النهار

صدمة "7 أكتوبر"... تسلسل الوقائع لليوم الأكثر ‏دموية في تاريخ إسرائيل
المصدر: أ ف ب
بدأت إسرائيل عمليات قصف بلا هوادة لقطاع غزة الذي ‏تحاصره منذ أعوام، تديره حركة حماس منذ 2007، ويبلغ ‏عدد سكانه 2,4 مليون شخص‎.‎
صدمة "7 أكتوبر"... تسلسل الوقائع لليوم الأكثر ‏دموية في تاريخ إسرائيل
أضرار في إسرائيل جراء هجوم حماس (أ ف ب)
A+   A-
 
كان الهجوم الذي شنّه عناصر حماس على جنوب إسرائيل في ‏السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، غير مسبوق لناحية الحجم، ‏واستغلت الحركة الفلسطينية خلاله عنصر الصدمة والمفاجأة ‏وحققت اختراقا عبر سلسلة عمليات متزامنة‎.‎

في ما يأتي تسلسل الوقائع لليوم الأكثر دموية في تاريخ ‏إسرائيل منذ إقامتها في عام 1948، والذي أسفر عن مقتل ‏‏1205 أشخاص غالبيتهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة ‏‏"فرانس برس" يستند الى أرقام رسمية إسرائيلية. وتشمل هذه ‏الحصيلة الرهائن الذين توفوا أو قتلوا خلال احتجازهم في ‏القطاع الفلسطيني‎.‎
 

المفاجأة‎
عند الساعة 06,29 (03,29 ت غ)، رصد الجيش ‏الإسرائيلي إطلاق صواريخ بشكل متواصل من غزة في اتجاه ‏البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع‎.‎

أعلنت حماس إطلاق نحو خمسة آلاف مقذوف في إطار عملية ‏‏"طوفان الأقصى". ‏

بدأت القبة الحديدية العمل على اعتراض الصواريخ التي تمّ ‏إطلاقها نحو إسرائيل، لكن الكمية الكبيرة فاقت قدرة نظام هذا ‏النظام للدفاع الجوي‎.‎

تزامنا، قام مسلحون من الحركة التي أعلنت في وقت لاحق ‏أن عددهم ناهز 1200، باقتحام السياج الحدودي الفاصل بين ‏القطاع والدولة العبرية، مستخدمين دراجات نارية وشاحنات ‏صغيرة (بيك آب)، وحتى قوارب صغيرة ووسائل الطيران ‏الشراعي المزودة بمحرك‎.‎

استخدم المسلحون المتفجرات والجرافات لإزالة العوائق ‏الحدودية بين القطاع وإسرائيل، وهاجموا نحو خمسين موقعا ‏في جنوب الدولة العبرية من تجمعات سكانية الى قواعد ‏عسكرية ومهرجانا موسيقيا، حيث قتل المئات‎.‎

في الكيبوتسات، تنقّل المسلحون من منزل الى آخر وأردوا ‏العديد من السكان، وسط تقارير عن ارتكابهم انتهاكات جنسية ‏يصعب تحديد حجمها‎.‎

وأورد تقرير للأمم المتحدة صدر في آذار (مارس) أن ثمة ‏‏"أسبابًا وجيهة للاعتقاد" أن أعمال عنف جنسي، بينها عمليات ‏اغتصاب، ارتكبت خلال هجوم حماس، من دون تحديد عددها. ‏وأشار الى أن ذلك يشمل "عمليات اغتصاب واغتصاب ‏جماعي في ثلاثة أماكن على الأقلّ" بينها موقع مهرجان نوفا ‏الموسيقي‎.‎
 
 
تأخّر الجيش‎ ‎
عند الثامنة والنصف صباحا، هاجم مقاتلو حماس ست قواعد ‏عسكرية للجيش: في إيريز عند الطرف الشمال للقطاع، في ‏ناحال عوز مقابل مدينة غزة، قاعدتان قرب كيبوتس بئيري، ‏واحدة في رعيم المقابلة لوسط غزة، واثنتان الى الجنوب قرب ‏الحدود مع مصر‎.‎

