زار موفد أميركي إسرائيل سعياً لوقف التصعيد مع لبنان بعد أن أعلن مسؤول إسرائيلي أن "حزب الله" أطلق أكثر من خمسة آلاف قذيفة عبر الحدود منذ بداية حرب غزة.
وتتبادل إسرائيل و"حزب الله" حليف "حماس"، القصف بشكل شبه يومي عبر الحدود منذ الهجوم الذي شنته الحركة في 7 تشرين الأول (أكتوبر) على إسرائيل وأدى إلى الحرب في قطاع غزة.
والتقى المبعوث الأميركي الخاص أموس هوكشتاين برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه في القدس بعد أيام من تصريح وزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال جولة في الشرق الأوسط بأن وقف إطلاق النار في غزة هو الحل الأمثل لوقف أعمال العنف بين "حزب الله" وإسرائيل.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد منسر في مؤتمر صحافي: "أستطيع أن أؤكد أن مبعوث الرئيس جو بايدن... التقى رئيس وزرائنا".
ويأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه منسر إنَّ "حزب الله" أطلق أكثر من خمسة آلاف قذيفة وصواريخ مضادة للدبابات ومسيرات مفخخة باتجاه الأراضي الإسرائيلية منذ بدء الحرب.
وقال منسر: "ندافع عن أنفسنا من عدوان "حزب الله". لا نزاع حول الأراضي بين لبنان وإسرائيل".
وقال نتنياهو لهوكشتاين، وفق إعلام إسرائيلي: "ستنقلون رسالة واحدة لرئيس وزراء لبنان، إما عودة "حزب الله" إلى ما وراء الليطاني الآن أو الحرب!".
وبحسب "هيئة البث الإسرائيلية"، أبلغ هوكشتاين المسؤولين الإسرائيليين أنه من دون خطة لليوم التالي للحرب في غزة من الصعب التوصل لاتفاق بشأن الجبهة مع لبنان.
كما التقى هوكشتاين أيضاً الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ وبحث معه في "الهجمات المتواصلة وإطلاق "حزب الله" للصواريخ بتحريض من إيران باتجاه البلدات والمدن في شمال إسرائيل" بحسب بيان صادر عن المكتب الرئاسي.
لاحقاً، التقى زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد بالمبعوث الأمريكي الخاص، وتناول اللقاء موضوع الحدود الشمالية وعودة السلام والأمن لسكان الشمال، وفق الإعلام العبري.
وقال لابيد: "على سكان الشمال العودة إلى منازلهم"ـ مشيراً إلى أنخ "لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل منطقة بأكملها تتعرض لإطلاق النار منذ ثمانية أشهر".
وأضاف: "تحتاج إسرائيل إلى إبعاد "حزب الله" عن الحدود، سواء من خلال تسوية سياسية أو من خلال العمل العسكري، ويجب أن تتوقف الفوضى في الشمال".
"حزب الله" يرفض...
إلى ذلك، أفاد موقع "إنتلي تايمز" العبري بأن "كبار مسؤولي "حزب الله" يرفضون أي تسوية من شأنها أن تدفع قوات الحزب إلى ما وراء خط الليطاني. وبحسبهم، فإن ما فشلت إسرائيل في تحقيقه في الحرب، لن تحصل عليه في التسوية الدبلوماسية".
وتابع: "في الواقع، "حزب الله" يرفض مسبقاً المقترحات التي ينبغي أن يقدمها مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط الذي من المتوقع أن يصل إلى بيروت غداً".
من جهتها، أشارت "القناة 14" الإسرائيلية إلى أنه " في ظل وصول هوكشتاين، وجه نحو ألف من المهجرين من الشمال رسالة إلى نتنياهو، وهددوا بأنه في حال التوصل إلى اتفاق مع حزب الله فلن يعودوا إلى بيوتهم".
ويقول "حزب الله" إنَّه نفذ أكثر من 2100 عملية عسكرية ضد إسرائيل منذ 8 تشرين الأول (أكتوبر) أي اليوم التالي لهجوم "حماس"، وفقاً لبيان نشره الأسبوع الماضي.
وصعد "حزب الله" هجماته الأسبوع الماضي بعد مقتل القيادي البارز في الحزب طالب عبد الله في غارة إسرائيلية على قرية جويا الثلاثاء.
ووصفه الجيش الإسرائيلي بأنه "أحد كبار قادة حزب الله في جنوب لبنان".
ودفع ذلك "حزب الله" إلى شن هجمات مستهدفة على عدة قواعد للجيش الإسرائيلي.
وحذر المتحدث العسكري الإسرائيلي دانييل هاغاري الأحد من أن "العدوان المتزايد لـ"حزب الله" يقودنا إلى حافة ما يمكن أن يكون تصعيدا أوسع- وهو تصعيد يمكن أن تكون له عواقب مدمرة على لبنان والمنطقة بأكملها".
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء التصعيد الأخير على الحدود الإسرائيلية اللبنانية وحذرت من خطر سوء التقدير الذي يؤدي إلى تصعيد تتسع رقعته.