أعلنت القوّات المسلّحة اليمنية (الحوثيون)، اليوم الأحد، تنفيذ عملية عسكرية نوعية "استهدفت عمق الكيان الصهيوني بصاروخ باليستي جديد فرط صوتي استهدف هدفاً عسكرياً مهمّاً في يافا المحتلة".
وأكّد المتحدث باسم الحوثيين العميد يحيى سريع أن على إسرائيل أن تتوقّع المزيد من العمليات النوعية المقبلة و"نحن على أعتاب الذكرى الأولى لعملية السابع من تشرين الأول (أكتوبر)".
نتنياهو يتوعد
من جهته، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحوثيين في اليمن بدفع "ثمن باهظ".
وقال نتنياهو في بدء اجتماع حكومته: "أطلق الحوثيون صباح اليوم صاروخ أرض-أرض من اليمن على أراضينا. كان ينبغي لهم أن يعرفوا الآن أننا نفرض ثمناً باهظاً لأي محاولة لإلحاق الأذى بنا".
وتابع: "أدعو من يحتاج إلى تذكير بهذا الشأن لزيارة ميناء الحديدة" في إشارة إلى المدينة اليمنية الواقعة على البحر الأحمر، وقصفتها طائرات حربية إسرائيلية في تموز (يوليو) بعد إعلان الحوثيين مسؤوليتهم عن هجوم بطائرة مسيّرة أدى الى مقتل شخص في مدينة تل أبيب.
إلى ذلك، قال نتنياهو إنَّ الوضع في شمال إسرائيل لن يستمر على ما هو عليه.
وأكد "الوضع الراهن لن يستمر. سنفعل كل ما هو ضروري لإعادة سكاننا بأمان إلى منازلهم"، مضيفاً: "نحن في حملة متعددة الساحات ضد محور الشر الإيراني الذي يسعى إلى تدميرنا".
وشدد نتنياهو على أن ذلك "يتطّلب تغييراً في ميزان القوى على حدودنا الشمالية".
إشادة من "حماس"
أما حركة "حماس" فقد أشادت بإطلاق صاروخ من اليمن سقط في وسط إسرائيل، مؤكدةً أن الدولة العبرية لن تحظى بالأمن بدون وقف "العدوان" على قطاع غزة.
وقالت الحركة في بيان: "نؤكّد أن العدو الصهيوني لن يحظى بالأمن ما لم يتوقف عدوانه الوحشي على شعبنا في قطاع غزة"، مؤكدةً أن إطلاق الصاروخ يعد "رداً طبيعياً على عدوان الكيان على شعبنا الفلسطيني".
فشل اعتراض الصاروخ
في السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي عن فشل اعتراض الصاروخ الذي أطلق من اليمن وتحطم في الجو وسقطت شظاياه قرب مطار بن غوريون.
وقال: "جرت عدة محاولات اعتراض من منظومتي حيتس والقبة الحديدية وما زالت نتائجها قيد المراجعة".
قبل ذلك، أكّد الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ اليمني قطع نحو 2000 كيلومتراً ليصل إسرائيل، مضيفاً أن تحليقه استغرق نحو 15 دقيقة ليخترق الأجواء الإسرائيلية من الحدود الشرقية.
وشدد على أنَّ القوات الجوية تحقّق في سبب تأخر رصد واعتراض الصاروخ المطلق من اليمن.
من جهتها، أفادت الشرطة الإسرائيلية اليوم الأحد بأن الصاروخ اليمني سقط في مستوطنة كفار دانيال في منطقة قريبة من مطار بن غوريون بتل أبيب.
وأضافت أن الصاروخ تسبّب في حرائق بمناطق حرجية وأضرار مادية في محطّة رئيسية للقطار قرب مستوطنة موديعين.
ماذا حصل؟
صباحاً، أعلن المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد أنّه صاروخاً أطلق من اليمن سقط في منطقة غير مأهولة شرق تل أبيب.
ولفت إلى أن الصاروخ من نوع أرض-أرض تم اعتراضه فوق منطقة مطار اللد بين تل أبيب والقدس.
