النهار

عائلات جنود إسرائيليين ما بين القلق والريبة حيال الحرب في غزة
المصدر: ا ف ب
يعيش دافيد مع زوجته شارون في قلق دائم منذ أرسل ابنهما مع الجيش الإسرائيلي إلى غزة، فيقول بعد عودة الشاب البالغ 22 عاما إلى القتال في جنوب القطاع "إنه في هذه اللحظة في طريقه إلى رفح"، متحدثا لوكالة فرانس برس في منزلهما بشمال الدولة العبرية.
عائلات جنود إسرائيليين ما بين القلق والريبة حيال الحرب في غزة
جنود اسرائيليون في غزة (ا ف ب)
A+   A-
يعيش دافيد مع زوجته شارون في قلق دائم منذ أرسل ابنهما مع الجيش الإسرائيلي إلى غزة، فيقول بعد عودة الشاب البالغ 22 عاما إلى القتال في جنوب القطاع "إنه في هذه اللحظة في طريقه إلى رفح"، متحدثا لوكالة فرانس برس في منزلهما بشمال الدولة العبرية.

وتمت تعبئة مئات آلاف الجنود والاحتياطيين في إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، حين شنت حركة "حماس" هجوما غير مسبوق على جنوب الدولة العبرية، أطلق شرارة الحرب المدمرة في قطاع غزة.

وكان يوناتان في ذلك الحين يقوم بخدمته العسكرية الإلزامية.

وقال دافيد (61 عاما) الذي فضل مع زوجته عدم كشف كنيتهما كي لا يتم التعرف إلى ابنهما: "كأب، أشعر دائما بالتوتر" لوجود يوناتان على الجبهة.

وأضاف رجل الأعمال والجندي السابق خلال حرب لبنان في الثمانينات: "الأمر أشبه بالروليت الروسية".

من جهتها، قالت شارون (53 عاما) الأم لستة أولاد: "ثمة أيام يكون الأمر في غاية الصعوبة، أبكي خلالها طوال الوقت"، و"أيام جيدة".

يتملك الخوف الزوجين كلما أعادا تشغيل هاتفيهما الجوالين في نهاية يوم السبت بعد إطفائهما لـ24 ساعة. فالسبت الماضي، أعلن الجيش مقتل ثمانية جنود في انفجار آليتهم قرب رفح، فسارع الزوجان إلى التثبت من أن يوناتان ليس بين القتلى.

"بالصحة" 
ويدعو الزوجان كل أسبوع تقريبا أصدقاء لهم فصلتهم الحرب عن أولادهم، للتضامن وتقاسم الهموم، خلال جلسات تتخللها لحظات من المرح أيضا.

ترفع شارون ودافيد ومدعووهم كؤوسهم ويدعون "بالصحة لجميع الجنود وعائلاتهم وأهلهم".

وتذكر شارون الإسرائيلية الأميركية يوم اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، في وقت كانت تقيم في ضاحية نيويورك وتعمل في مبنى مجاور لبرجي مركز التجارة العالمي، فتقارن بين اعتداءات تنظيم "القاعدة" وهجوم حركة "حماس"، مصنّفة الإثنين بين "أسوأ الكوارث التي ارتكبها أشخاص ضد آخرين".

وتسبب هجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) بمقتل 94 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته وكالة فرانس برس بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

وخُطف خلال الهجوم 251 شخصاً ما زال 116 منهم محتجزين رهائن في قطاع غزة، توفي 41 منهم، بحسب الجيش.

وردت إسرائيل متعهدة "القضاء" على حركة "حماس". وهي تشن منذ ذلك الحين حملة قصف مكثفة وعمليات برية واسعة النطاق في غزة، أسفرت عن 37,337 قتيلا، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في حكومة "حماس".

ويؤكد دافيد أن ابنه قال له إنه يجب "تصفية حماس" و"إتمام هذه الحرب" من أجل الأجيال المقبلة.

وأظهرت دراسة أجراها مركز "بيو" للأبحاث في آذار (مارس) ونيسان (أبريل) أن حوالى ثلثي الإسرائيليين المستجوبين يعتقدون أن إسرائيل ستنجح "على الأرجح" (27 %) أو "بالتأكيد" (40 %) في تحقيق أهدافها.

غير أن بعض أهالي الجنود لا يرون أن الحرب تستحق حياة أولادهم.

"كفى" 
تقول جولي (55 عاما) عن الحرب في غزة "ثمانية أشهر من الجحيم"، مؤكدة: "جحيم، جحيم، جحيم".

ومع دخول الحرب شهرها التاسع في 7 حزيران (يونيو)، تظاهر حوالى ثلاثين شخصا أمام منزل وزير الدفاع يوآف غالانت في أميكام شمال تل أبيب.

ورفع المتظاهرون الشعار ذاته على لافتات وعلى قمصانهم "أهالي الجنود يصرخون: كفى".

وقالت روث (اسم مستعار) البالغة 58 عاما: "في البداية كانت هذه الحرب عادلة، لكنها لم تعد كذلك الآن"، معتبرة أن الهدف الوحيد للعمليات يجب أن يكون إعادة الرهائن ثم الجنود "إلى ديارهم"، وليس القضاء على حماس.

ورأى آلون شيريزلي (78 عاما) الذي يخدم اثنان من أحفاده في الجيش، أحدهما في غزة، أن "حماس حركة عقائدية، لا يمكن القضاء على حركة عقائدية"، معتبرا على خلاف العديد من الإسرائيليين أنه لا يمكن لإسرائيل تحقيق هدفها المعلن بالقضاء على "حماس" بالوسائل العسكرية.

وقالت ليتال المشاركة في التجمع: "الجنود منهكون. عاد ابني مرتين إلى البيت مريضا جدا".

وقالت ييفات غادو (48 عاما): "كلما دقّ أحد الباب، نخشى أن يكون الجيش حضر لإبلاغنا بمقتل ابننا. لن يكون بوسعي الاستمرار في العيش في إسرائيل إذا قتل ابنى أو أصيب بلا مغزى".

وأضافت: "الآن، الحرب في غزة بلا مغزى".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium