النهار

إسرائيل تهدّد حزب الله بمزيد من الضربات... وقرار بتصعيد تدريجي دون حرب شاملة
المصدر: النهار العربي
مناقشات إسرائيلية جرت على المستويين السياسي والأمني لتحديد الاستراتيجية الشاملة بشأن حزب الله، حيث توصل نتنياهو وغالانت وهاليفي إلى قرار يتمثل في التصعيد التدريجي دون دخول حرب شاملة. ​
إسرائيل تهدّد حزب الله بمزيد من الضربات... وقرار بتصعيد تدريجي دون حرب شاملة
هرتسي هاليفي
A+   A-
هدّد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي اليوم الأحد، حزب الله بمزيد من الضربات، قائلا: "سنعيد مواطنينا في الشمال لديارهم وإذا لم يستوعب حزب الله ذلك فسيتلقى مزيداً من الضربات".
 
وأضاف: "أقول لسكان الشمال إن الجيش يبذل جهوداً على مدار الساعة لإعادتكم لدياركم، ونعمل على جبهات متعددة في غزة والشمال واليمن والعراق وإيران".
 
ووفق هاليفي، فإن "حزب الله انخرط في حرب إرهابية تضامنا مع حماس"، مضيفا: "كثفنا عملياتنا ضده خلال الأيام الأخيرة وسنواصل ضرباتنا إذا لزم الأمر".  
 
ومساء اليوم، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن مناقشات جرت على المستويين السياسي والأمني لتحديد الاستراتيجية الشاملة بشأن حزب الله، مؤكدة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وهاليفي توصلوا إلى قرار يتمثل في التصعيد التدريجي دون دخول حرب شاملة.
 
قبل ذلك، قال نتنياهو إنه يفضل عدم الذهاب إلى حرب شاملة مع حزب الله، وأكد في وقت سابق اليوم أن إسرائيل وجهت خلال الأيام الماضية ضربات لحزب الله "لم يكن يتخيلها" متوعدا بالمزيد منها "في حال لم يفهم (حزب الله) الرسالة".

كما خاطب سكان شمال إسرائيل الذين جرى تهجيرهم، مشيرا إلى أنه عازم على "إعادة سكاننا في الشمال إلى منازلهم سالمين، وأنه لا يمكن لأي دولة أن تتسامح مع إطلاق النار على سكانها أو إطلاق النار على مدنها".
 
من جهته، قال غالانت إن إسرائيل ستواصل عملياتها ضد "حزب الله"، "حتى يعود سكان الشمال إلى منازلهم بأمان"، مضيفا: "حزب الله بدأ يدرك بعض قدراتنا وسنستمر حتى تحقيق أهدافنا".
 
وتصاعدت حدة التوتر هذا الأسبوع بين الحزب وإسرائيل. وطالت سلسلة تفجيرات أجهزة اتصال يستخدمها عناصره الثلاثاء والأربعاء في عملية نسبها للدولة العبرية. وأعلنت الأخيرة شنّ ضربة جوية في معقله بالضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة استهدفت اجتماعا لقيادة قوة الرضوان، وحدة النخبة في "حزب الله".

وقتل 39 شخصا وأصيب قرابة ثلاثة آلاف أخرين بجروح، وفق وزارة الصحة اللبنانية جراء تفجير أجهزة الاتصال، فيما قُتل حوالى 45 شخصا في الغارة على الضاحية، بحسب المصدر نفسه.

ومن هؤلاء 16 عنصرا من الحزب على الأقل بينهم مسؤولان عسكريان بارزان هما القائدان الحالي والسابق لقوة الرضوان، إبراهيم عقيل وأحمد وهبي.
 
 
الهجمات المتبادلة مستمرة...
واليوم، قُتل 3 أشخاص في غارات إسرائيلية استهدفت ثلاث بلدات مختلفة بجنوب لبنان، حسب ما أفادت وزارة الصحة، تزامنا مع إعلان إسرائيل ضرب أهداف لـ"حزب الله".

وقالت وزارة الصحة في بيانات منفصلة إن شخصا واحدا قُتل في كل من بلدات الخيام وعيترون والمالكية جراء غارات "للعدو الإسرائيلي". من جانبه، نعى "حزب الله" عنصرين.
 
وقالت "الوكالة الوطنية للاعلام" إن مدفعية الجيش الاسرائيلي ٳستهدفت المرتفعات الشرقية لبلدة شبعا.
 
