النهار

صاروخ "أيقظ دولة"... هجوم الحوثي كلّف إسرائيل أموالاً طائلة
فلسطين- مرال قطينة
المصدر: النهار العربي
وسائل الإعلام الإسرائيلية نحت في اتجاه آخر عندما تساءلت عن تكلفة العمليّة الفاشلة لاعتراض الصاروخ، وعلّقت على ذلك بأنّها "المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها إنفاق الكثير من المال لاعتراض صاروخ واحد، أيقظ دولة بأكملها!".
صاروخ "أيقظ دولة"... هجوم الحوثي كلّف إسرائيل أموالاً طائلة
رجال إطفاء إسرائيليون يخمدون حريقاً ناجماً عن سقوط الصاروخ اليمني قرب تل أبيب (ا ف ب)
A+   A-

عند السادسة والنصف صباحاً دوّت صفارات الإنذار في وسط إسرائيل، واستيقظ سكان مدن المركز في نحو 20 مستوطنة شرق تل أبيب وجنوبها على أصوات إنذار غير عادية، وذلك بعد مضي ما يقارب الشهرين على تسلل طائرة مسيرة حوثية انقضاضية أصابت مبنى في وسط المدينة.

 

وسُمع دوي انفجارات مدوية في أنحاء المنطقة، قال الجيش الإسرائيلي إنّها ناتجة عن محاولات اعتراض صاروخ أطلق من اليمن من منظومات "السهم" و"مقلاع داوود" و"القبة الحديدية"، وذكّر بأنّ توجيهات الجبهة الداخلية لحماية السكّان لم تتغيّر.

 

وعملت طواقم إطفاء على إخماد حرائق عدة في مناطق حرجية وفي منطقة مفتوحة في مستوطنة كفر دانيال، التي تبعد مسافة 6 كيلومترات عن مطار بن غوريون، يبدو أنّها نجمت عن سقوط أجزاء من صاروخ اعتراضي عُثر عليه في منطقة الحرائق.

 

الناطق باسم الجيش الإسرائيلي قال أيضاً إن شظايا صاروخ اعتراضي أصابت محطة قطار "فاتي موديعين"، وألحقت أضراراً بها، وأفادت هيئة الإسعاف الإسرائيلي عن إصابة 9 إسرائيليين أثناء تدافعهم نحو الملاجئ.

 

صاروخ "طوفان"

لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية نحت في اتجاه آخر عندما تساءلت عن تكلفة العمليّة الفاشلة لاعتراض الصاروخ، وعلّقت على ذلك بأنّها "المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها إنفاق الكثير من المال لاعتراض صاروخ واحد، أيقظ دولة بأكملها!".

 

وذكر موقع "واللاه نيوز" العبري أنّ الحوثيين غير قادرين على تصنيع الصواريخ البالستية محلياً بل يعتمدون على الدعم الإيراني في هذا الشأن. وأشار إلى أن الصاروخ "طوفان" الذي أُطلق اليوم هو نسخة من الصاروخ الإيراني "قادر"، الذي يعتبر بدوره نسخة مطوّرة من الصاروخ "شهاب 3". ويصل مدى صاروخ الحوثيين إلى 2000 كيلومتر، ما يجعله قادراً على الوصول إلى إسرائيل من شمال اليمن في غضون 12 إلى 15 دقيقة.

 

يُطلق الصاروخ من منصّات متنقلة، وعند إطلاقه يتبع مساراً بالستياً على شكل قوس. ويتراوح وزن الصاروخ بين 15 إلى 17 طناً قبل الإطلاق، بينما يبلغ وزن الرأس الحربي 650 كيلوغراماً من المتفجرات، وهو قادر على إحداث أضرار جسيمة بالأهداف المدنية والعسكرية على حد سواء.

 

ووفقاً للتحليلات الإسرائيلية، فإن مرحلة الإعداد لإطلاق الصاروخ لا تتجاوز 30 دقيقة، ما يُعقّد عمليات الكشف المبكر واعتراضه، ولدى دخوله الغلاف الجوي، يستمر في اكتساب سرعة كبيرة بفعل الجاذبية ما يزيد من خطورة اصطدامه، وعادة ما تتم مراقبة الصاروخ عبر أنظمة إنذار ورادارات عدّة، منها الرادارات الإسرائيلية والأميركية في المنطقة.

 

وبحسب الموقع الإخباري، هناك مراحل عدة لاكتشاف الصاروخ استعداداً لاعتراضه، التي اعتبر أنّها "تعطّلت هذا الصباح". وأوضح أنّه عندما يُعد للإطلاق يكون مكشوفاً في منطقة مفتوحة ومرئياً للأقمار الاصطناعية التجسّسية الإسرائيلية والأميركية، التي من المفترض أن تراقب مواقع الإطلاق المحتملة. وعند إطلاقه، يتم رصد الحرارة الهائلة التي يولّدها محرّكه من خلال شبكة الأقمار الاصطناعية الأميركية المتخصّصة في التحذير من إطلاق الصواريخ البالستية، ومن المفترض أن تُنقل المعلومات إلى الجيش الإسرائيلي. وعندما يكون الصاروخ في مساره نحو إسرائيل هناك أنظمة رادار عدّة يجب أن تكتشفه وتتابع مساره، بدءاً من رادارات السفن الأميركية والإسرائيلية في البحر الأحمر، ورادار "أكس" البعيد المدى الذي تصنعه شركة "رايثيون" والموجود في النقب ويشغّله جنود أميركيون، وأخيراً بواسطة رادار منظومة "السهم".

 

ولا يزال من غير الواضح ما إذا تم اكتشاف الصاروخ في الوقت المناسب، ولماذا لم يتم اعتراضه في وقت أبكر، وفق ما هو مفترض من منظومة الدفاع الجوي "السهم" المصممة للعمل بهذه الطريقة.

 

القائد السابق لنظام الدفاع الجوي العميد احتياط تسفيكا حايموفيتش، شرح لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون اليوم "سجّل رقماً قياسياً" في كونه أطول مدى يتم استهداف إسرائيل منه على الإطلاق، لافتاً إلى أن الحوثيين انتقلوا من قصف جنوب البلاد إلى مركزها.

 

وأشار إلى أنّ الصاروخ الفرط صوتي "تجاوز كل الرادرات وفاجأ المنظومة الدفاعية الجوية والأرضية والبحرية، وعند اكتشافه جرت محاولات لاعتراضه فهل أصيب في جزء منه، أم تفكك في الهواء؟ من المبكر جداً معرفة ذلك".

اقرأ في النهار Premium