اضطر سكان الكيبوتسات القريبة من القطاع لاتخاذ إجراءات ‏للاحتماء والدفاع عن أنفسهم على مدى ساعات في ظل تأخر ‏الجيش عن نجدتهم. وقال سكان في وقت لاحق إنهم احتموا ‏في ملاجئ بينما حاول المهاجمون خلع أبوابها، أو حملوا ‏أسلحة في حوزتهم وخرجوا الى الشوارع في محاولة لصد ‏المهاجمين‎.‎

في حفل نوفا الموسيقي حيث تواجد قرابة ثلاثة آلاف شخص ‏في الهواء الطلق في حقول تبعد كيلومترات معدودة من حدود ‏قطاع غزة، أمضى مقاتلو حماس ساعات قتلوا خلالها 370 ‏شخصا على الأقل، وفق بيانات رسمية إسرائيلية‎.‎

وفي كيبوتس بئيري الذي كان من الأكثر تضررا في الهجوم، ‏بدأت التعزيزات الأمنية الإسرائيلية بالوصول "اعتبارا من ‏الساعة 13,30"، بحسب تقرير للجيش‎.‎

تدخلت فرقة عسكرية كاملة عند الساعة 16,15 لتنظيم إجلاء ‏منسّق للناجين واستعادة السيطرة على الكيبوتس. أكد الجيش ‏رسميا قرابة الساعة 18,00 أن "جنودا وعسكريين" خطفوا ‏على أيدي حماس وتمّ نقلهم الى غزة، وهو ما كان واضحا منذ ‏الصباح من خلال الصور التي التقطها صحافيون في القطاع ‏أو أشرطة فيديو انتشرت على منصات التواصل‎.‎

رهائن‎ ‎
خطف خلال الهجوم ما مجموعه 251 شخصا، 44 منهم من ‏مهرجان نوفا الموسيقي، و74 على الأقل من كيبوتس نير ‏عوز‎.‎

كان بعض الرهائن، ومن بينهم جنود، قتلى لدى خطفهم ونقلهم ‏الى غزة، بحسب الجيش الإسرائيلي. ويُحتمل بأن بعض ‏الرهائن قد قتلوا بنيران صديقة، خصوصا في كيبوتس بئيري، ‏حيث أبلغ شهود عيان وسائل إعلام إسرائيلية بأن دبابة أطلقت ‏قذيفة على منزل كان مقاتلو حماس يحتجزون 14 شخصا ‏داخله‎.‎
 
 
الحرب‎ ‎
بدأت إسرائيل عمليات قصف بلا هوادة لقطاع غزة الذي ‏تحاصره منذ أعوام، تديره حركة حماس منذ 2007، ويبلغ ‏عدد سكانه 2,4 مليون شخص‎.‎

وأفاد صحافي في وكالة "فرانس برس" بوقوع أول غارة عند ‏الساعة 10,39، تلتها سلسلة من الضربات الجوية‎.‎

عند الساعة 11,34، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ‏نتنياهو في خطاب متلفز أن إسرائيل في حالة "حرب‎".‎

بعد الظهر، أعلن الجيش الإسرائيلي استدعاء 360 ألف ‏عنصر من الاحتياط لتعزيز عديده البالغ 170 ألف جندي‎.‎

في 22 أيلول (سبتمبر) 2024، كانت حصيلة القصف ‏والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة بلغت ‏‏41431 قتيلا غالبيتهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة ‏التابعة لحماس. وتعتبر الأمم المتحدة أن بيانات الوزارة ‏موثوقة‎.‎

بحلول المساء، كانت عمليات البحث متواصلة عن مسلحين ‏محتملين من حماس في جنوب إسرائيل، في حين كان السكان ‏المذعورون لا يزالون محتمين في منازلهم والشوارع خالية ‏من المارة‎.‎

ولم يعلن الجيش سوى في 10 تشرين الأول (أكتوبر) أنه ‏استعاد السيطرة بالكامل على مناطق الجنوب التي هاجمها ‏عناصر الحركة الفلسطينية‎.‎
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium