خرج آلاف الإسرائيليين مجدّداً إلى شوارع تل أبيب، المركز التجاري لإسرائيل، السبت للضغط من أجل التوصّل إلى اتّفاق هدنة في غزة من شأنه تحرير عشرات الأسرى.
وتشهد تل أبيب مسيرات أسبوعية منذ الأيام الأولى للحرب التي أشعل فتيلها هجوم غير مسبوق شنّته حركة "حماس" في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) على إسرائيل. وقد ازدادت هذه التحرّكات مناهضة للحكومة الإسرائيلية منذ أن أعلن الجيش في وقت سابق من الشهر الحالي استعادة جثث ستة أسرى من نفق في جنوب قطاع غزة.
وحمّل نتنياهو المسؤولية لقادة "حماس" لرفضهم شروط هدنة محتملة واتفاق للإفراج عن أسرى، بينما يدعوه معارضون لتقديم تنازلات تضمن عودة 97 شخصاً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 33 يقول الجيش إنهم قتلوا.
وقال الممثل ليور أشكينازي مخاطباً المتظاهرين في تل أبيب السبت إنّه "لن يكون هناك خلاص" إذا سمحت الحكومة "بالتخلّي عن الاسرى الإسرائيليين للقتلة والمغتصبين لاعتبارات تتّصل بالائتلاف" الحكومي.
وندّد أشكينازي بـ"تخلّي القادة" عن شعبهم.
وقال إيلي إلباغ والد الأسير ليري إلباغ في كلمة توجّه فيها إلى ابنته "مر عام منذ آخر مرة قبّلتك، مر عام منذ آخر مرة ضحكت معك".
وأضاف "سنواصل النضال من أجل إعادتكم جميعا للديار".
ونظّمت تظاهرة السبت في ظل تصعيد للهجمات عبر الحدود بين إسرائيل و"حزب الله" في لبنان.
وقال شاهار مور، قريب الأسير أفراهام موندر، إنه يخشى من أن يصرف القتال مع "حزب الله" انتباه القادة عن محنة الأسرى.
وأضاف أن "هدفهم هو التركيز على وهم +النصر المطلق+"الذي هو دائما قاب قوسين أو أدنى".
ولفت إلى أنه على غرار ما حصل خلال مراحل متتالية من القتال العنيف في غزة على مدى نحو عام من الحرب، فإن "الزاوية... دائمة ما تتحوّل وفقاً لمصالح محدّدة"، موضحاً "بالأمس كانت رفح (في جنوب غزة)، وغداً ستكون بيروت".
اندلعت الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول، مع شن "حماس" هجوماً تسبّب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة "فرانس برس" يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد أسرى قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصاً، لا يزال 97 منهم محتجزين، بينهم 33 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وردّت إسرائيل بحملة قصف مدمّرة وهجوم بري على غزة، ما أسفر عن سقوط 41391 قتيلاً على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لـ"حماس". وتؤكد الأمم المتحدة أنّ غالبية القتلى من النساء والأطفال.