليص الضربات أو خوض حرب شاملة.

وأضاف: "لا يمكن أن يكون الإسرائيليون منفيين في بلدهم. هذا لا يمكن أن يحدث. إنها مسؤولية قوات الدفاع الإسرائيلية أن تدافع عن المدنيين. وهو ما فشلنا فيه في السابع من تشرين الاول (أكتوبر)"، في إشارة إلى الهجوم الذي شنته "حماس" على جنوب إسرائيل وأشعل فتيل أحدث حرب في قطاع غزة.

ولم يرد "حزب الله" على طلب للتعليق. وقال الأمين العام للحزب حسن نصر الله في شباط (فبراير) إن سكان شمال إسرائيل "لن يعودوا" إلى منازلهم.

وقال الجيش الإسرائيلي هذا الشهر إنه أكمل خطوة أخرى في التجهيز لحرب محتملة مع "حزب الله" تركزت على الأمور اللوجستية منها الاستعدادات "لتعبئة واسعة النطاق" لجنود الاحتياط.

ومن المحتمل أن يؤدي الصراع بين إسرائيل و"حزب الله" إلى دمار هائل في كلا البلدين. وفي حرب 2006 قتل 1200 شخص في لبنان و158 في إسرائيل.

ومنذ تشرين الأول، قُتل أكثر من 300 شخص في القتال في المنطقة الحدودية معظمهم من مقاتلي "حزب الله".

وإذا اندلعت حرب، فمن المحتمل أن تقصف إسرائيل أهدافا في جنوب لبنان قبل أن يحاول جنودها التقدم لمسافة 10 كيلومترات على الأقل عبر الحدود. ومن المرجح أن يستخدم "حزب الله" ترسانته المقدرة بأكثر من 150 ألف صاروخ لاستهداف مدن إسرائيلية. وفي حرب 2006 أطلقت الجماعة حوالي أربعة آلاف صاروخ على إسرائيل.

أضرار "هائلة" محتملة
وقال أساف أوريون وهو بريغادير إسرائيلي متقاعد لرويترز إن هناك احتمالا متزايدا لاندلاع حرب بين إسرائيل و"حزب الله" إما بسبب تصعيد غير مخطط له في الاشتباكات أو بسبب نفاد صبر إسرائيل مع عدم قدرة مواطنيها على العودة إلى ديارهم.

وأضاف أوريون أن شدة القصف في أي حرب يمكن أن تكون أكبر بعشرة أمثال مما يحدث في غزة.

وأوضح: "الأضرار ستكون هائلة... سيبدو القتال في غزة وكأنه لا شيء مقارنة بهذا المستوى من القتال".

وفي عام 2006، جرى استهداف مدينة حيفا الساحلية التي يمكن منها رؤية الحدود اللبنانية في يوم صاف. وقُتل ثمانية أشخاص في أسوأ هجوم.

وهدد نصر الله في عام 2016 بأن يستهدف "حزب الله" صهاريج تخزين الأمونيا في حيفا محذرا من أن النتيجة ستكون "مثل قنبلة نووية".

الإحساس السائد في حيفا هو مزيج من القلق وتقبل القضاء والقدر.

وانتقل المئات من الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم إلى المدينة، وقال كثيرون إن حربا أخرى قد تكون السبيل الوحيد للعودة إلى ديارهم.

وقال أساف هيسد (35 عاما)، الذي كان يعيش في تجمع سكني على بعد كيلومترين من الحدود، إن أمام الجيش مهلة حتى أيلول (سبتمبر) لإجبار "حزب الله" على التراجع وإلا سينتقل السكان إلى أماكن أخرى.

وأوضح: "علينا أن نتخذ قريبا قرارا بشأن المكان الذي سنعيش فيه، لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو لفترة أطول".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium