دعت سابين تاسا، وهي إسرائيلية- فرنسية فقدت زوجها وابنها البالغ 17 عاماً خلال الهجوم غير المسبوق الذي نفذته "حماس" في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، خبراء الأمم المتحدة اليوم الأربعاء إلى التوقف عن تحميل إسرائيل مسؤولية الحرب والاهتمام بمعالجة الصدمة التي لحقت بالأطفال الإسرائيليين.
وقالت المرأة البالغة 48 عاماً والتي تم تصوير ابنها وهو يُقتل على أيدي مقاتلي "حماس": "أحتاج منكم أن تساعدونا وأريد أن يتوقف الناس عن اتهامنا أيضاً".
وقبل أن يقتحم مقاتلو الحركة الإسلامية الفلسطينية منزلها في قرية نتيف هسارة جنوبي إسرائيل، اتّصل بسابين هاتفياً ابنها الأكبر أور الذي كان ذاهباً إلى الشاطئ. بدا مرعوباً لكنّه حاول مع ذلك طمأنتها، وفق ما قالت الأم لأربعة أطفال خلال إدلائها بشهادتها أمام لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة في جنيف.
وأضافت: "ابني قُتل في الساعة 06:45. مكالمته الأخيرة مسجّلة. لقد قال: أمي، لا تقلقي. أمي، أعدك أنّ كلّ شيء سيكون على ما يرام. شعرت أنه يرتجف... وبعد ثانيتين، قُتل".
وتابعت متسائلة أمام الخبراء الحاضرين: "لقد صوّروا كيف قتلوا ابني الصغير. ابني الصغير البالغ من العمر 17 عاماً. هل هذا طبيعي؟ طفل عمره 17 عاماً، بست رصاصات في الرأس؟"، مستعيدةً في ذلك بعضاً مما حصل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
بعد ذلك، دخل مقاتلون من "حماس" إلى منزلها، وللتصدّي لهم، شهر زوجها جيل، وهو رجل إطفاء يبلغ 46 عاماً، مسدسه، لكنّ المهاجمين رموا قنبلة يدوية فألقى بنفسه عليها لحماية أطفاله.
وبعيد إدلائها بشهادتها أمام اللجنة الأممية، قالت تاسا لوكالة "فرانس برس" إنَّ أبناءها الثلاثة الناجين يعانون من صدمة شديدة.
وقبل إدلاء تاسا بشهادتها، طالبت هذه اللجنة إسرائيل بضمان احترام حقوق الأطفال ليس فقط على أراضيها، بل في الأراضي الفلسطينية التي تسيطر عليها أيضاً الدولة العبرية.
وأعرب العديد من خبراء الهيئة المستقلين البالغ عددهم 18 عن قلقهم البالغ إزاء أوضاع القاصرين الذين يعيشون في قطاع غزة.
ودعت تاسا أعضاء اللجنة إلى أن يفهموا أنَّ "الطفل ليس فقط من هو طفل من غزة، بل هو أيضاً طفل من إسرائيل يعيش مع الصدمة"، مضيفةً: "هؤلاء الأطفال هم مستقبل إسرائيل، مستقبل العالم. إذا لم نعتن بهم الآن ونعالجهم، فلن يكون لنا مستقبل في هذا العالم".
وأعربت تاسا التي تدعم هدف الحكومة الإسرائيلية المعلن المتمثل في "القضاء على حماس"، لـ"فرانس برس" عن أملها في أن تساعد شهادتها على جعل محاوريها "يتفهّمون" الوضع. وأضافت: "لم نسعَ خلف هذه الحرب".