لفت المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت يواف زيتون الى أن حادثة حرفيش الصعبة، التي توغلت فيها طائرتان مسيرتان انقضاضيتان مفخختان حتى وصالتا المنطقة الجبلية دون أن يتم رصدهما، أثبتت أن طهران وحزب الله حوّلا الجليل إلى معمل أبحاث وتطوير للاستخبارات العسكرية تمهيداً لصراع واسع.
وقال: "في الآونة الأخيرة، تم استخدام جيل ثالث من الصواريخ المضادة للدبابات، ويقوم مجموعة من الخبراء من الصناعة العسكرية الإيرانية بالتحقيق في كل عملية إطلاق".
وأضاف: "الحادثة الخطيرة التي وقعت بعد ظهر أمس الاربعاء في حرفيش، والتي قُتل فيها جندي الاحتياط، أثبتت إلى أي مدى حول حزب الله وإيران الجليل خلال الأشهر الثمانية الأخيرة، ليس فقط إلى أرض مهجورة من سكانها، بل أيضاً إلى منطقة مختبر بحث لتطوير للأسلحة، بهدف أن تكون أكثر استعداداً ودقة وفتكاً، استعداداً لمواجهة واسعة النطاق مع إسرائيل".
وتابع زيتون: "في حادثة الأمس، تم إطلاق طائرتين بدون طيار صغيرتين نسبيًا، ولكن دقيقتين، ومتفجرتين بطريقة منسقة، بطريقة لم تتسبب فقط في أضرار قاتلة لقوات الإنقاذ والقوات الطبية التي وصلت في غضون دقائق قليلة - ولكنها توغلت أيضا في الأراضي الإسرائيلية ووصلت إلى العمق الإسرائيلي، إلى البلدة الدرزية الواقعة في منطقة جبلية دون أن ترصدها أنظمة الكشف التابعة للجيش الإسرائيلي".
وأشار المراسل العسكري لـ"يديعوت أحرونوت" الى أنه "لم يتم إطلاق أنظمة الإنذار، ومن وجهة نظر الجيش، هذا هو السيناريو الأسوأ - ليس فقط أن الأسلحة الدقيقة من الجو تتمكن من اختراق الأراضي الإسرائيلية دون اعتراضها، ولكن أيضا لا يتم إعطاء أي تحذير للعثور و الدخول إلى الملاجئ".
وأوضح أن حرفيش لا تقع على خط التماس، بل على مسافة حوالي أربعة كيلومترات من الحدود.
ومضى قائلا: "هذه ليست المرة الأولى التي تخترق فيها طائرات مسيرة أو طائرات بدون طيار تابعة لحزب الله الأراضي الإسرائيلية بالتحليق ببطء وعلى ارتفاع منخفض بحيث تقلل من وقعها وبالتالي يصعب تحديد موقعها، وأيضا دون تفعيل أنظمة التحذير، لكن هذه المرة الحادثة حدثت بعد عدة أشهر من تحسن قدرات الجيش الإسرائيلي أيضا من الناحية التكنولوجية ردا على التحذير وأيضا فيما يتعلق بمسألة الاعتراض".
وذكر أنه "لقد تم اختيار هدف الأمس بعناية وبدقة كبيرة داخل البلدة. وكانت الطائرات بدون طيار تحلق على ارتفاع منخفض باتجاه معسكر قوة الاحتياط من الفرقة 143 في حرفيش، وبسبب الارتفاع المنخفض، لم يكن هناك تحديد أو كشف، وبالتالي لم يتم إطلاق أي إنذار، وانفجرت إحدى الطائرات بدون طيار وبقيت الأخرى في الهواء. إلى أن يتجمع العشرات من أفراد الأمن والإنقاذ في مكان الحادث".
ويتم وضع جنود الجيش الإسرائيلي في مثل هذه المواقف للحفاظ على اليقظة ومحاولة الاستماع دائمًا إلى أزيز الطائرات بدون طيار، وفقا للصحيفة.
وبحسب زيتون، في الشهر الماضي وزّع الجيش الإسرائيلي آلاف الدروع على المقاتلين، وفي أنحاء الجليل تم نشر بالتوندا للدروع ومخابئ المسلحة، لكن الجنود ليس لديهم دائما ما يكفي من الوقت للهرب أو الاختباء، كما هو موثق في أحد التقارير. من مقاطع الفيديو التي تداولها حزب الله في الأيام الأخيرة، والتي تظهر فيها الأسلحة الجوية وهي تطعن مجموعة من الجنود في موقع مؤقت في الميدان.
