في ظل انفراد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقرار حول وقف إطلاق نار وتبادل الأسرى، بدا كبار المحللين الاسرائيليين يائسين وفاقدين للأمل باحتمال وقف الحرب في غزة.
قال المحلل العسكري في صحيفة "اسرائيل اليوم" يوآف ليمور في مقال له: "نتقدم نحو الدكتاتورية بأعين مفتوحة وبخطى سريعة. فلا توجد أهمية للكنيست منذ فترة، وأعضاؤه في إجازة طويلة مفضوحة أثناء الحرب، وحتى عندما يعملون هم لا يراقبون فعلا عمل الحكومة، وإنما يشكلون جوقة تشجيع لها. ويكاد لا يوجد أهمية للحكومة أيضا، فالمواضيع الهامة فعلا لا يجري بحثها، والوزراء يشكلون ختما مطاطيا أوتوماتيكيا لأي فكرة ونزوة".
وأضاف أن "الوضع في الكابينت مقلق بشكل خاص. فهذه الهيئة التي خولتها الحكومة بإقرار السياسة واتخاذ القرارات عاقرة فعلا، لأسباب سياسية وشخصية. ونتنياهو لا يعتمد على وزرائه ولا على قادة جهاز الأمن، ويمتنع عن إشراكهم في قضايا مصيرية لأمن الدولة، وقد ألمحت المستشارة القضائية إلى ذلك، وأشارت إلى أن القرارات تتخذ مؤخرا بلا مشاورات ومصادقة الكابينت".
وتابع أن "السؤال هو على من يعتمد نتنياهو ومن يمنحه المشورة لدى اتخاذ القرارات في هذه الفترة الأكثر تعقيدا في تاريخ الدولة، والأهم من ذلك متى وكيف تحولت إسرائيل إلى دولة يقرر فيها شخص واحد أي شيء وفي جميع المواضيع، مثلما يجري في أنظمة ليست ديموقراطية".
وأشار ليمور إلى أن "الصفقة (لوقف إطلاق نار وتبادل أسرى) هي مثال ممتاز،فنتنياهو يتخذ القرارات بشأنها لوحده، ويرفض التداول حولها في الكابينت، رغم المطلب الواضح من جانب وزير الأمن يوآف غالانت، الذي طالب بالتداول في تبعاتها المحتملة على الأمن بأوسع مفهوم، أي التخوف من أن انهيار الصفقة سيؤدي إلى حرب إقليمية".
أما المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم بارنياع، فأشار إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي التقى نتنياهو هذا الأسبوع في محاولة لدفع مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار: "يعلم أن نتنياهو لا يؤيد ما يوصف بـ’خطة بايدن – نتنياهو’، رغم أن الكابينت صادق على هذه الخطة بتأييد نتنياهو نفسه، لكنه أضاف بعد ذلك فورا ’إيضاحات’ هدفها إفراغ الخطة من مضمونها. وهكذا تصرف دائما، وبلينكن يعلم بذلك، فهو ليس صبيا".
واعتبر أن "بلينكن لا يمكنه التنديد بنتنياهو. فخصام مع رئيس حكومة إسرائيل عشية مؤتمر الحزب الديموقراطي في شيكاغو، وفيما متظاهرين مناهضين لإسرائيل يتجمعون خارج القاعة، ليس واردا بالحسبان. وكذلك الأمر بالنسبة لخصام مسرب، لأن أي معلومة حول انفجار بين أميركا وإسرائيل من شأنه أن يستدعي هجوم صاروخي واسع من جانب حزب الله".