أبدى مسؤولون ووسائل إعلام في إسرائيل ارتياحهم اليوم الاثنين بعد أن أحبطت ضربات استباقية إسرائيلية على جنوب لبنان إلى حد كبير ما يبدو أنه هجوم صاروخي طال انتظاره من جانب جماعة "حزب الله" المتحالفة مع إيران.
ويعتبر كل من "حزب الله" وإسرائيل على ما يبدو أن هجوم أمس الأحد، الذي جاء ردا على مقتل أحد كبار قادة "حزب الله" في بيروت الشهر الماضي، قد انتهى في الوقت الحالي.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية دافيد مينسر إن "حزب الله" تعرض "لضربة ساحقة" جراء الضربات الإسرائيلية لكن لا تزال هناك حاجة إلى حل على المدى الطويل.
وأضاف في إفادة صحافية: "الوضع الحالي غير قابل للاستمرار"، في إشارة إلى إجلاء عشرات الآلاف من منازلهم في شمال إسرائيل، وهو وضع مماثل لما يشهده الجانب الآخر من الحدود في جنوب لبنان.
وأردف قائلا: "ستقوم إسرائيل بواجبها وتعيد سكانها إلى الأراضي التي تقع تحت سيادتها".
وتبخرت الآمال في عودة الأطفال إلى الدراسة مع بدء العام الدراسي الجديد في أيلول (سبتمبر) إذ جرى تمديد المساعدات المالية للسكان الذين تم إجلاؤهم من منازلهم حتى 31 كانون الأول (ديسمبر).
لكن هناك بعض التفاؤل بأن تبادل إطلاق النار، الذي لم يسبب نوعا من الأضرار الجسيمة كان يخشاه كثيرون في إسرائيل، قد يساعد في المحادثات الرامية إلى وقف القتال في غزة وإعادة الرهائن الإسرائيليين والأجانب إلى ديارهم.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" إنها لن توافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في محور فيلادلفيا (صلاح الدين) بجنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر. لكن بعض المعلقين قالوا إن تبادل إطلاق النار أمس الأحد قد يثبت أن "حماس" تفتقر إلى نوع الدعم الذي تحتاجه لدفع الصراع خارج حدود غزة.
وكتب آفي إيساتشاروف المعلق في صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليومية الأعلى مبيعا في إسرائيل: "ربما يمهد نجاح إسرائيل في إحباط عملية الثأر التي نفذها حزب الله الطريق أمام تنازلات من حماس في المفاوضات بشأن اتفاق الرهائن، بالنظر إلى المحاولة الفاشلة لتوسيع نطاق الحرب ليشمل المنطقة بأسرها".
وفي الساعات الأولى من صباح أمس الأحد، قصفت نحو 100 طائرة إسرائيلية العشرات من مواقع إطلاق الأسلحة لـ"حزب الله" في جنوب لبنان مما أدى إلى تدمير آلاف الصواريخ التي قال الجيش إنها كانت موجهة نحو إسرائيل. وأطلق "حزب الله" مئات الصواريخ لكن معظمها تم اعتراضه أو سقط في مناطق مفتوحة.
ونفى "حزب الله" فشل عمليته للثأر بعد مقتل القائد الكبير في الجماعة فؤاد شكر، وقال إن العملية اكتملت بنجاح مما آثار الآمال في إمكانية وضع حد للاشتباكات، على الأقل في الوقت الحالي.
وتوعدت إيران بالثأر من إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران الشهر الماضي، لكنها قالت في الوقت ذاته إنها لا تسعى إلى تأجيج التوتر في المنطقة.