بدورها، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن دفاعات جوية أخفقت في اعتراض صاروخ مصدره اليمن، سقط في منطقة غير مأهولة قرب المطار وسط إسرائيل.
وبحسب القناة، فقد أجبر الصاروخ مئات الآلاف بمدن وسط البلاد على الدخول إلى الملاجئ للمرة الأولى منذ أشهر.
من جانبها، أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى سقوط أجزاء من صاروخ اعتراضي في محطة قطار باتي موديعين.
وأفاد الإسعاف الإسرائيلي بإصابة 9 إسرائيليين أثناء اندفاعهم نحو الملاجئ إثر التصدّي للصاروخ.
الحوثيون: الصاروخ وصل
في أول تعليق حوثي، أكّد نائب رئيس الهيئة الإعلامية لأنصار الله (الحوثيون) نصر الدين عامر أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية فشلت باعتراض الصاروخ اليمني، مشدّداً على أنه وصل هدفه بعد "فشل" 20 صاروخاً اعتراضياً في إسقاطه.
وأضاف أن "عمق الاحتلال أصبح مكشوفاً بالكامل أمام القوّات المسلّحة اليمنية (الحوثيون)".
وتابع: "المسيّرات وصلت سابقاً لإسرائيل والآن تصل الصواريخ بدون اعتراض"، متوعّداً بأن "هذه البداية والمستقبل يخفي الكثير".
ودوّت صفارات الإنذار وسط إسرائيل وفي نحو 20 مستوطنة شرق وجنوب تل أبيب.
وسُمع دوي انفجارات عالية في أنحاء المنطقة قال الجيش إنّها نتجت عن اعتراض الصاروخ الذي أطلق. وأضاف أن توجيهات الحماية للسكّان لم تتغيّر.
بالإضافة إلى ذلك، عملت طواقم إطفاء على إخماد حريق في منطقة مفتوحة في مستوطنة كفر دانيال، والذي يبدو أنّه ناجم عن أجزاء من صاروخ اعتراضي عثر عليه في منطقة الحريق.
ونشب في اللد نتيجة لسبوط صواريخ اعتراضية.
وذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن حريقاً اندلع في مصنع نيشر للإسمنت بالرملة تزامناً مع سقوط الصاروخ.
وفي تموز (يوليو)، أطلق الحوثيون في اليمن، المتحالفون مع إيران، طائرة مسيرة بعيدة المدى على تل أبيب ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين.
ودفع هذا الهجوم إسرائيل إلى شن هجوم جوي كبير على أهداف عسكرية تابعة للحوثيين قرب ميناء الحديدة اليمني، ما أدى لمقتل ثلاثة على الأقل وإصابة 87.
وأكّد المتمرّدون في أعقاب هذا الهجوم، أن الرد عليه "آتٍ" و"حتمي".
ويشنّ الحوثيون المدعومون من إيران، منذ أشهر هجمات تستهدف سفناً قبالة سواحل اليمن يقولون إنّها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها، مؤكدين أن ذلك يأتي دعماً للفلسطينيين في القطاع الفلسطيني المحاصر.
والحوثيون هم جزء مما يُعرف بـ"محور المقاومة" ويضم فصائل مدعومة من إيران في المنطقة.
أسئلة عدّة
من جانبها، لفتت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن "مسار الصاروخ بلغ حوالى 2000 كيلومتر، والوقت المطلوب لصاروخ باليستي لمثل هذه المسافة حوالي 15 دقيقة وقد استغرق الأمر وقتاً طويلاً جدّاً للتعرف عليه واعتراضه بنجاح".
وأضافت: "يبدو أنه تم اكتشاف الصاروخ بواسطة أنظمة الكشف، ولكن السؤال هو في أي مرحلة حدث ذلك، وما إذا كان الوقت قد فات بالفعل لإجراء اعتراض ناجح عندما يتعلق الأمر بصاروخ باليستي ثقيل بعيد المدى".
وتابعت: "تم إطلاق عدد من الصواريخ الاعتراضية على الصاروخ، سواء من نظام حيتس أو من القبة الحديدية. لقد تم إطلاق هذه الصواريخ الاعتراضية على شظايا الاعتراض الكبيرة خوفاً من التسبب في أضرار".