تنتظر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انقسامات عميقة بين المشرعين الأميركيين وتباينا في آراء الجمهور الأميركي واحتجاجات كبيرة اليوم الأربعاء عندما يلقي كلمة أمام الكونغرس للمرة الرابعة، وهو رقم غير مسبوق لزعيم أجنبي.
فمن المقرر أن يتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي منذ فترة طويلة أمام جلسة مشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب في الساعة 1900 بتوقيت غرينتش، ليتخطى بذلك رئيس الوزراء البريطاني في زمن الحرب ونستون تشرشل الذي ألقى مثل هذه الخطابات ثلاث مرات.
وتشير التوقعات إلى أن خطاب نتنياهو سيركز على تنسيق رد الفعل الإسرائيلي والأميركي حيال الوضع المضطرب في الشرق الأوسط، حيث تتزايد مخاطر اتساع رقعة الحرب في غزة وتحولها إلى صراع إقليمي.
ومن المتوقع أيضا أن يستخدم خطابه للدعوة إلى اتخاذ إجراءات أقوى ضد إيران، التي تدعم " حماس " ومقاتلي " حزب الله " في لبنان، والتي تتزايد الإدانة الأميركية لتطورات أنشطتها النووية في الآونة الأخيرة.
وعلى الرغم من أن زيارة نتنياهو نسقها القادة الجمهوريون في الكونغرس، من المرجح أن يكون الأمر أقل تصادمية هذه المرة مما كان عليه في 2015، عندما تجاوز الجمهوريون الرئيس باراك أوباما آنذاك ودعوا نتنياهو إلى الكونغرس لانتقاد سياسة الديمقراطيين تجاه إيران.
وسيسعى نتنياهو هذه المرة إلى تعزيز الروابط التي تميز علاقته مع الجمهوريين، لكنه يتطلع أيضا إلى تخفيف التوتر مع الرئيس جو بايدن، الذي سيعتمد عليه خلال الأشهر الستة المتبقية من فترة ولايته في رئاسة الولايات المتحدة.
وهو بحاجة أيضا إلى أن يتواصل مع نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي كانت في بعض الأحيان أكثر جرأة من الرئيس في انتقاد إسرائيل على خلفية الخسائر الضخمة في صفوف المدنيين الفلسطينيين بقطاع غزة.
وتوعد نشطاء بتنظيم احتجاجات حاشدة. وجرى تطويق مبنى الكابيتول بسياج عال وأفراد شرطة إضافيين، ومن المقرر أيضا إغلاق العشرات من شوارع واشنطن اليوم.
واشنطن مشغولة
يأتي خطاب نتنياهو في وقت تنشغل فيه العاصمة الأميركية إلى حد كبير بتداعيات إعلان بايدن يوم الأحد انسحابه من سباق الرئاسة وتأييده لنائبته هاريس كمرشحة للحزب الديمقراطي للرئاسة.
ويعتزم عشرات الديمقراطيين عدم حضور الخطاب، إذ عبر العديد منهم عن استيائهم من الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، قائلين إنهم لا يريدون مساعدة نتنياهو على تغيير مسار أرقام استطلاعات الرأي المحلية المنخفضة. وتقول وزارة الصحة في قطاع غزة إن عدد القتلى الفلسطينيين جراء الهجوم تجاوز 39 ألف شخص.
وقال السناتور كريس فان هولين للصحافيين: "بالنسبة له (نتنياهو)، الأمر كله يتعلق بتعزيز الدعم له في الوطن، وهو أحد الأسباب التي تجعلني لا أرغب في الحضور...لا أريد أن أكون جزءا من دعم سياسي في هذا الخداع. فهو ليس الحارس العظيم للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل".
ومن بين الديمقراطيين الذين يعتزمون عدم حضور الخطاب أيضا أعضاء مجلس الشيوخ ديك دربين ثاني أبرز ديمقراطي في المجلس وتيم كين وجيف ميركلي وبريان شاتز، وكلهم أعضاء في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إضافة إلى باتي موراي، التي ترأس لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ.
وفي مجلس النواب، كان من بين أولئك الذين قرروا التخلف عن حضور الخطاب تقدميون مثل النائبتين رشيدة طليب وألكسندرا أوكازيو كورتيز، بالإضافة إلى إيمي بيرا، العضو البارز في لجنة الشؤون الخارجية وآدم سميث أبرز الديمقراطيين في القوات المسلحة.
وقال سميث إنه لم يحضر قط اجتماعات مشتركة لكنه وصف نفسه أمس الثلاثاء بأنه "معارض بشدة لما يفعله رئيس الوزراء نتنياهو في إسرائيل".
ومن الطبيعي أن تتولى موراي رئاسة الجلسة بصفتها عضوة ديمقراطية بارزة في مجلس الشيوخ لأن هاريس لن تحضر. وسيحل محلها السناتور الديمقراطي بن كاردين، الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية.
وانتقد بعض الجمهوريين هاريس لسفرها خارج واشنطن بدلا من حضور الخطاب. وستلتقي بنتنياهو بشكل منفصل.
لكنها لم تكن المرشحة الوحيدة التي ستتخلف عن الخطاب. وقال جيسون ميلر كبير مستشاري حملة ترامب في بيان إن السناتور الجمهوري جيه.دي فانس، المرشح لمنصب نائب الرئيس مع الرئيس السابق دونالد ترامب، سيغيب "لأنه يتحمل واجبات مرشح جمهوري لمنصب نائب الرئيس".
ومن المقرر أن يسافر نتنياهو إلى فلوريدا للقاء ترامب في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وسيكون الاجتماع هو الأول بينهما منذ نهاية رئاسة ترامب التي أقام خلالها البلدان علاقات وثيقة.