وأعلن "حزب الله" مقتل عنصر في غارة على بلدة القليلة بلبنان صباحا، ونعى المقاتل علي محمد بنجك المُلقب بـ"علي الرضا"، مواليد العام 1992 من بلدة الشعيتية في جنوب لبنان.
 
ونعى أيضا المقاتل محمد علي زريق الملقب بـ"باقر" مواليد عام 1985 من بلدة المعلّقة في البقاع".

وكثف الجيش الإسرائيلي غاراته على بلدات وقرى بجنوب لبنان منذ ساعات الصباح الأولى.
 
وأعلن "حزب الله" انه شن هجومين جويين بأسراب من المسيّرات الانقضاضية على تموضعات مستحدثة لجنود اسرائيل في محيط موقع المنارة وثكنة يفتاح، قبل أن يعلن ليلا أنه هاجم موقع "معيان باروخ" وموقع "الرادار"، وكذلك استهدافه بصاروخ موجه دبابة ميركافا في موقع المرج وإيقاع طاقمها بين قتيل وجريح، وقصف بالمدفعية لمجموعة من الجنود الإسرائيليين في موقع جل العلام.
 
في المقابل، أفاد الجيش الإسرائيلي بإطلاق نحو 150 قذيفة صاروخية وصواريخ كروز ومُسيرات باتجاه شمال إسرائيل خلال الليل والصباح.

وقال الجيش إن منظومة الدفاع الجوي بكافة طبقاتها حالت دون وقوع أضرار كبيرة مع نسب عالية من الاعتراضات.
 
من جهتها، قالت "القناة 12" الإسرائيلية إن طائرة مُسيرة على الأقل انفجرت في المنارة بإصبع الجليل.
 
ودوت صفارات الإنذار في مارغليوت وكريات شمونة والمنارة شمال إسرائيل.
 
"معركة الحساب المفتوح"...
أكد نائب الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم إن الجماعة دخلت مرحلة جديدة من معركتها مع إسرائيل، والتي وصفها بأنها "معركة الحساب المفتوح".

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها اليوم الأحد خلال تشييع جثمان القيادي الكبير بالجماعة الذي قتل في القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة إبراهيم عقيل.
 
وقال قاسم في كلمة ألقاها خلال التشييع، في أول تعليق رسمي يدلي به مسؤول في الحزب بعد الغارة الإسرائيلية: "دخلنا في مرحلة جديدة عنوانها معركة الحساب المفتوح، نتابع فيها جبهة الإسناد (لغزة) والمواجهة، ومن خارج الصندوق بين الحين والآخر نقتلهم ونقاتلهم من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون".

واعتبر قاسم أن الهجمات الصاروخية الثلاث التي نفذها "حزب الله" في وقت مبكر الأحد على مجمع صناعات عسكرية وقاعدة جوية اسرائيلية قرب مدينة حيفا هي "دفعة من الحساب في معركة الحساب المفتوح" مع اسرائيل.

وعلى وقع هتافات المشيعين الموالين لـ"حزب الله"، شدد قاسم على أن التهديدات الإسرائيلية "لن توقفنا". وأوضح: "نحن مستعدون لمواجهة كل الاحتمالات العسكرية".

ونبّه الى أن الحل العسكري "يزيد مأزق اسرائيل وسكان الشمال، ولا يعالج مشكلتهم"، مخاطبا الاسرائيليين بالقول: "اذهبوا الى غزة وأوقفوا الحرب".

 وقال قاسم: "إبراهيم عقيل كان قائدا للعمليات وأسس قوة الرضوان وهو شهيد القدس وفلسطين أرقى ميادين الجهاد... إسرائيل ارتكبت 3 جرائم حرب مؤلمة بالنسبة لنا وهي تمثل أعلى درجات التوحش".
 
وأضاف: "إسرائيل أرادت باستهداف قيادة الرضوان شل المقاومة وتحريض حاضنتها عليها وإيقاف جبهة المساندة لغزة... المقاومة منعت إسرائيل من تحقيق غرضها من استهداف قيادة الرضوان".
 
وقال إن "إسرائيل لم تستهدف المقاتلين فقط بل استهدفت المدنيين والأطفال والمسعفين والمنازل".
 
وأكد: "لن نحدد كيفية الرد على العدوان ودخلنا مرحلة جديدة عنوانها معركة الحساب المفتوح".  
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium