النهار

النهار

"المناورة البرّية" في لبنان... هل تعلمت إسرائيل الدرس؟
فلسطين- مرال قطينة
فلسطين- مرال قطينة 01-10-2024 | 20:57

المصدر: النهار العربي
لن تكون العملية الاسرائيلية محدودة كما يتم الترويج لها، كذلك الدعم الاميركي، ذلك لأن اسرائيل تعرف جيدا كيف تبدأ حربا لكن التاريخ يثبت دائما أنها لا تعرف كيف تنهيها او تخرج منها.
"المناورة البرّية" في لبنان... هل تعلمت إسرائيل الدرس؟
دبابة إسرائيلية عند الحدود مع لبنان (ا ف ب)
A+   A-
أعلن الجيش الإسرائيلي أن هدف "المناورة البرية" التي بدأت الليلة الماضية نحو الأراضي اللبنانية، هو "تغيير الواقع" على الحدود الشمالية، مدعياً أن "حزب الله" وضع خطة لاحتلال الجليل على مدى العشرين عاماً الماضية.
 
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري في مؤتمر صحافي إنه "بناءً على معلومات استخبارية، قمنا منذ بداية الحرب بعشرات العمليات البرية في الأراضي اللبنانية، والتي تهدف إلى تغيير الوضع الأمني وتحييد قدرات حزب الله قرب الحدود".
 
ولن تكون العملية الإسرائيلية محدودة كما يتم الترويج لها، كذلك الدعم الأميركي، ذلك لأن إسرائيل تعرف جيداً كيف تبدأ حرباً لكن التاريخ يثبت دائماً أنها لا تعرف كيف تنهيها أو تخرج منها.
 
"أرض ملعونة"
 المحلل العسكري لصحيفة "معاريف" العبرية آفي أشكينازي رأى أنه "بعد ما يقارب العشرين عاماً، يخطط الجيش الإسرائيلي للعودة إلى لبنان. ستطأ أقدام الجنود مرة أخرى تلك الأرض الملعونة.
لم يكن أي من هؤلاء الجنود قد ولد بعد عندما غادر آباؤهم لبنان في أيار (مايو) 2000. وعندما قاتل آباؤهم للمرة الأخيرة في لبنان صيف عام 2006، كان بعضهم يبلغ من العمر بضعة أشهر فقط. وهنا نجد أنفسنا مرة أخرى ننتقل إلى قصة لبنان. التقييم هو أن العملية ستكون معقدة وصعبة".

"لقد ألحق الجيش الإسرائيلي أضراراً جسيمة بحزب الله، وحرمه من قدراته، وألحق أضراراً كبيرة بقيادته وتشكيلاته. لكن التنظيم لا يزال يتمتع بقدرات كثيرة، رجال حزب الله ليسوا عناصر حماس، فهم أكثر مهارة، وأكثر تصميماً، ولديهم الكثير من القدرات التسليحية وهي أفضل بكثير مما تمتلكه حماس"، تابع أشكينازي.

وشرح أن الجيش الإسرائيلي استعد للمهمة بإعداد أربع فرق: فرقة الكوماندوس 98، فرقة المدرعات الثقيلة 36 وهي آلة حرب قوية، الفرقة 146 من قوات الاحتياط، وفرقة الجليل 91 غير المعروفة من قبل، تحت غطاء أنه عازم على إنجاز مهمة إعادة سكان الشمال إلى منازلهم، وإعادة الأرض التي تم التخلي عنها منذ عام إلى إسرائيل، ولإعادة إسرائيل "أقوى دولة في المنطقة" بعدما خسرت مكانتها خلال هجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
 
"أثمان باهظة"
أما المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشواع، فأكد أنّ "ثقة إسرائيل بنفسها تصل إلى مرحلة إشكالية، ولا تنبغي الاستهانة بقدرات حزب الله ووسائله، والعملية البرّية التي يزعم الجيش الإسرائيلي أنّها أصبحت ضرورة حتمية ستشكّل تحدياً كبيراً للقوات البرية التي ستواجه جيشاً محترفاً في ملعبه".                  

ورأى يهوشواع أنه عندما يتعلق الأمر بإطلاق القذائف الصاروخية والطائرات المسيّرة، فإنّ "حزب الله لديه القدرة على إلحاق أضرار جسيمة بإسرائيل، ومن الواضح تماماً أنّ التنظيم في مرحلة ما سيقوم بتشكيل قيادة أركان جديدة بدلاً ممن تم اغتيالهم، كما سيتم إنشاء آلية جديدة لصنع القرار ستحاول اعتماد تدابير سرية أكثر نجاحاً. وبعد ذلك، سيأتي الأمر بإطلاق رشقات نارية ثقيلة. لذلك، يستغل الجيش الإسرائيلي الفرصة، ويقوم بتغطية معظم البلاد بالنار".

وأشار يهوشواع إلى أن "كل أنواع الفانتازيا التي تُسمع، والتي ربما لم تستوعب ثمن اللامبالاة والغطرسة، بشأن التفكيك الكامل لحزب الله، لا تتوافق مع الواقع، فمصادر كبيرة في شعبة الاستخبارات العسكرية (آمان) تذكّر بأنّ حزب الله ليس مجرد نصرالله وعدد قليل من القادة الآخرين، بل إنّه تنظيم جهادي متجذّر ومندمج في كل لبنان، قضى معظم سنواته يقاتل بالأسلحة الصغيرة ونيران القناصة والعبوات الارتجالية. إنّ التراجع الدراماتيكي في مكانته الإقليمية أمر صعب، والمتعصبون الدينيون لديهم ميل إلى النهوض من تحت الأنقاض، ونفض الغبار، والقتال بما لديهم حتى آخر قطرة دم".

وخلص يهوشواع إلى أنه "لهذا السبب، من المهم أيضاً أن نفهم أنّ الحرب ضد حزب الله ليست لعبة حاصلها صفر، فلا يمكن القضاء على القدرات الاستراتيجية للتنظيم التي وصلت وفقاً لتقديرات استخبارية إلى حد تسببها بتهديد وجودي".

وختم أن "غزواً برياً لن يكون نشاطاً على طراز يوم أحد ثقافي، فالجنود الذين ستطأ أقدامهم هذه الأرض قد يواجهون متفجّرات وعبوات مفخخة وتهديداً بإطلاق صواريخ ضد الدروع. ولكن مما لا شك فيه أنّه سيتم دفع أثمان باهظة".
 
إعلان

الأكثر قراءة

10/3/2024 7:34:00 PM
مصر بدأت سياسة تنويع مصادر تسليحها منذ عام 2014، ومنذ ذلك الحين وحتى عام 2023 كانت في قائمة أكبر 10 دول مستوردة للسلاح في العالم
9/30/2024 11:12:00 PM
الكاتب في "نيويورك تايمز" الحائز على 3 جوائز "بوليتزر" يبدي يقيناً بنظرية الاختراق البشري للنظام الايراني ولـ"حزب الله"، الأمر الذي سهّل عملية الانقضاض التي حصلت. ويرى أن طهران مرتبكة وتشهد انقساماً بشأن سيناريو الرد المحتمل.