ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن "إسرائيل ومصر ناقشتا بشكل خاص انسحاباً محتملاً للجنود الإسرائيليين من حدود غزة مع مصر، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين ودبلوماسي غربي كبير".
واعتبرت أن هذا التحوّل "قد يزيل إحدى العقبات الرئيسية أمام اتّفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس"، إذ يبدو أن المفاوضات بشأن الهدنة اكتسبت زخماً في الأيام الأخيرة ولكن لا تزال هناك نقاط خلافية عدّة أبرزها تتعلّق بطول مدّة وقف إطلاق النار فـ" حماس " تطالب بأن يكون وقفاً دائماً في حين تريد إسرائيل وقفاً مؤقتاً.
ولفتت الحركة أيضاً إلى أن الانسحاب الإسرائيلي من المناطق التي تشمل الحدود بين مصر وغزة هو شرط أساسي لوقف إطلاق النار.
في مناقشات خاصّة أجريت الأسبوع الماضي مع الحكومة المصرية، أشار مبعوثون إسرائيليون كبار إلى أن إسرائيل قد تكون مستعدّة للانسحاب إذا وافقت مصر على إجراءات من شأنها منع تهريب الأسلحة على طول الحدود، وفقاً للمسؤولين الثلاثة.
وفق الصحيفة الأميركية، قال المسؤولون إن "الإجراءات المقترحة تشمل تركيب أجهزة استشعار إلكترونية يمكنها اكتشاف الجهود المستقبلية لحفر الأنفاق، بالإضافة إلى بناء حواجز تحت الأرض لمنع بناء الأنفاق".
وطلب المسؤولون الثلاثة عدم الكشف عن هويّتهم من أجل التحدّث بحرّية أكبر عن فكرة لم تؤيّدها إسرائيل علناً.
إلا أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت كان قد اقترح بأن إسرائيل يمكن أن تنسحب في ظل ظروف معيّنة.
وأضاف: "المطلوب حل يوقف محاولات التهريب ويقطع الإمدادات المحتملة عن حماس، ويمكّن من انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي".
إلى ذلك، أبدى مسؤولون في "حماس" استعدادهم للتخلّي عن السيطرة المدنيّة على غزة وتسليم مسؤولية إعادة بناء القطاع إلى حكومة مستقلّة، لكنّها استبعدت تفكيك جناحها العسكري.
محادثات في الصين...
في الموازاة، نفى رئيس قسم العلاقات الخارجية في حركة "حماس" باسم نعيم وجود أي خطط لدى الحركة لعقد اجتماع ثنائي مع حركة "فتح" في بكين.
وقال: "الاستعدادات جارية لاجتماع الفصائل الفلسطينية في بكين في وقت لاحق من هذا الشهر، المعلومات حول اجتماع ثنائي منفصل بين حركتي فتح وحماس في بكين غير صحيحة".
وأعلن مسؤولون من "حماس" وحركة " فتح "، يوم الإثنين أن الصين ستستضيف اجتماعات معهم الأسبوع المقبل في محاولة لسد الفجوات بين الفصائل الفلسطينية.
وأصبحت المناقشات بشأن مستقبل غزة أكثر إلحاحاً بما في ذلك احتمال عمل "حماس" و"فتح" معاً. وفشلت المحاولات السابقة للوساطة بين المجموعتين - بما في ذلك اجتماع في بكين في نيسان (أبريل) - في تحقيق نتائج ملموسة، وأعرب العديد من المراقبين عن تشاؤمهم الشديد من أن المحادثات في العاصمة الصينية ستحقّق انفراجة، بحسب الصحيفة.
وبالنسبة للصين، فإن استضافة الاجتماع بين "حماس" و"فتح" سوف يخدم بمثابة فرصة أخرى لتصوير نفسها كوسيط على الساحة العالمية.
وفي السنوات الأخيرة، عملت الصين على توسيع علاقاتها ونفوذها في الشرق الأوسط، وعلى الأخص المساعدة في التوسّط في التقارب الدبلوماسي بين المملكة العربية السعودية وإيران العام الماضي. وعمّقت استثماراتها في المنطقة، وتعهّدت بتوسيع التعاون مع الدول هناك في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، حيث سعت الولايات المتحدة إلى عزل الصين.
وسيترأس الزعيم السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية وفد الحركة إلى بكين بحسب موسى أبو مرزوق، مسؤول كبير في حماس.
ومن المقرّر أن توفد "فتح" ثلاثة مسؤولين، بينهم محمود العالول نائب رئيس الحركة، إلى العاصمة الصينية، بحسب ما أعلن عضو اللجنة المركزية لـ"فتح" عزام الأحمد.
وذكر أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي سيجتمع مع الفصائل الفلسطينية في 21 تموز (يوليو) ومرّة أخرى في 23، على أن تجتمع المجموعتان على انفراد بينهما، متابعاً: "نحن متفائلون دائماً لكنّنا نقول ذلك بحذر".