النهار

كواليس اغتيال نصرالله داخل الأروقة الإسرائيلية... كيف تبلّغت واشنطن؟
المصدر: النهار العربي
قال المسؤولون إن نتنياهو استجاب في النهاية لضغوط وزير الدفاع يوآف غالانت ورؤساء المنظومة الأمنية الذين كانوا يخشون فقدان فرصة استخباراتية وعملياتية نادرة.
كواليس اغتيال نصرالله داخل الأروقة الإسرائيلية... كيف تبلّغت واشنطن؟
موقع الغارة الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية. (النهار)
A+   A-
سيطرت عملية اغتيال أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله بضربة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية على المشهد الإقليمي، وسط تطوذرات متسارعة وتخوّف من انجرار المنطقى إلى حرب شاملة.
 
في آخر ما كُشف عن هذه العملية، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مسؤولين كبار في المنظومة الأمنية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغط لتأجيل اغتيال نصرالله حتى عودته إلى إسرائيل من نيويورك، ونفوا ادّعاء حاشية نتنياهو بأن قراره بالسفر إلى نيويورك كان جزءاً من عملية خداع.  
 
وقال المسؤولون إن نتنياهو استجاب في النهاية لضغوط وزير الدفاع يوآف غالانت ورؤساء المنظومة الأمنية الذين كانوا يخشون فقدان فرصة استخباراتية وعملياتية نادرة. 
 
وبحسب مصادر في المنظومة الأمنية كانت هناك بالفعل جاهزية عملياتية منذ يوم الثلاثاء، وأنها كانت تنتظر الموافقات النهائية من المستوى السياسي، وأشارت إلى أن هناك فرصة عملياتية تم استغلالها في الوقت الذي تمت فيه العملية.

وردّا على ادّعاءات المنظومة الأمنية، أشار مقرّبون من نتنياهو إلى أن رئيس الوزراء ضغط بكل قوّته لتنفيذ عملية الاغتيال.  
 
وأوضح مصدر رفيع المستوى أن "نتنياهو طلب من الجيش مواصلة العمليات ضد حزب الله بعد أن قدّم الجيش خطة عملية وافق عليها رئيس الوزراء. وكان الهدف الرئيسي للمنظومة الأمنية هو مواصلة إلحاق الضرر بالقدرات العسكرية وإلحاق الضرر بأنظمة الصواريخ والطائرات بدون طيار"، وفق الصحيفة.

وبحسب المصدر، "فإن رئيس الوزراء توصّل إلى نتيجة مفادها أن هذا غير كاف وطرح فكرة اغتيال نصرالله. وفي جلسة مجلس الوزراء الأمنية السياسي (الكابينت) التي طرح فيها الموضوع للنقاش، سئل الجميع عن موقفه. وأعرب بتساليئيل سموتريش وياريف لايفين ودودي أمسالم (الذي لا يحق له التصويت لأنّه مجرّد مراقب) عن تحفّظهما على اغتيال نصرالله، وقدّم كل منهما سبباً مختلفاً".
 
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن "مسؤولين في الكابينت يدّعون أن سموتريش عارض الاغتيال خشية أن يؤدي إلى الضغط لإنهاء الحرب في الجنوب، بينما نفى المقرّبون منه ذلك و وزعموا أنّه كان دعا إلى اغتيال نصر الله بالفعل في بداية آب (أغسطس).
 
يوم الأربعاء، جرت مناقشة أخرى في مجلس الوزراء حضرها رئيس الأركان مع الخطة. في ذلك الاجتماع، اتّفق نتنياهو مع غالانت ورئيس الأركان أن مواصلة المناقشة ستجرى عندما يكون في الولايات المتحدة. 

وتابعت الصحيفة الإسرائيلية: "خلال الرحلة كان هناك تشاور محدود بين نتنياهو وغالانت ورئيس الأركان بشأن خطة اغتيال نصرالله، وعند وصوله إلى الولايات المتحدة، بعد أن كان في الفندق، جرت مناقشة هاتفية لمجلس الكابينت . عُقدت في وقت مبكر من صباح الجمعة ليلاً وانتهت عندما تقرّر تفويض نتنياهو وغالانت بالمضي قدماً. وأجرى رئيس الوزراء، صباح الجمعة، مشاورة أمنية أخرى مع غالانت ورئيس الأركان وقائد سلاح الجو ورئيس الموساد ومسؤولين آخرين.  وقبل ساعة من خطاب رئيس الوزراء في الأمم المتحدة، تمت الموافقة النهائية على العملية".
 
وأردفت: "في الساعة 16:00، وصلت معلومات استخباراتية دقيقة وأجريت مشاورة أخرى من فندق نتنياهو في نيويورك حيث أعطى الضوء الأخضر النهائي على الهاتف الأحمر وغادر إلى الأمم المتحدة. وبعد ساعتين وصل نتنياهو لحضور مؤتمر صحافي في الأمم المتحدة وكتب أسئلة الجميع، ولكن في مرحلة ما اقترب منه سكرتيره العسكري العام رومان جوفمان وهمس في أذنه.  وبعد دقائق قليلة سلّمه مذكرة. طوى نتنياهو الورقة التي عليها الأسئلة، وخرج من الغرفة على عجل بدون أن يجيب على سؤال واحد.  وبعد وقت قصير وقع الهجوم في بيروت".
 
في السياق، نقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين دفاعيين إسرائيليين، "أنّنا قررنا ضرب نصرالله في مكان وجوده الذي كنا نعرفه منذ 3 أشهر".
 
وأضافوا: "أسقطنا أكثر من 80 قنبلة خلال دقائق في عملية الاغتيال".
 
واشنطن تتبلّغ!
وأشارت "يديعوت أحرنوت" إلى إنه "قبل دقائق قليلة من تنفيذ الاغتيال، أبلغت إسرائيل الأميركيين بالهجوم والهدف. وكان المنطق هو إبلاغ الأميركيين في اللحظة الأخيرة لتجنّب الوضع الذي قد يستخدمون فيه حق النقض.  واستغرب الأميركيون كثيراً، وغضب بعض المسؤولين بعد أن شعروا بأن إسرائيل خدعتهم، بينما كانوا يحاولون التوصّل إلى وقف لإطلاق النار.  وأوضح الأميركيون في الغرف المغلقة أن ذلك يعقد الوضع وقد يؤدي إلى حرب إقليمية. علناً، لم يكن أمام الأميركيين خيار سوى الاصطفاف، وبالفعل كانت الرسائل التي صدرت من الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس ووزير الدفاع لويد أوستن إيجابية وذكرت أن نصرالله على يديه دماء آلاف الأميركيين والإسرائيليين وأن هذه خطوة تحقّق العدالة للضحايا".

وختمت الصحيفة تقريرها: "بعد الاغتيال، أرسلت إسرائيل رسائل تطمين للأميركيين، مفادها الآن بالضبط بعد الضربة التي وجّهت إلى حزب الله - هذا يزيد من احتمالات التسوية السياسية.  وبحسب هذه الرسائل فإن نصرالله كان عبئاً ويمنع التسوية، والآن سيكون من الأسهل على الأميركيين التوسّط في المنطقة.  وفي الوقت نفسه، طلبت إسرائيل من الأميركيين اتخاذ المزيد من الخطوات التي من شأنها ردع الإيرانيين عن مهاجمتها".

اقرأ في النهار Premium