أفادت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية بأن "في الأسبوعين الماضيين، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتأخير محادثات وقف إطلاق النار في غزة في الدوحة ما خلق مطالب جديدة".
وفقاً لدبلوماسي رفيع المستوى في الشرق الأوسط وخبراء مطّلعين على المفاوضات، هناك أسباب عدّة تجعل نتنياهو يبطئ المفاوضات: "الأول هو أّنه يحتاج إلى استرضاء اثنين من أعضاء مجلس الوزراء اليمينيين المتطرّفين، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتامار بن غفير، اللذين هدّدا بحل حكومته إذا قدّم تنازلات لحماس".
وتابع: "السبب الآخر هو أنّه يعتقد أن حماس قد تم إضعافها بشكل كبير وأنّها في حالة فرار، وذلك بفضل الغارات الجوية الإسرائيلية المدمّرة في غزة والتي أسفرت عن مقتل كبار مسؤولي حماس بما في ذلك ربما محمد ضيف، قائد الجناح العسكري لحماس".
وقالت الصحيفة: "لكن يبدو أن السبب الرئيسي لتكتيك التأخير الأخير الذي اتّبعه نتنياهو والذي حظي باهتمام أقل هو حساباته بأن الانتخابات الأميركية تتحوّل بسرعة لمصلحة المرشّح الجمهوري دونالد ترامب".
وأوضحت أنّه "مع اقتراب الانتخابات، قد يعتقد نتنياهو أنّه قادر على الهروب من الضغوط التي يتعرّض لها من بايدن لوقف الحرب وأن ترامب سوف يتعامل بشكل أسهل مع إسرائيل وسيكون أيضاً أكثر صرامة مع إيران ووكلائها، خاصة حزب الله في شمال إسرائيل".
وقال دبلوماسي أجنبي كبير من دولة شرق أوسطية على اتّصال وثيق بالمفاوضين، تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته حتى لا يكشف عن انتمائه الحكومي: “تقييمنا هو أن نتنياهو يريد كسب الوقت حتى انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر)".
مع هذا التوجّه، غيّر نتنياهو مساره وأذهل فريقه المفاوض بإصدار مطالب جديدة في الأسبوع الماضي. وحتّى قبل المشاكل السياسية الحالية التي يواجهها بايدن، كان نتنياهو منخرطاً في السير البطيء المنتظم في محادثات وقف إطلاق النار، وفقاً للعديد من النقاد الإسرائيليين. وفي بعض المناسبات، قام رئيس الوزراء بتأخير مداولات مجلس الوزراء الحربي؛ وفي أحيان أخرى، منع فريق التفاوض الإسرائيلي من السفر إلى القاهرة أو الدوحة. لكن نتنياهو تم حثه دائماً على العودة إلى العمل من قبل إدارة بايدن".
ولكن ما لا يزال غير واضح هو ما إذا كان ترامب في فترة ولايته الثانية سيحدث فرقاً ولم يكن نتنياهو وترامب قريبين شخصياً خلال رئاسة الأخير. وأثار رئيس الوزراء الإسرائيلي غضب ترامب عندما هنأ بايدن على فوزه عام 2020 في وقت كان ترامب يحاول إلغاء الانتخابات.
المطالب تُعرقل
رغم إعلان الموافقة بشكل مبدئي وانطلاق محادثات وقف النار مجدّداً، أصر نتنياهو على إبقاء الوجود العسكري الإسرائيلي في ممرين: الأول، على طول الحدود مع مصر المعروف بممر فيلادلفيا. والثاني على طول ممر نتساريم الذي يمر وسط غزة.
وأضاف نتنياهو أن "الهدف هو منع أي فلسطيني مسلّح من العودة عبر الحدود مع مصر والسفر إلى المناطق التي تم تطهيرها في الشمال".
فأجبرت مطالب نتنياهو الجديدة إسرائيل على وقف المحادثات.
وفي هذا السياق، أكّد مصدر مصري رفيع المستوى أن لا صحة على الإطلاق لما تناولته وسائل إعلام إسرائيلية عن وجود اتفاقات أو تفاهمات بين القاهرة وتل أبيب بشأن محور فيلادلفيا.
ونقلت قناة "القاهرة" الإخبارية عن المصدر قوله إن "هذه الإدعاءات تأتي في إطار سعي الطرف الإسرائيلي للتغطية على فشله العسكري المستمر في قطاع غزة".
وشدّد على أن "مصر أكّدت تمسّكها بحتمية الانسحاب الإسرائيلي الكامل من محور فيلادلفيا".