أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر بأن الهند زودت إسرائيل بقذائف مدفعية وأسلحة خفيفة وطائرات مسيَّرة، وذلك منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة.
وجاء في تقرير نشرته الصحيفة الإسرائيلية أنه في شباط (فبراير) الماضي ذكرت وسائل إعلام هندية لأول مرة أن الهند تزود إسرائيل بطائرات مسيَّرة متطورة من طراز "هيرميس 900" تم تصنيعها في مدينة حيدر أباد.
وأشار التقرير إلى أن المصنع، الذي أنشأته إسرائيل في حيدر أباد لتزويد الجيش الهندي بهذه الطائرات المسيَّرة، قام بتحويل 20 منها خصيصاً للجيش الإسرائيلي بسبب النقص الذي حدث خلال الحرب.
والمصنع، وهو مشروع مشترك بين شركة الدفاع الإسرائيلية "إلبت سيستمز" Elbit Systems واتحاد الملياردير الهندي غوتام أداني، هو الأول في العالم الذي ينتج هذه الطائرات المسيرة خارج إسرائيل، بحسب الصحيفة.
ومن المرجح أن هذا القرار الدراماتيكي قد تمت الموافقة عليه من قبل كبار المسؤولين في الهند، ويرجع ذلك على الأرجح إلى كون إسرائيل أحد موردي الأسلحة الرئيسيين لها، وفق المصدر ذاته.
وأوضحت "يديعوت أحرونوت" أن هذه الخطوة تنضم إلى تقارير أخرى تشير إلى أن الهند زودت إسرائيل بقذائف مدفعية وأسلحة منذ بداية الحرب، مشيرةً إلى أن هذه الشراكة الاستراتيجية بين البلدين أثبتت أنها مفيدة للغاية لإسرائيل.
"اختبار صعب"
في السياق، نقلت الصحيفة عن السفير الإسرائيلي السابق لدى الهند دانييل كارمون قوله، في إشارة إلى الصراع العسكري الهندي مع باكستان في صيف عام 1999: "يذكرنا الهنود دائماً أن إسرائيل كانت هناك من أجلهم خلال حرب كارجيل... كانت إسرائيل واحدة من الدول القليلة التي وقف إلى جانبهم وزودهم بالسلاح ولا ينسى الهنود هذا وربما يردون الجميل الآن".
وقالت "يديعوت أحرونوت" إنَّ الحرب في غزة وضعت العلاقة بين إسرائيل والهند أمام اختبار صعب، وهو الاختبار الذي فشل العديد من الحلفاء في اجتيازه.
وأضافت: "خلال الساعات الأولى من يوم 7 تشرين الأول (أكتوبر)، أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي دعمه لإسرائيل وأدان الإرهاب بشكل لا لبس فيه. وبمجرد أن حدد النغمة، أظهرت بلاده دعماً غير مشروط لإسرائيل في الأشهر القليلة الأولى".
وبحسب الصحيفة، فقد تغير هذا الموقف الواضح قليلاً مع دخول الهند الحملات الانتخابية للانتخابات التي جرت في البلاد في بداية الشهر، ويرجع هذا جزئياً إلى أن ما يقرب من 15% من مواطنيها مسلمون، ومع ذلك لم تلغ السياسة العامة للحكومة الهندية الدعم عن إسرائيل، لكن تمت إضافة عنصرين إلى البيانات الرسمية.
- الأول: هو دعم حل الدولتين بما يتماشى مع موقف الهند الثابت على مر السنين (اعترفت الهند بالدولة الفلسطينية منذ الحرب الباردة).
- الثاني: هو الدعوة لزيادة المساعدات الإنسانية لغزة، بما في ذلك إرسال الإمدادات الخاصة بها.
وامتنع مسؤولو الحكومة الهندية عن قول أي شيء سلبي عن إسرائيل خلال الأشهر الثمانية الماضية، بينما هاجمتها المعارضة بشدة.