خرقت الحكومة الإسرائيلية اليوم الثلاثاء أزمة جديدة بعد نشر مشاهد لإصلاح بعض خطوط الكهرباء الرئيسية في قطاع غزة بهدف ربطها بشركة الكهرباء الإسرائيلية، بعد يوم من خلاف بشأن الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية.
وتعقيباً على الإصلاحات، طالب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش بوقف نقل الكهرباء إلى غزة فوراً.
وقال: "لقد سقطنا على رؤوسنا. نحن نعيد بناء غزة بأيدينا، قبل نزع السلاح. وخاصة المستشفيات أي مراكز الإرهاب".
وأضاف: "سيّدي رئيس الوزراء، توقّف عن هذه الحماقة هذه المرّة. سيكون من المستحيل القول بإننا لم نعرف، كما حدث مع إطلاق سراح مدير المقر الإرهابي في الشفاء أمس".
من جانبه، انتقد عضو الكنيست جدعون ساعر القرار بشدّة: "أتساءل من سيتحمّل المسؤولية هذه المرّة. حكومة أحلام بيدين يساريتين".
بدوره، دعا عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان إلى "الانفصال الكامل" عن غزة، وقال: "بعد إطلاق سراح الإرهابي الكبير مدير مستشفى الشفاء، الحكومة مستمرة في الاتجاه نفسه. إن أعمال البنية التحتية في غزة تمهيداً للربط المتوقع بالكهرباء الإسرائيلية هي حماقة أكبر".
تفاصيل القرار...
وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت، "للمرّة الأولى منذ بداية الحرب وبموافقة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، بدأت أعمال البنية التحتية في غزة للربط بشركة الكهرباء الإسرائيلية. وبحسب منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة غسان عليان، فإن هذه الأعمال تهدف إلى تشغيل محطّة تحلية المياه في قطاع غزة لمنع انتشار الأمراض، وبموافقة المستوى السياسي".
وأضافت: "قامت شركة كهرباء غزة بتوصيل كابلات على شارع صلاح الدين في منطقة دير البلح. والغرض من أعمال البنية التحتية، التي تم توثيقها هو تشغيل منشأة تحلية المياه والصرف الصحي في الموقع، مباشرة من شبكة الكهرباء الإسرائيلية".
ورأى منسّق عمليات الحكومة أن تشغيل محطّة تحلية المياه يتم بموافقة المستوى السياسي وينبع من اعتبار إنساني بهدف منع التلوّث وتفشّي الأمراض في القطاع، والذي يمكن أن يعرّض إسرائيل للخطر".
بدوره، أوضح السكرتير العسكري لوزير الدفاع في رسالة ضرورة تشغيل محطّة تحلية المياه باعتبارها "حاجة إنسانية أساسية".
وجاء في الوثيقة أن غالانت يوافق على ربط خط كهرباء "كيلاع" لتشغيل محطة تحلية المياه في قطاع غزة، التي تزوّد منطقة إجلاء السكّان بالمياه لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية، حيث طلب توجيه شركة الكهرباء في هذا الشأن واستنفاد العملية.
إلى ذلك، أوضحت مصادر سياسية لصحيفة "معاريف" أن "الوضع الخطير يمكن أن يؤثّر على الأسرى وعلى قوّات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وكذلك على مواطني إسرائيل".
وفق الصحيفة، تم اتخاذ القرار تحسّباً لحكم محكمة العدل الدولية بشأن مطالبة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل. وبحسب المصادر السياسية، فمن المتوقّع أن يصدر حكم المحكمة قريباً، وأن قرار توصيل الكهرباء إلى غزة يهدف، من بين أمور أخرى، إلى التأثير على قرار محكمة العدل الدولية.