تحت عنوان: "يجب على الإسرائيليين أن ينزلوا إلى الشوارع لإبعاد الجيش عن رفح"، كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت مقالاً في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قال فيه "إن الحرب التي تدور حاليا جوياً وبرياً وتحت الأرض في قطاع غزة منذ أكثر من ستة أشهر، يمكن أن يُستخلص منها أنَّ الجزء الأكبر من القوة العسكرية لحماس قد فُكك".
واعتبر أولمرت أن حركة "حماس" أصبحت بالكاد تمتلك أي صواريخ أو منصات إطلاق لشن الضربات، وأنها لم تعد قادرة على تشغيل ما تبقى من تلك الترسانة، إلى جانب مقتل عدد كبير من مقاتلي وقادة حماس".
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق رأى أن "القادة الذين لا يزالون على قيد الحياة، وعلى رأسهم يحيى السنوار ومحمد الضيف، سيكلفان إسرائيل ثمنا باهظا للوصول إليهما، نظرا لطبيعة الاماكن التي يوجدان فيها".
وقال: "يُمكن قتل الرجلين في المستقبل، حتى وإن استغرق الأمر وقتاً، دون المخاطرة بتكبد تكلفة كبيرة في الوقت الحالي"، كاشفاً أن "هدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالوصول السريع إلى الرجلين، هدفه التغطية على حجم الفشل الناتج عن هجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) والذي يتحمل نتنياهو مسؤوليته.
ويقارن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بين حرب غزة الحالية وحرب لبنان عام 2006، وقال: "أردنا أن نقطع رأس تلك الأفعى السامة (الأمين العام لـ"حز ب اللع حسن نصر الله)، لكننا لم نسخر الحرب لخدمة هذا الهدف فقط"، ورأى أن "إسرائيل حققت نصراً عسكرياً رادعاً في حرب لبنان عام 2006، لأنه خلال 17 عاماً حرص نصر الله على عدم شن هجوم واحد على إسرائيل، حتى ولو بالأسلحة الخفيفة".
ويخلُص أولمرت إلى أن ما حدث خلال حرب غزة الحالية يشبه ما حدث أثناء حرب لبنان، حيث حققت إسرائيل خلال الحرب الحالية المستوى المطلوب لردع حماس للحيلولة دون تنفيذ أي هجوم كبير.
وبالنسبة لأولمرت، الهدف الذي لم يحُقق بعد هو تحرير الرهائن، لانه "هدف لم يكن في محور اهتمام نتنياهو منذ البداية"، وهو ما أجهض، حسبما قال، محاولات وساطة كثيرة لإبرام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن كافة.
وتحدث عن العملية العسكرية في رفح، واصفاً إياها بأنها "ليست ذا أهمية استراتيجية لإسرائيل"، لافتاً إلى أنها "ستستغرق شهوراً وستؤدي إلى مقتل مزيدٍ من الجنود والآلاف من الفلسطينيين غير الضالعين في هذه الحرب، وستحطم ما تبقى من سمعة إسرائيل أمام المجتمع الدولي".
ورأى أولمرت أن العملية العسكرية في رفح ستؤدي إلى التضحية بحياة الرهائن، وتكثيف المظاهرات في كل حرم جامعي في أميركا وفي جميع أنحاء العالم، وإصدار مذكرات اعتقال ضد القادة الإسرائيليين والجنود المقاتلين، وكل ذلك من أجل الحفاظ على الحياة السياسية لرجل، يستمر في دفع إسرائيل نحو الهاوية، في إشارة إلى نتنياهو.
ودعا في أخر سطور مقاله الملايين من الإسرائيليين إلى النزول إلى الشوارع، لمنع حكومة نتنياهو من تدمير إسرائيل "قبل فوات الأوان".