النهار

غزة وعائلاتها تحت القصف... معاناة قاسية للحصول على الماء والطعام
المصدر: النهار العربي
استهدف القصف الإسرائيلي اليوم الجمعة مناطق عدّة في قطاع غزة، في اليوم الـ259 للحرب، حاصداً المزيد من الضحايا.
غزة وعائلاتها تحت القصف... معاناة قاسية للحصول على الماء والطعام
فلسطينيّون ينتظرون الحصول على المياه. (أ ف ب)
A+   A-
استهدف القصف الإسرائيلي اليوم الجمعة مناطق عدّة في قطاع غزة، في اليوم الـ259 للحرب، حاصداً المزيد من الضحايا.
 
 
غارات وضحايا...
قتل 14 فلسطينياً على الأقل وأصيب العشرات بجروح في قصف إسرائيلي لوسط وشمال قطاع غزة.
 
في مدينة خان يونس جنوب القطاع، قُتل 3 فلسطينيين جراء قصف مُسيرة إسرائيلية بلدة الفخاري شرق المدينة، وقد جرى نقل جثامينهم إلى مستشفى غزة الأوروبي.

وأصيب عدد من المواطنين في غارات استهدفت منزلين في حيي التفاح والشجاعية شرق مدينة غزة، نقلوا إثرها إلى مستشفى المعمداني في المدينة.

وأطلقت المدفعية الإسرائيلية قذائف عدّة صوب حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وصوب المناطق الشمالية من مخيم النصيرات، ومناطق عدّة شرق مدينة دير البلح وبلدة المصدر ومخيم المغازي وسط القطاع، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية.

وأطلقت القوّات الإسرائيلية النار باتّجاه المناطق الشرقية الحدودية لمدينة خان يونس، ومحيط المستشفى الأوروبي جنوب شرق المدينة، جنوب القطاع، وأطلقت طائرة مروحية إسرائيلية "أباتشي" الرصاص صوب المنطقة الشرقية من مدينة رفح جنوب القطاع.

وشنّت طائرات غارات عنيفة على مناطق مختلفة من مدينة رفح، في ما نسفت قوات إسرائيلية مبانٍ سكنية في الحي السعودي غرب المدين، و
وقصفت المدفعية مخيم الشابورة.
 
وقتل 5 فلسطينيين جراء قصف إسرائيلي قرب ملعب اليرموك وسط مدينة غزة.
 
بدورها، أفادت وكالة "الأونروا" بأن هناك مخيّمات للاجئين الفلسطينيين في غزة سُحقت تماماً ونسبة البطالة في القطاع بلغت 90%.
 
 
وذكر سكّان أن القوّات الإسرائيلية تحاول على ما يبدو استكمال سيطرتها على مدينة رفح، وتشق الدبّابات طريقها إلى الأجزاء الغربية والشمالية من المدينة، بعد أن استولت بالفعل على شرق المدينة وجنوبها ووسطها.
 
وأطلقت القوات الإسرائيلية النار من طائرات ودبابات وسفن قبالة الساحل، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة من المدينة التي كانت تؤوي أكثر من مليون نازح، اضطر معظمهم إلى الفرار مرة أخرى.
 
وذكر الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة أن قوّاته تنفّذ عمليات "دقيقة ومبنية على معلومات استخباراتية" في منطقة رفح حيث خاضت اشتباكات مباشرة وعثرت على أنفاق يستخدمها المسلّحون. وأعلن الجيش عمليات في مناطق أخرى من القطاع.
 
وأفاد بإصابة 26 من جنوده خلال الساعات الـ24  الأخيرة في المعارك.

وصرح بعض السكّان بأن وتيرة العملية العسكرية الإسرائيلية تسارعت في اليومين الماضيين. وأضافوا أن أصوات الانفجارات وإطلاق النار تشير إلى قتال عنيف مستمر دون توقف تقريبا.

وقال حاتم (45 عاما) الذي تم التواصل معه عبر الرسائل النصية "الليلة الماضية كانت من اسوأ الليالي في غرب رفح، الزنانات والطيارات والدبابات وحتى الزوارق من البحر قصفوا المنطقة، عنا احساس انه الاحتلال بيحاول يحسم السيطرة على المدينة".

وأضاف "في الوقت نفسه في ضدهم ضربات قوية من المقاومة ويمكن هادا اللي بيبطيء عملياتهم".
 
كمين لـ"القسّام"
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام عبرية نقلاً عن المتحدث ‏باسم الجيش الإسرائيلي بأنه مقتل ضابط وجندي وإصابة 8 ‏آخرين بينهم 3 بحالة الخطر في كمين لـ"كتائب القسام" جنوب ‏قطاع غزة أمس.
 
وكانت "القسّام" أعلنت أن مقاتليها نصبوا كميناً محكماً لقوّة إسرائيلية مدرّعة، بتفجير لغم ذي قوّة تفجيرية كبيرة، تم زرعه في طريق القوّة الإسرائيلية جنوب حي تل السلطان غرب رفح، بعد عمليات رصد استمرت أياماً عدّة.

وأضافت أن مقاتليها فجّروا اللغم في دبابة ميركافا لحظة مرورها في المكان، ما أدّى إلى تدميرها بشكل كامل ومقتل طاقمها.

وذكرت "القسّام" أن مقاتليها أجهزوا على جنود إسرائيليين من المسافة صفر، بعد ملاحقتهم داخل أزقّة مخيم الشابورة، بمدينة رفح.
 
وقالت "سرايا القدس" - الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" إنّها استهدفت مروحية عسكرية إسرائيلية بصاروخ من طراز "سام 18" شرقي مدينة رفح خلال عودتها من إجلاء قتلى وجرحى الجيش الإسرائيلي الذين سقطوا في كمين الشابورة.
 
في السياق، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن تقديرات المؤسسة الأمنية تشير إلى وجود حوالي 100 كيلومتر من الأنفاق تحت رفح.
 
وعن العمليات، لفتت القناة "13" الإسرائيلية إلى أن أضراراً جسيمة لحقت بمزرعة ألبان في مستوطنة العين الثالثة في غلاف غزة جراء إطلاق صواريخ من قطاع غزة.

من جانبه، ‏نقلت وسائل إعلام فلسطينية عن رئيس بلدية مدينة رفح أحمد الصوفي قوله إن المدينة بأكملها تعتبر منطقة عمليات عسكرية إسرائيلية، وهناك مربّعات سكنية دُمّرت بالكامل.

وأشار إلى أن المدينة تعيش كارثة إنسانية، والناس يموتون في خيامهم بسبب القصف الإسرائيلي، وسكّان المدينة ومن نزحوا إليها يفتقرون لأدنى مقوّمات الحياة منذ أكثر من 45 يوماً.

وأكّد أنه لا يوجد مستشفى أو مركز صحّي يقدّم خدمة طبية في المدينة حالياً.
 
في السياق، أكّد مسؤول الأراضي الفلسطينية المحتلّة في منظمة الصحة العالمية ريتشارد بيببركورن أن "الهدنة التكتيكية" اليومية التي أعلنتها إسرائيل في جنوب قطاع غزة "لم يكن لها أي تأثير" على وصول المساعدات الإنسانية.

وقال الطبيب خلال مؤتمر صحافي روتيني للأمم المتحدة في جنيف "نحن كأمم متحدة يمكننا القول إننا لم نلاحظ أي تأثير على وصول المساعدات الإنسانية منذ هذا الإعلان الأحادي الجانب عن هذه الهدنة الفنية".
 
وأضاف "هذا هو التقييم العام".

وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق حالات الطوارئ  ينس لايركه إن المساعدات الإنسانية "كانت قليلة جدّاً".

وشدّد على أن العاملين في المجال الإنساني "لا يمكنهم التوجّه إلى معبر كرم أبو سالم (لمرور البضائع مع إسرائيل) وتسلّم (المساعدة الإنسانية) بأمان تام بسبب غياب الأمن" لكنّه أشار إلى أن الوقود دخل بكميات محدودة.
 
معاناة عائلات غزة
متابعة للأزمة الإنسانية، أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن عدداً من الأسر في جنوب القطاع تتناول وجبة واحدة كل يومين أو ثلاثة، بينما تعتمد أسر أخرى على تقاسم الطعام مع بعضها البعض.
 

وأوضح نائب متحدّث الأمم المتحدة فرحان حق في تصريح أن "مئات آلاف النازحين جنوبي غزة يعانون من ضعف الوصول إلى المأوى والرعاية الصحية والغذاء والمياه والصرف الصحي".

وأضاف أنّه في الفترة من 7 إلى 14 من حزيران (يونيو) الجاري، قام المكتب بتقييمات إنسانية في مواقع النزوح بدير البلح وخان يونس ومنطقة المواصي برفح، ووجد أن الناس يعيشون في خيام بملاجئ مؤقتة ومكتظّة، مشيراً إلى أن تلك الملاجئ في حاجة ماسة إلى الإصلاح، ولا توفّر أي حماية من الحرارة الشديدة.

وذكر المكتب أيضاً أن الوصول للمياه منخفض للغاية، والناس يضطرون إلى الوقوف في طوابير لساعات طويلة للحصول عليها، ويجبرون للاعتماد على مياه البحر للاستخدام المنزلي".

وكشف عن أن هناك انتشاراً مستمراً للأمراض المعدية في ظل فيضان مياه الصرف الصحي، وانتشار الحشرات والقوارض والثعابين، والافتقار شبه الكامل إلى مواد النظافة ومرافق الصرف الصحي.

ولفت المكتب إلى أن عائلات أفادت بأنّها تتناول وجبة واحدة فقط كل يوم، وبعضها يتناول وجبة واحدة كل يومين أو ثلاثة أيام، ويعتمدون في الغالب على الخبز وتقاسم الطعام مع أسر أخرى وتقنين المخزونات.

وشدّد المسؤول الأممي على وجوب تسهيل العمليات الإنسانية في غزة بشكل كامل وإزالة جميع العوائق.
 
بدورها، نقلت وسائل إعلام فلسطينية عن مدير مستشفى كمال عدوان قوله إن "لم تصلنا أي مواد أساسية في شمال قطاع غزة، خاصة غذاء الأطفال".

وأضاف: "بعض الأمراض بدأت تنتشر مجدّداً مثل التهاب الكبد الوبائي والنزلات المعوية"، مطالباً بإدخال الوقود والغذاء ومستلزمات طبية "لأننا في قطاع غزة أمام كارثة".
 
 
في سياق متّصل، حذر مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية من كارثة إنسانية في محافظتي غزة والشمال، جراء التدهور الحاد في الأوضاع الصحية بسبب انتشار الأوبئة والمجاعة.

وقال أبو صفية لوكالة "الأناضول": "الوضع في محافظتي غزة والشمال سيئ جدّاً، ونعمل بالحد الأدنى في المنظومة الصحية في ظل عدم وجود مستلزمات ومستهلكات طبية وأدوية".

وأضاف "شبح المجاعة يجتاح المنطقة مجدّداً، وهناك انعدام في توفّر الأطعمة ذات القيم الغذائية المتنوعة.. نحو 214 طفلاً وصلوا المستشفى خلال 14 يوماً، تظهر عليهم علامات سوء التغذية من بينهم أكثر من 50 حالة تعاني من سوء تغذية متقدم، و6 حالات وضعها حرج ويتم التعامل معها في قسم العناية المركزة".

وتابع "هؤلاء الأطفال يعيشون فقط على محاليل الإنعاش، ولا يتوفّر لهم الحليب أو الغذاء الخاص ما يشكّل تهديداً على حياتهم".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium