أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، بأن جهاز الاستخبارات الخارجية والعمليات الخاصة "الموساد" الاسرائيلي حذر من أنه قبل 60 يوما من انعقاد الألعاب الأولمبية في باريس، تخطط الاستخبارات الإيرانية لشن هجمات على الأراضي الأوروبية.
ويأتي هذا التحذير على خلفية كشف جديد للموساد وأجهزة الاستخبارات الأوروبية عن قيام إيران بالتخطيط لإلحاق الضرر بالسفارات الإسرائيلية.
وجاء في بيان الموساد أن "الجهد الاستخباراتي والعملياتي المطول الذي قامت به أجهزة الأمن وإنفاذ القانون ووكالات الاستخبارات الأوروبية بالتعاون مع الموساد وأجهزة الاستخبارات العالمية والمهام الخاصة، واجهزة الأمن العام أدى إلى الكشف على نطاق واسع عن البنى التحتية التي تعمل تحت رعاية إيران بهدف متعمد لقتل الأبرياء".
وفي السياق، تم الكشف عن عدد من البنى التحتية التي كانت تديرها منظمات كبرى في جميع أنحاء أوروبا والتي يتم توجيه قادتها مباشرة من إيران لتنفيذ هجمات، بما في ذلك ضد أهداف وأصول مرتبطة بإسرائيل.
وهذه ليست المرة الأولى منذ بداية الحرب التي نشهد فيها جهدا متزايدا من جانب إيران ووكلائها لضرب أهداف مرتبطة بدولة اسرائيل، والتصعيد واضح في نطاق الجهود الإيرانية.
على سبيل المثال، ألقيت قنبلتان يدويتان في نهاية الأسبوع الماضي على السفارة الإسرائيلية في بلجيكا في الليل، ولم تقع إصابات أو أضرار.
واشارت الصحيفة العبرية الى ان خصائص محاولة الهجوم في بلجيكا، ولا سيما اختيار السفارة الإسرائيلية والنتائج التي تم العثور عليها على الأرض والتي استخدمت فيها أسلحة من نوع القنابل اليدوية، تذكر بمحاولة هجوم سابقة وقعت في 24 كانون الثاني (يناير) أمام السفارة الاسرائيلية في السويد، حيث أيضاً تم القاء قنبلة يدوية على مبنى السفارة الإسرائيلية في ستوكهولم ولم تقع أي أضرار.
وأدى الحادث الذي وقع في السويد إلى فتح تحقيق دولي مكثف بمشاركة أجهزة المخابرات والأمن الأوروبية.
وبفضل مواد التحقيق من مكان الحادث إلى جانب المعلومات التي ظهرت في التحقيقات مع المشتبه بهم، اشتبهت السلطات في أن المنظمة الإجرامية السويدية "FOXTROT" تقف وراء النشاط نيابة عن إيران.
تعد منظمة "FOXTROT" أكبر منظمة إجرامية في السويد ويعمل أعضاؤها على نطاق واسع في السويد ودول أوروبية أخرى وهم مسؤولون، من بين أمور أخرى، عن جرائم القتل وتهريب المخدرات على نطاق واسع.
وكشف التحقيق الدولي أن مجرماً كبيراً اسمه رؤى ماجد، مواطن سويدي من أصل كردي، يترأس منظمة "فوكستروت" الإجرامية، ومطلوب لدى الإنتربول.
وتم تجنيد ماجد الملقب بـ "الثعلب الكردي" من قبل التنظيمات الإيرانية بعد فراره إلى تركيا في 23 أيلول (سبتمبر) وتمكن من الإفلات من سلطات إنفاذ القانون الدولية، بما في ذلك محاولة فاشلة لاعتقاله من قبل قوات الأمن العراقية.
وقالت "هآرتس" إن "طريقة عمل وتجنيد عناصر إجرامية كبيرة لشن هجمات وأنشطة هي طريقة معروفة لعمل التنظيمات في إيران، التي تسعى إلى تجنب الارتباط السياسي بالإرهاب وإيذاء الأبرياء".