النهار

إعلام عبري: جهات دولية تفرض مقاطعة غير رسمية على إسرائيل
المصدر: النهار العربي
أفادت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية الإسرائيلية، في تقرير اليوم الثلاثاء، بأن العديد من الجهات الدولية تفرض "مقاطعة غير رسمية" على إسرائيل منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) وترفض تزويدها بالمواد الخام المستخدمة بتصنيع الأسلحة.
إعلام عبري: جهات دولية تفرض مقاطعة غير رسمية على إسرائيل
عنصران في الجيش الإسرائيلي.
A+   A-
أفادت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية الإسرائيلية، في تقرير اليوم الثلاثاء، بأن العديد من الجهات الدولية تفرض "مقاطعة غير رسمية" على إسرائيل منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) وترفض تزويدها بالمواد الخام المستخدمة بتصنيع الأسلحة.
 
وأشارت إلى "مقاطعة صامتة وغير رسمية" تستهدف إسرائيل من قبل "قوة أجنبية غير الولايات المتحدة"، قائلةً إنَّها "ترفض منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) تزويد إسرائيل بالمواد الخام المستخدمة في إنتاج الذخيرة التي يتم تصنيعها في البلاد".

وتطرقت الصحيفة إلى مخاوف متصاعدة لدى المسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية والمنظومة العسكرية إزاء "واقع بات يتطور" ويتمثل بـ"نقص الذخيرة بعد أن أوقفت عدة دول حول العالم العلاقات التجارية مع إسرائيل في مجال الأسلحة والذخيرة، بشكل غير رسمي".

وأكدت في تقريرها أن الجيش الإسرائيلي بدأ منذ مدة بسياسة "الاقتصاد في الذخيرة"، في ما لفتت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه نقصاً في قطع غيار الدبابات والجرافات العسكرية من طراز "D9" وناقلات الجنود المدرعة وغيرها من الذخائر البرية الخفيفة.

كما يواجه الجيش الإسرائيلي نقصاً في قذائف الدبابات من عيار 120 ملم "لدرجة أن بعض الدبابات المتمركزة في غزة أصبحت الآن في حالة تأهب جزئي وتحمل كمية أقل من القذائف، في محاولة للحفاظ على كمية منها في حالة اندلعت النيران على الجبهة الشمالية".

وبحسب الصحيفة، يأتي كل ذلك على خلفية التوتر بين واشنطن وتل أبيب في ظل مزاعم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بـ"تباطؤ شحنات الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل"، وإقدامه على إخراج الخلاف للعلن بعد نشره مقطع فيديو قال فيه إنَّ "الإدارة الأميركية حجبت في الأشهر القليلة الماضية أسلحة وذخائر عن إسرائيل".

ويعتبر المسؤولون في المؤسسة العسكرية وأجهزة الأمن الإسرائيلية، أن الحل المتاح لمواجهة نقص الذخيرة وعزوف العديد من الدول عن توريد الأسلحة إلى إسرائيل، يتمثل بـ"تعزيز الصناعات المحلية في أسرائيل وتقليل الاعتماد على استيراد القذائف والذخيرة من الدول الأجنبية"، وفق المصدر ذانه.

إلا أنه سيكون لهذه الإستراتيجية، "رغم تأثيرها الإيجابي على الصناعات العسكرية الإسرائيلية"، بحسب "كلكليست"، "عواقب اقتصادية وخيمة على إسرائيل، فالذخيرة المنتجة محليا تعتبر أغلى بعشرات النسب المئوية من تلك التي يمكن استيرادها من الخارج".

وأفادت الصحيفة بأن "إنشاء وصيانة معامل لتصنيع وإنتاج الذخيرة البسيطة مثل قذائف المدفعية والدبابات، تعتبر مكلفة على نحو خاص"، كما أشارت إلى عواقب اقتصادية جانبية، مثل "تأجيل إخلاء مصنع الجيش الإسرائيلي (IMI Systems) في رمات هشارون لتمكين شركة إلبيت (Elbit Systems) من مواصلة استخدامه لإنتاج الذخيرة".
 
"غير معتاد"
واعتبرت الصحيفة أن "من يعتقد أن إسرائيل سوف تكون قادرة على إنتاج كل الذخيرة التي تحتاجها، فهو واهم"، وقالت إنَّه حتى في ظل "الزيادة الهائلة في القدرة الإنتاجية الإسرائيلية، لا تزال إسرائيل بحاجة إلى استيراد جزء كبير من الذخيرة من دول أجنبية بسبب إمكانات الإنتاج المحدودة".
 
وأشار التقرير إلى أنه "حتى الولايات المتحدة تجد صعوبة هذه الأيام في تزويد نفسها وحلفائها، بما في ذلك إسرائيل وأوكرانيا، بكل القذائف التي تحتاجها".

وشددت الصحيفة على أنه "لكي تتمكن الصناعات العسكرية الإسرائيلية من إنتاج أسلحة وذخيرة بكميات كبيرة، فهي بحاجة إلى كمية كبيرة من المواد الخام المستخدمة في صنع القنابل والقذائف"، موضحةً أنه "لا يمكن استخراج هذه المواد الخام من إسرائيل، وبالتالي يجب استيرادها من دول أجنبية".

وأكدت في التقرير أنه في موازاة "المقاطعة غير الرسمية التي يفرضها بعض الموردين على بيع الذخيرة لإسرائيل، توقف الموردون الرئيسيون للمواد الخام المستخدمة في تصنيع هذه القنابل أيضاً، عن بيع هذه المواد لإسرائيل منذ اندلاع الحرب" المتواصلة على قطاع غزة من 277 يوماً.

ووفقاً للتقرير، فإن الإستراتيجية التي تعرضها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية للتعامل مع هذه المقاطعة "هي تنويع الموردين، والشراء المسبق لمخزون كبير من المواد الخام التي ستستخدم في المستقبل لصنع القنابل، وإنشاء احتياطيات ضخمة منها في إسرائيل".

وأوضح التقرير أن الجيش الإسرائيلي بات يتعامل مع هذه القضية بشكل مباشر، الأمر الذي وصفته بأنه "غير معتاد"، وأشارت إلى أنه "في المرحلة السابقة، كانت الصناعات العسكرية الإسرائيلية تهتم بتزويد نفسها بالمواد الخام دون تدخل مباشر من المستوى العسكري أو السياسي".

وأكدت الصحيفة أنه "منذ اندلاع الحرب، قلصت العديد من الدول والشركات من حجم التجارة العسكرية مع إسرائيل"، ولفتت إلى "مشكلة في توريد قطع غيار طائرات F35 مع الموردين الهولنديين، وإعلان حكومات إيطاليا وكندا وبلجيكا وقف الصادرات الدفاعية إلى إسرائيل، ومنع إسبانيا سفينة تحمل شحنة أسلحة من الهند إلى إسرائيل من الرسو على شواطئها".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium