النهار

بعد مقتل نصرالله... سكان شمال إسرائيل بين الارتياح والخوف
المصدر: أ ف ب
في روش بينا على بعد حوالى ثلاثين كيلومترا من الحدود الإسرائيلية اللبنانية، عبّر ماتان سوفر عن مشاعر متضاربة بعد مقتل الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، مع استمرار الحزب في إطلاق صواريخه على اسرائيل.
بعد مقتل نصرالله... سكان شمال إسرائيل بين الارتياح والخوف
صور حسن نصر الله معلقة فوق كشك بينما يتسوق الناس في حي السيدة زينب بدمشق (أ ف ب)
A+   A-
في روش بينا على بعد حوالى ثلاثين كيلومترا من الحدود الإسرائيلية اللبنانية، عبّر ماتان سوفر عن مشاعر متضاربة بعد مقتل الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، مع استمرار الحزب في إطلاق صواريخه على إسرائيل.

وقال الشاب البالغ 24 عاما: "أنا في حالة من عدم اليقين، لا نعرف متى سينتهي" هذا الوضع، مؤكدا أنه خرج للتسوق لكنه على عجلة من أمره لأنه لا يريد البقاء طويلا بعيدا من ملجأ يقيه الغارات الجوية.

وأضاف أن نصرالله الذي تزعم التنظيم الشيعي المسلح لمدة 32 عاما "مسؤول عن مقتل الكثير من الإسرائيليين، إذا إنه خبر جيد. لكن الوضع قد يسوء، من يدري؟".

وسقط صاروخ الخميس بالقرب من منزل في بلدة روش بينا التي يزيد عدد سكانها قليلا على ثلاثة آلاف نسمة.

وأكدت باتيا يلوز (93 عاما) أن منزلها الواقع في زقاق تكسو جانبيه النباتات تضرر. واعتبرت المرأة المسنة التي تقطن في روش بينا منذ 70 عاما أنها "محظوظة جدا" لأنها ما زالت على قيد الحياة.

وعن مقتل نصرالله، أعربت عن ارتياحها إلى الضربة الجوية الاسرائيلية التي أدت إلى مقتله الجمعة في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل "حزب الله" الذي تصنفه اسرائيل "منظمة إرهابية".

وقالت العجوز إنها "حزينة لرؤية الأضرار" التي سببها سقوط الصاروخ بالقرب من منزلها.

وأحاطت الشرطة الاسرائيلية المنزل بأشرطة حمراء وبيضاء.

وبدت آثار شظايا الصاروخ على السيارات وجدران المنازل المجاورة.

وعلى الرغم من تصاعد المخاوف من إطلاق الصواريخ التي تكثفت في الأسابيع الأخيرة مع تزايد الغارات الإسرائيلية على أهداف تابعة لـ"حزب الله" في لبنان، اكتظت المتاجر والمطاعم في المركز التجاري للبلدة الأحد قبيل الظهر.

"بداية النهاية؟" 
تعمل إيفا كوهين (57 عاما) في محل للمجوهرات في روش بينا بعدما غادرت منزلها في كريات شمونة الواقعة على بعد 7 كيلومترات من الحدود في مطلع تشرين الأول (أكتوبر) لتعرضها لصواريخ "حزب الله".

وفتح "حزب الله" في الثامن من تشرين الأول جبهة "إسناد" لحركة "حماس" في حربها مع إسرائيل متعهدا مواصلة هجماته "حتى توقف العدوان على غزة".

وبينما تتزايد دعوات المجتمع الدولي إلى وقف إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله"، أعربت كوهين عن سرورها باغتيال نصرالله لكنها اعتبرت أنه "يجب عدم وقف الحرب، لأن المهمة لم تُنجز بعد".

وقالت: "ما زال هناك الكثير من الإرهابيين، سنعود إلى ديارنا عندما يصبح الوضع آمنا تماما. سيستغرق الأمر وقتا، لكننا سنصبر".

وقالت سيمي فاكنين (69 عاما) جالسة على شرفة مقهى مع صديقتها في روش بينا، إنها ما زالت تعيش في كريات شمونة في منزلها على الرغم من إطلاق الصواريخ ولم تغادرها بخلاف الغالبية العظمى من سكانها، لأنها تعمل في البلدية.

وأكدت أن مئات العائلات ما زالت في المدينة على الرغم من الخطر، وأنها مضطرة إلى البقاء هناك "لمساعدة الناس".

لكنها وصفتها ب"مدينة أشباح"، مضيفة: "نذهب للتسوق ثم نسرع للبقاء بالقرب من ملجأ، إنه أمر فظيع".

وأشادت بالجيش قائلة: "أنا سعيدة لكننا لا نعرف ماذا ينتظرنا، ولا يسعنا إلا أن نأمل أن تسير الأمور على ما يرام، أثق بالجيش، وهو يعرف ما إذا كان ينبغي مواصلة الحرب أم لا".

وعلى الطريق أسفل روش بينا، يمكن رؤية مركبات عسكرية والعديد من جنود الاحتياط. وعلى بعد بضعة كيلومترات من البلدة الصغيرة، على جانب الطريق، كانت عشرات المركبات المدرعة الإسرائيلية تجري تدريبات في أحد الحقول.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء استدعاء كتيبتين من جنود الاحتياط إلى الجبهة الشمالية.

وتساءل ماتان سوفر: "هل هذه بداية النهاية؟ هل هناك خطر حدوث تصعيد جديد؟ أنا متوتر، ولا أعرف حقا ماذا ينتظرنا غدا".

وبعد ظهر الأحد، دوت صفارات الإنذار من جديد في روش بينا وفي عدة بلدات في شمال اسرائيل.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium