النهار

دون قوات إسرائيلية... مساع لإقناع نتنياهو بآلية جديدة لمراقبة حدود غزة ومصر
المصدر: النهار العربي
الآلية قد تشمل بناء حاجز فائق التقنية تحت الأرض على الجانب المصري، ومعدات استشعار لرصد الأنفاق مع قوات مصرية من النخبة لمنع التهريب، ويرجح أن تمول الولايات المتحدة هذه الآلية
دون قوات إسرائيلية... مساع لإقناع نتنياهو بآلية جديدة لمراقبة حدود غزة ومصر
محور فيلادلفيا المحاذي للحدود المصرية مع قطاع غزة (أ ف ب)
A+   A-
كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية مساء اليوم الأربعاء، نقلاً عن مصادر قولها إن "محادثات القاهرة وواشنطن بمشاركة مسؤولين إسرائيليين تناولت آلية بتمويل أميركي لمراقبة حدود غزة ومصر دون قوات إسرائيلية".
 
ووفق الصحيفة، فإن "محادثات آلية المراقبة تهدف لإقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإمكانية تأمين الحدود دون قوات إسرائيلية، وأن هذه الآلية قد تشمل بناء حاجز فائق التقنية تحت الأرض على الجانب المصري".
 
وأضافت أن "المحادثات تشمل أيضاً بحث معدات استشعار لرصد الأنفاق مع قوات مصرية من النخبة لمنع التهريب، وأنه يرجح أن تمول الولايات المتحدة هذه الآلية التي يجري بحث تفاصيلها".
 
وجدّد نتنياهو في مؤتمر صحافي عقده في القدس مساء اليوم، تأكيده بأن "إسرائيل لن تسحب قواتها من منطقة الحدود بين جنوب قطاع غزة ومصر (محور فيلادلفيا)، حتى يتم ضمان عدم استخدام المنطقة كشريان حياة لحركة حماس".

وأضاف: "إلى حين تحقيق ذلك، نحن (باقون) هناك". 
 
ووفق ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية نقلاً عن مسؤول أميركي، فإن "موقف نتنياهو بشأن محور فيلادلفيا هو تكتيك تفاوضي، ويأتي أيضاً من باب خوفه من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش".
 
وتركز مصر خصوصاً على آلية أمنية لمحور فيلادلفيا (صلاح الدين)، وهو الشريط الحدودي الضيق بين مصر وغزة الذي سيطرت عليه القوات الإسرائيلية في أيار (مايو).
 
وتريد حركة حماس في محادثات وقف القتال في قطاع غزة، انسحاباً إسرائيلياً كاملا من القطاع بما في ذلك ممر فيلادلفيا البالغ طوله 14.5 كيلومتر على طول الحدود الجنوبية لغزة مع مصر.
 
وتريد إسرائيل الاحتفاظ بالسيطرة على الممر، الذي استولت عليه في أواخر أيار (مايو)، بعد تدمير عشرات الأنفاق تحته والتي تقول إنها كانت تستخدم لتهريب الأسلحة إلى الجماعات المسلحة في غزة.
 
 
لا اتفاق دون تسوية "خلاف فيلادلفيا"
ووفق المحلل العسكري للقناة 13 العبرية ألون بن دافيد، فإن "الجيش الإسرائيلي اكتشف 150 فتحة أنفاق على الحدود بين غزة ومصر، لكن جميعها مغلقة لا تؤدي إلى أي مكان خارج الحدود". 
 
وأضاف أن "حركة حماس في غزة تقوم بنفسها بتصنيع كل الأسلحة من الصواريخ إلى الصواريخ المضادة للدروع حتى رصاص الكلاشنكوف تقوم هي بتصنيعه"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن "الجيش لم يضبط أي أسلحة مهربة، والمصريون فعلوا ما عليهم بإغلاق الحدود، لذلك ما يقوله نتنياهو هو شيء ثانوي وليس أساسياً".
 
واليوم أيضاً، نقلت شبكة "سي إن إن" عن مصدر إسرائيلي مطلع على المحادثات الساعية للوصول إلى اتفاق هدنة في غزة، قوله: "لن يكون هناك اتفاق لوقف إطلاق النار حتى تسوية الخلاف بشأن ممر فيلادلفيا بين غزة ومصر".
 
الضغوط الأميركية
ومساء أمس، كشف البيت الأبيض عن أبرز ملامح اقتراح أميركي جديد لتأمين الإفراج عن الرهائن المتبقين في غزة وتوفير المساعدات للقطاع ووقف القتال، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الرئيس جو بايدن "منخرط بشكل شخصي في العمل مع فريقنا وقادة المنطقة من أجل التوصل لاتفاق".
 
والاقتراح الذي يتم العمل عليه وفق البيت الأبيض، ينص على سحب إسرائيل قواتها من المناطق المكتظة في مرحلة أولى بما فيها حول محور فيلادلفيا، مثلما ينص على إبعاد القوات الإسرائيلية في المحور إلى الشرق، مشدداً على أن "هذا عنصر أساسي لم يتغير".  
 
وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تجري مشاورات مع قطر ومصر وإسرائيل من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار بغزة، لكنه أشار إلى أن "لا إطار زمنيا لتحقيق ذلك".
 
وأضاف: "سمعنا على مدار اليومين الماضيين الكثير من إسرائيل ونواصل التشاور مع الوسطاء المصريين والقطريين... لا نزال نعتقد أن التوصل لوقف إطلاق النار في غزة ممكن، وهناك حاجة ملحة للتوصل لاتفاق تبادل، ومقتل الرهائن الست الذين انتشلت القوات الإسرائيلية جثثهم يوم الأحد يؤكد على مدى الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق وإطلاق سراح بقية المحتجزين".
 
قبل يومين، أكد نتنياهو تمسّكه بوقف النار وفق الشروط التي يراها مناسبة لتحقيق أهداف الحرب، ومن أبرزها الإبقاء على وجود عسكري إسرائيلي عند محور فيلادلفيا.
 
وقال إن "تحقيق أهداف الحرب يمر عبر محور فيلادلفيا"، والسيطرة عليه "تضمن عدم تهريب المخطوفين إلى خارج غزة".
 
وأضاف: "في اللحظة التي تركنا فيها محور فيلادلفيا وهو (منطقة) الحدود بين مصر وقطاع غزة، لم يعد لدينا أي حاجز لمنع التهريب الكثيف للأسلحة والمعدات الحربية وآلات صناعة الصواريخ وماكينات حفر الانفاق".
 
تصريحات نتنياهو تلك، دفعت مصر يوم أمس إلى تأكيد "رفضها التام" لتصريحاته التي قال فيها إنه تم تهريب "أسلحة ومعدات حربية وماكينات لحفر الانفاق إلى قطاع غزة عبر الحدود المصرية".
 
وقالت وزارة الخارجية في بيان إن مصر تعبر عن "رفضها التام للتصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي والتي حاول من خلالها الزج باسم مصر لتشتيت انتباه الرأي العام الإسرائيلي، وعرقلة التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، وعرقلة جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة".
 
وأضاف البيان أن مصر "تؤكد رفضها لكافة المزاعم التي يتم تناولها من جانب المسؤولين الإسرائيليين في هذا الشأن".
 
حمَّلت مصر، وفق البيان، "الحكومة الاسرائيلية عواقب إطلاق مثل تلك التصريحات التي تزيد من تأزيم الموقف، وتستهدف تبرير السياسات العدوانية والتحريضية والتي تؤدي الي مزيد من التصعيد في المنطقة".
 
 
 

اقرأ في النهار Premium