وأردف: "في مئات الحالات، فضل حزب الله اختيار أسلحة قادرة على تجاوز أنظمة الدفاع النشطة والناعمة للقوات الجوية، أي القبة الحديدية والحرب الإلكترونية. وبدلاً من الصواريخ أو الصواريخ الموجهة دقيقة التوجيه، التي تم تحسينها واستخدامها لقصف أكثر دقة من ذي قبل، يقدم حزب الله قوة جوية صغيرة يتم تحديثها وتغييرها باستمرار، مع مجموعة من الخبراء والمهندسين من الصناعة العسكرية الإيرانية في المنطقة، و"مكتب خلفي" يحقق في كل عملية إطلاق أو سقوط أو خلل أو ضرر بشكل يومي، وليس فقط تسليح التنظيم بالمزيد من الأسلحة".
واعتبر زيتون أن "رد الجيش الإسرائيلي ليس دفاعيا فقط في مواجهة هذه التهديدات بل هجوميا أيضا على شكل مئات القنابل على مراكز الجيش الإسرائيلي، وأيضا في عمق لبنان في البقاع - لكن حزب الله استخدم منذ اندلاع الحرب كميات يمكن أن تشهد على ترسانة ضخمة من الأسلحة، ربما تتجاوز ما تعرفه اجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مجتمعة".
وأشار الى أنه "في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، اكتشف الجيش الإسرائيلي وصول شاحنات ذخيرة تابعة لحزب الله محملة بالإمدادات إلى مواقع في جنوب لبنان، ولكن كسياسة من الأعلى لم تلحق الضرر بها، ووفقا لزيتون فإن السبب أنه "في تلك الأيام العشرة كان هناك وقف لإطلاق النار مع حماس كجزء من صفقة تبادل الأسرى، و وقد تُرجم وقف إطلاق النار في الجنوب إلى اتفاق صامت مع حزب الله أيضاً".
وذكر أنه "في الجيش الإسرائيلي لا يعرفون بالضبط عدد الأسلحة التي تم نقلها إلى عناصر حزب الله بهذه الطريقة، لكن التنظيم أثبت بالفعل أنه ليس بحاجة إلى إطلاق الطائرات الانتحارية بدون طيار والطائرات بدون طيار المتفجرة وحتى الصواريخ من المنطقة الحدودية مع إسرائيل. ويبلغ مدى طيران هذه الأسلحة الدقيقة عشرات الكيلومترات في بعض الحالات، وكما ذكرنا، فمن الصعب التعرف عليها".
وفي القيادة الشمالية، "من بين حوالي 400 عنصر تم اغتيالهم منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر)، تمت تصفية العشرات من قادة حزب الله، في مختلف الرتب، وفي كل مرة كان هناك انخفاض في القدرة العسكرية ومستوى تلك القوة الإقليمية لحزب الله"، بحسب ما أفاد المحلل العسكري لـ"يديعوت أحرونوت".
في غضون ذلك، لفت زيتون الى أن "الجيش الإسرائيلي يستعد لسيناريوات أكثر تطرفًا من المحتمل أن تؤدي إلى صراع واسع النطاق مع لبنان، على سبيل المثال، استخدام مثل هذه الطائرات بدون طيار كأسراب نحو أهداف استراتيجية في شمال البلاد وفي مناطق الوسط- المركز حيث توجد قواعد عسكرية مهمة، والمقرات العسكرية ، وشبكات توليد الطاقة. ومرافق الكهرباء وأهداف مماثلة".
وختم بالقول: "حتى الآن، تم إطلاق ما يقرب من 1000 قطعة سلاح من لبنان، حتى قبل اندلاع "حرب حقيقية" في الشمال. وتتم معظم عمليات الإطلاق في وضح النهار، لأنه بهذه الطريقة يكون التصويب والإصابة أسهل. كما أن البحث والتطوير في محور حزب الله – إيران يفاجئ الجانب الإسرائيلي، لدرجة أن الصواريخ الدقيقة والبعيدة المدى المضادة للدبابات من نوع يلماس (تقليد لصاروخ رافال جيل الذي تم نهبه في حرب لبنان الثانية) لقد حصلوا بالفعل على نسخة الجيل الثالث في الشهر الماضي".