لم تفلح الجهود المبذولة من الدول الوسيطة حتى الآن في التوصّل إلى اتّفاق هدنة جديد بين إسرائيل وحركة "حماس" بالرغم من إشاعة الأجواء الإيجابية باقتراب الاتّفاق.
"مستمرّون بالتفاوض"
في أحدث تصريحاته، أكّد رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية أن "كل ما يتم التداول به بشأن تعليق التفاوض غير صحيح، والحركة مستمرّة بجهود التوصّل إلى إنهاء الحرب وفقاً للشروط التي وضعتها".
وشدّد، خلال لقاء جمعه برئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الدكتور باسل الحسن في قطر، على "حرص حركة حماس على استقرار لبنان"، مقدّراً "الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة اللبنانية على الأصعدة كافة، وجهود لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني في ما يتعلّق بحماية وكالة الأونروا وتعزيز دورها في هذا التوقيت".
وثمن هنية أيضاً دور قطر في المفاوضات، آملاً الوصول إلى وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن.
نتنياهو غاضب!
ونقلت القناة "13" الإسرائيلية عن مسؤول أمني قوله إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتّهم رؤساء الأجهزة الأمنية بأنهّا تريد أن تفرض عليه مخطّط الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن غزة.
وذكر المسؤول الأمني الرفيع أن وضع الصفقة قاتم، وأن نتنياهو وضع شروطاُ لا يمكن لـ"حماس" قبولها، فمن الشروط التي وضعها وجود الجيش في محور نتساريم لمنع مرور المسلّحين.
وأوضح أن أحد أسباب عدم اتّخاذ إسرائيل قراراً حول "اليوم التالي" للحرب هو عدم قبول رئيس الوزراء بالخطّة التي وضعها وزير الدفاع يوآف غالانت، مشيراً إلى أن خطّة الأخير ليست بعيدة عن خطّة نتنياهو نفسه، وأن الرفض جاء لأسباب شخصية فقط.
بدورها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول أمني كبير قوله إن "كل مرّة يحدث فيها تقدم هام وسري في المفاوضات يهدّد أحد الوزراء بالانسحاب".
فرصة...
ورأى نتنياهو أنّه رغم الأثمان الباهظة التي يمكن أن تدفعها إسرائيل في حربها على قطاع غزة فعليها أن تنتصر على "حماس"، مؤكّداً أنّه يتعين إعادة الأسرى جميعهم إلى عائلاتهم.
وخلال مراسم أقيمت في القدس المحتلة لإحياء ذكرى الجنود الذين قُتلوا في حرب غزة عام 2014، هتف أفراد من عائلات جنود قتلى وأسرى في غزة ضده ووصفوه بالمسؤول والمذنب في أحداث السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
من جانبه، لفت غالانت إلى أن ثمّة فرصة محدودة قد لا تتكرّر لإبرام صفقة تبادل لإعادة الأسرى.
وأضاف غالانت أن الظروف نضجت لإبرام صفقة التبادل، وأنّه بالإمكان شن عمليات عسكرية في غزة بعد إعادة الأسرى إذا استدعى الأمر ذلك.
مناشدة
من جهّة أخرى، طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة نتنياهو بإعلان موافقته على صفقة التبادل قبل سفره إلى الولايات المتحدة حيث سيلقي خطاباً أمام الكونغرس في 24 تموز(يوليو).
وقال ممثّلو هذه العائلات في مؤتمر صحافي بتل أبيب إن الطريق الوحيد لعودة المحتجزين هو إبرام صفقة تبادل، لا الاستمرار في الحرب.
وناشدت عائلات خمس جنديات إسرائيليات محتجزات في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول نتنياهو الثلاثاء التوصّل إلى اتّفاق مع "حماس" للإفراج عنهنّ.
وتوجّهت ساشا أرييف، شقيقة كارينا أرييف، إحدى الجندّيات اللواتي كنّ مكلّفات مراقبة قطاع غزة وتمّ اختطافهن خلال هجوم "حماس" إلى نتنياهو بالقول "نتوسّل إليك، نطلب منك، من فضلك، توصّل لهذا الاتفاق".
من جهّتها، قالت شيرا إلباغ، والدة ليري إلباغ إنّ "الاتفاق أولاً، بعدها يمكنك السفر" إلى واشنطن.
وأضافت "كل يوم هو يوم حاسم لبناتنا ولكلّ الأسرى. نحن بحاجة إليك هنا. لأن تكون بتصرّف فريق التفاوض. لأن تكون متاحاً للرد والتصرّف الآني. لتوقيع اتّفاق الآن".
وفي محاولة لزيادة الضغوط على رئيس الوزراء، سمحت عائلات الجندّيات الخمس بنشر صورتين غير مؤرختين، تسلّمتهما من الجيش الإسرائيلي، تظهران الشابات الخمس في ما يبدو أنّه الأيام الأولى من أسرهنّ.
وبدت وجوه الجنديات في الصورتين منتفخة.
وقالت أورلي جلبوع، والدة دانييلا جلبوع "لقد مرّت تسعة أشهر على احتجاز دانييلا والشابات الأخريات في هذه الظروف (...) التي يمكن رؤيتها في (هذه) الصور".
وتوجّهت أيليت ليفي، والدة نعمة ليفي، إلى نتنياهو بالقول "هذه ابنتي. انظر إلى عينيها". ونعمة ليفي محتجزة على ما يبدو على نحو منفصل عن رفيقاتها الأربع وتبدو عيناها في الصورة مغمضتين وتغطي إحداهما كدمة سوداء.