أعلن المتحدّث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع اليوم الجمعة أن الحركة استهدفت تل أبيب بطائرة مسيّرة، مضيفاً أنّهم سيواصلون استهداف إسرائيل تضامناً مع الفلسطينيين في حرب غزة.
وقال "نفذَ سلاحُ الجوِّ المسيرُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ (...) عمليةً عسكريةً نوعيةً تمثلتْ في استهدافِ أحدِ الأهدافِ المهمةِ في منطقةِ يافا المحتلة ما يسمى إسرائيلياً تل أبيب".
ولفت سريع إلى أن الهجوم نُفّذ "بطائرةٍ مسيرةٍ جديدةٍ اسمها يافا قادرةٍ على تجاوزِ المنظوماتِ الاعتراضيةِ للعدوِّ ولا تستطيعُ الراداراتُ اكتشافَها".
وأضاف أن "القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تعلنُ منطقةَ يافا المحتلةَ منطقةً غيرَ آمنةٍ وستكون هدفاً أساسياً في مرمى أسلحتنا وإننا سنقومُ بالتركيزِ على استهدافِ جبهةِ العدوِّ الصهيونيِّ الداخليةِ والوصولِ إلى العمق".
بدوره، قال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في مؤتمر صحافي إن الجيش يعتقد أن الطائرة المسيّرة إيرانية الصنع التي أصابت تل أبيب انطلقت من اليمن.
وكانت القناة 12 الإسرائيلية قد ذكرت أن الجيش الأميركي أبلغ إسرائيل أنّه اعترض 4 مسيّرات فجراً.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي اليوم الجمعة إن البيت الأبيض يندد بأحدث ضربة على إسرائيل، مضيفا أنها "الأحدث على ما يبدو في أفعال الحوثيين المتهورة والمزعزعة للاستقرار".
وعبر المتحدث في بيان عن التعاطف مع الأشخاص الذين سقطوا جراء هذه الضربة.
تفاصيل الانفجار...
وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن الطائرة المسيّرة مرت بكل أنظمة الرقابة الأميركية والبريطانية وغيرها وصولاً إلى تل أبيب.
ووفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن الطائرة قطعت مسافة حوالي 2000 كلم على مسارات بعضها جديد مقارنة بالحالات السابقة، وذلك من أجل تعقيد وإرباك أنظمة الكشف التابعة للجيش الإسرائيلي.
ويواصل الجيش الإسرائيلي التحقيق في مسار الرحلة بالكامل، ولكن وفقاً للتقديرات الأولية، فإن الطائرة بدون طيار مرت أيضاً عبر سيناء، وعبرت البحر الأبيض المتوسط أمام الساحل الجنوبي محلقة على ارتفاع منخفض، وفق الصحيفة.
وقالت الصحيفة وفق التقديرات: "عند وصولها إلى شواطئ تل أبيب، قامت بالانخفاض أكثر إلى ارتفاع بضع عشرات من الأمتار فوق خط المياه، حتى لا يتم اكتشافها"، مضيفةً: "بعد ذلك ارتفعت الطائرة المسيّرة إلى ارتفاع المباني وانفجرت".
وأدّى الانفجار الذي وقع ليلًا في تلّ أبيب إلى مقتل شخص واحد وإصابة اثنين آخرين، وفق ما أكّد لوكالة " فرانس برس " صباح الجمعة المتحدّث باسم خدمة "نجمة داود" وهي جهاز الإسعاف الإسرائيلي الموازي للصليب الأحمر، زكي هيلر.
وكانت الشرطة تحدّثت في وقت سابق عن سبعة مصابين بجروح طفيفة، لكن الأمر يتعلّق خصوصاً بأشخاص كانوا في حالة صدمة بحسب هيلر.
من جهته قال المتحدّث باسم الشرطة دين إلسدون إنّه تم العثور على جثّة مصابة بشظايا في المبنى الذي أصيب جراء الانفجار عند زاوية شارع بن يهودا وشارع شالوم عليشم، ليس بعيداً عن مبنى مُلحق بالسفارة الأميركيّة في إسرائيل.
ووقع الانفجار في حوالى الساعة 3,15 صباحا (00,15 ت غ)، وفقاً لخدمات الطوارئ.
وقال بيريتس عمار، قائد شرطة تل أبيب في مكان الواقعة، "يتعلّق الأمر ربّما بانفجار جوّي (...) لقد كنّا محظوظين جدّاً".
وأفاد أحد سكّان وسط تلّ أبيب لوكالة " فرانس برس " بأنّه استيقظ على دويّ انفجار قوي، مضيفاً "كلّ شيء اهتزّ".
من جانبه، أعلن رئيس بلدية تل أبيب حالة التأهب القصوى في المنطقة.
بدء التحقيق
في الموازاة، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أنّه لم يتم إسقاط الطائرة بدون طيار بسبب خطأ بشري.
وأفاد تحقيق أولي للجيش الإسرائيلي بأن المسيّرة سقطت وانفجرت على مبنى وليس بالهواء، متابعاً: "حجم المسيّرة كبير وطارت على ارتفاع منخفض لساعات طويلة قبل انفجارها".
ويجري رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي تقييماً للوضع مع كبار مسؤولي الجيش.
بدوره، لفت مسؤول عسكري إسرائيلي إلى أن الجيش لا يستبعد أي احتمال في ما يتعلّق بمصدر الطائرة المسيّرة.
وأشار إلى أنّها من نوع أكبر وأبعد مدى.
وقال المسؤول في إفادة للصحافيين بعد الهجوم "نتحدّث عن طائرة مسيّرة كبيرة يمكنها أن تحلّق لمسافات بعيدة".
وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي "لا نستبعد أي احتمال حالياً".
وأكّد المسؤول الإسرائيلي "إن الهدف من الهجوم هو الإرهاب، وكان هدفهم الرئيسي، قتل المدنيين في إسرائيل".
وشدّد على أنه تم رصد مسيرة أخرى عند الحدود الشرقية لإسرائيل لليلة الماضية "وقمنا باعتراضها" من دون أن يذكر تفاصيل عن مصدرها.
في وقت سابق، أشار الجيش الإسرائيلي إلى أنّ الانفجار "ناجم عن سقوط هدف جوّي" من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وذكر الجيش في بيان أنّ "صافرات (الإنذار) لم تنطلق"، قائلًا "يَجري التحقيق في الواقعة بشكل دقيق".
وتابع البيان أنّ "القوّات الجوّية زادت دوريّاتها الجوّية من أجل حماية المجال الجوّي الإسرائيلي".
في السياق، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مكاتب تابعة للقنصلية الأميركية في تل أبيب تضرّرت من جراء الانفجار.
إقرأ أيضاً:
ردود إسرائيلية غاضبة من هجوم تل أبيب... "اختراق للخط الأحمر"
لاحقاً، دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة الهجوم بطائرة مسيَّرة على مدينة تل أبيب الإسرائيلية والذي تبناه المتمردون الحوثيون في اليمن، معرباً عن قلقه من مخاطر تصعيد إضافي للعنف في المنطقة، بحسب ما أفاد أحد المتحدثين باسمه.
وقال فرحان حق: "لا يزال الأمين العام يشعر بقلق عميق إزاء الخطر الذي تشكله مثل هذه الأعمال الخطيرة لمزيد من التصعيد في المنطقة"، مضيفاً أن غوتيريش يدعو إلى "ممارسة أقصى قدر من ضبط النفس".