كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن هناك خطراً واضحاً وفورياً على إسرائيل ويتمثل بوحدة "الكوماندوز" التابعة لـ"حزب الله" والتي لا تزال على الحدود.
وأشارت الصحيفة في تقرير مسهب إلى أنه "منذ أكثر من 7 أشهر وعناصر "قوة الرضوان" التابعة لـ"حزب الله" يجلسون على السياج ويحاولون المساس بالدفاع الإسرائيلي. ولكن على الرغم من نشاط الجيش الإسرائيلي في لبنان، فإن وحدة الكوماندوز التابعة للحزب لم تفقد قدراتها: "قد تغزو الأراضي الإسرائيلية".
وقالت الصحيفة إن "آلاف المقاتلين المهرة والأسلحة المتقدمة والتدريب المتكرر، بالإضافة إلى الغزو واسع النطاق لإسرائيل هو الخطة الرئيسية التي تأسست من أجلها "قوة الرضوان" التابعة للحزب".
ولفتت الصحيفة إلى أن "الهجوم المفاجئ لحماس (في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي)، وتبادل إطلاق النار المستمر في الشمال، غيّر خطط قوة الرضوان قليلاً، لكن الهدف بقي كما هو، وكذلك التهديد".
وفي الآتي لمحة عن وحدة النخبة على الحدود الشمالية، وفق ما نشرته "يديعوت أحرنوت":
-القادة الذين تم القضاء عليهم والتدريب القاسي، ووحدة النخبة في "حزب الله" أنشأها رئيس الهيئة العسكرية والرقم 2 في التنظيم عماد مغنية، وكان يطلق عليها في البداية اسم "قوات التدخل السريع".
-تم تحديد مهمة هؤلاء الناشطين منذ اللحظة الأولى: الإعداد لغزو شامل لإسرائيل واحتلال المستوطنات في الجليل.
-تورطت قوة الرضوان في عدد غير قليل من الأحداث على الحدود الشمالية، بما في ذلك اختطاف الجنديين إيهود جولدفاسر وإلداد ريجيف عام 2006. وهي عملية اختطاف أدت إلى اندلاع حرب لبنان الثانية.
-في عام 2008، تم اغتيال مغنية في انفجار غامض في دمشق. وبحسب تقارير أجنبية فإن هذه عملية مشتركة بين جهاز الاستخبارات الخارجية والعمليات الخاصة "الموساد" ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي اي ايه). بعد الاغتيال، خضعت الوحدة لتغييرات هيكلية وغيرت اسمها أيضا. وبدلاً من الاسم الأصلي، اعتمدت لقب مغنية - "الحاج رضوان".
-اغتيال مغنية لم يتسبب في تباطؤ "حزب الله"، بل على العكس تماماً. وبعد فترة وجيزة قال الأمين العام للحزب حسن نصر الله: "دماء مغنية ستمحو إسرائيل من الوجود وسيواصل إخوانه طريقهم وسيدرك العدو أنه ارتكب خطأ فادحا... منذ عام 2006 بدأنا نستعد ليوم آخر، اليوم الذي نعلم فيه أن إسرائيل بطبيعتها العدوانية ستهاجم لبنان وتبدأ حربا في المنطقة".
-يتولى قيادة الوحدة حالياً، بحسب تقارير مختلفة، علي الطباطبائي. وبحسب تقارير إعلامية أجنبية، حاولت إسرائيل القضاء عليه بالفعل عام 2005 من خلال مهاجمة سيارتين للتنظيم في منطقة القنيطرة السورية.
وتابعت الصحيفة، إجراءات القبول في "قوة الرضوان" ليست بسيطة وتتضمن تدريبات خاصة واختبارات كثيرة وبالطبع السرية التامة. وبحسب المنشورات، فإن العناصر الذين يتم قبولهم في "قوة النخبة" التابعة لـ"حزب الله" يخضعون لتدريبات "بدنية صعبة" في لبنان والخارج، وكذلك على الأسلحة والأدوات التي لا يعرفها باقي عناصر التنظيم ولديهم خبرة في استخدامها.
وبحسب منشور صادر عن مركز الأبحاث الإسرائيلي للتحديات الأمنية "ألما"، فإن أعضاء وحدة كوماندوز "صابرين" التابعة للحرس الثوري يشاركون أيضًا في تدريب العناصر الجديدة.
التدريب الذي يتم بعد الفحص الأولي يشمل، من بين أمور أخرى، تدريب القناصة، إطلاق النار المضاد للدبابات، القصف المباشر، التدريب على المتفجرات والقيادة العملياتية. بالإضافة إلى ذلك، يتم إجراء تدريب خاص مثل ورشة الأسر التي تدرب ويتعلم العناصر الجدد كيفية التصرف إذا تم القبض عليهم من قبل العدو، ويتعلمون أيضاً تشغيل الطائرات بدون طيار لأغراض جمع المعلومات الاستخبارية، ويتخصصون في الحرب التكتيكية، وبالطبع، الانخراط في اللياقة البدنية والجري لمسافات طويلة.
ومن أجل تعويد العناصر على نشاط عسكري طويل ومتغير، تم إرسال أفراد القوة لمساعدة نظام الأسد في الحرب الأهلية في سوريا. وكانت "قوة الرضوان" قوة قتالية كبيرة في المعارك ضد المتمردين وحقق رجالها انتصارات في المناطق التي قاتلوا فيها.
وبحسب منشور لمركز "الما" فإن عناصر القوة ما زالوا منتشرين في مناطق مختلفة من سوريا ويعملون هناك مع الميليشيات الموالية لإيران وكذلك مع "فيلق القدس" الإيراني.
تعليق البرنامج الرئيسي
وكانت الخطة الرئيسية، التي تدرب عليها عناصر القوة، هي في الواقع مصدر الإلهام للهجوم المفاجئ الذي نفذته حماس في 7 تشرين الأول (أكتوبر).
وبحسب المنشورات، فإن الوحدات الجغرافية لـ"حزب الله" هي المسؤولة عن الضربة الافتتاحية التي ستتضمن إطلاقاً كثيفاً للصواريخ وقذائف الهاون على طول الحدود. كما أنهم مسؤولون عن تحييد وسائل المراقبة من خلال نيران القناصة والطائرات المسيرة المتفجرة والطائرات الانقضاضية الانتحارية بدون طيار والصواريخ المضادة للدبابات.
وفي المرحلة الثانية، يبدأ أعضاء الوحدة الخاصة في العمل. وبحسب الخطة التي حللها تال باري – مدير قسم الأبحاث في مركز الما، من المتوقع أن يقوم عناصر الوحدة في هذه المرحلة باقتحام كامل القسم واختراق الحاجز. وفي المرحلة الثالثة، من المفترض أن يعبر العناصر سيراً على الأقدام وعلى دراجات نارية ومركبات رباعية الدفع باتجاه المستوطنات والقواعد القريبة من الحدود.
ومن بين القتلى الذين نشر حزب الله أسمائهم: محمد حسين مصطفى شورى - قائد وحدة الصواريخ والقذائف في القطاع الغربي، علي أحمد حسين - قائد منطقة الهجوم في منطقة ريدج الرميم، وثلاثة قادة كبار مختلفين.
وتم اغتيال أحدهم مع عنصر القوة عباس رعد، ابن النائب في البرلمان اللبناني عن "حزب الله" محمد رعد.
وقال باري في مؤتمر عقده المعهد الأسبوع الماضي: "حتى الآن، لم يلحق الجيش الإسرائيلي الضرر بالتشكيلات المهمة لـ"حزب الله"... تقييمنا هو أنه بدلاً من مئات الصواريخ والقذائف الصاروخية والأسلحة الدقيقة، يمتلك الحزب الآلاف. ومن بين 250 ألف قطعة سلاح، نقدر أن لديهم بضعة آلاف من الأسلحة الدقيقة".
وعلى الرغم من الاغتيالات في صفوف كبار الضباط، فإن معهد ألما يقدر أن كفاءة قوة الرضوان لم تتضرر، لأنها تعمل في قيادة مستمرة، وللإضرار بقدراتها، هناك حاجة إلى إجراءات أكثر أهمية.
وأوضح باري "إن قوة الرضوان ما زالت تمثل تحديا وخطرا واضحا وفوريا في سياق أي نوع من الغزو للأراضي الإسرائيلية".
وتابع: "نحن نقدر أن قوة الرضوان، إذا أرادت ذلك، لا يزال بإمكانها تنفيذ خطة غزو في الشمال، والتي ستكون محدودة أكثر، بقوة تتألف من 100 إلى 200 عنصر وفي منطقة أصغر مما كانت مستعدة له قبل هجوم حماس".
وخلص إلى أن السبب الذي يجعل القوة قادرة على تنفيذ خطة محدودة ليس الضرر الذي لحق بالقدرة، بل غياب عنصر المفاجأة الذي سرق بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس.
كما ان الباحث في معهد ألما أيضاً غير متفائل بعودة السلام إلى المنطقة، وقال: “حتى لو حاولت الحكومة التوصل إلى اتفاق دبلوماسي، فإنها لن تؤدي إلا إلى تأجيل الحرب التي ستندلع بالسرعة التي يريدها "حزب الله" وبشروطه". وتشير تقديرات باري إلى انها على أبعد تقدير، في غضون عامين، حتى نهاية عام 2026."