قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الاثنين إن أكثر من ألف من أعضاء حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" يتلقون العلاج في مستشفيات في أنحاء تركيا، مكررا موقفه بأن "حماس" "حركة مقاومة".
وأضاف خلال مؤتمر صحافي بعد محادثات مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في أنقرة أنه يشعر بالحزن من وجهة نظر أثينا التي تعتبر "حماس" منظمة إرهابية.
إلا أنّ مسؤولاً تركياً اشترط عدم نشر اسمه قال لاحقا إن أردوغان كان يقصد الفلسطينيين من غزة التي تديرها "حماس" بشكل عام، وليس أعضاء "حماس".
وقال المسؤول التركي: "الرئيس أردوغان وقع في زلة لسان، وكان يعني أن 1000 من سكان غزة يخضعون للعلاج، وليس أعضاء حماس".
بدوره، قال رئيس الوزراء اليوناني إن اليونان وتركيا لا تتفقان على كل المسائل المتعلقة بالحرب في غزة لكن بوسعهما الاتفاق على ضرورة إنهاء العنف ووقف لإطلاق النار طويل الأمد.
وردا على تعليق أردوغان بأنه يشعر بالحزن إزاء وجهة النظر اليونانية التي تعتبر "حماس" منظمة إرهابية، قال ميتسوتاكيس: "دعنا نتفق على أننا على خلاف" في هذا الشأن.
أردوغان لا يرى "مشكلات غير قابلة للحل" مع اليونان
قال الرئيس التركي لرئيس الوزراء اليوناني إنه لا توجد "مشكلات غير قابلة للحل" بين البلدين.
ولطالما كانت هناك خلافات بين تركيا واليونان في عدد من القضايا بما في ذلك الحدود البحرية وموارد الطاقة في شرق البحر المتوسط والرحلات الجوية فوق بحر إيجه فضلا عن قضية قبرص. والبلدان عضوان في حلف شمال الأطلسي.
وبعد توتر استمر لسنوات دفع البلدين إلى شفا الصراع، بدأت أنقرة وأثينا في اتخاذ خطوات مهمة لتحسين العلاقات في السنوات القليلة الماضية خاصة العام الماضي بعد أن أسفرت انتخابات عن بقاء زعيمي البلدين في منصبيهما.
وقال أردوغان في المؤتمر الصحافي المشترك مع ميتسوتاكيس: "على الرغم من الخلافات، فإننا نركز على أجندة إيجابية بإبقاء قنوات الحوار مفتوحة".
وقال ميتسوتاكيس إن الاجتماعات بين الزعمين في الأشهر القليلة الماضية "أثبتت أننا جيران قادرون على إرساء نهج للتفاهم المتبادل، ليس كاستثناء لكن كحالة طبيعية مثمرة".
وأضاف: "أظهرنا اليوم أنه إلى جانب خلافاتنا القائمة، يمكننا رسم صفحة موازية من الاتفاقات".
وزار أردوغان أثينا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي ووقع البلدان "إعلان أثينا" الذي استهدف وضع الأساس لخارطة طريق لإعادة انعاش العلاقات.
واتفق البلدان على تعزيز التجارة، وإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة، وتنفيذ تدابير عسكرية لبناء الثقة للحد من التوتر، والعمل على حل المشكلات القائمة بينهما.
تحويل كنيسة المخلّص المقدس في خورا إلى مسجد
أكّد الرئيس التركي تحويل كنيسة المخلص المقدس الأرثوذكسية الأثرية في خورا في اسطنبول إلى مسجد، على الرغم من دعوات أثينا لعدم المضي قدما في الخطوة.
وقال إردوغان إن "مسجد كاريه بشكله الجديد سيبقى مفتوحا للجميع".
وأشار الرئيس التركي إلى أنه قال لرئيس الوزراء اليوناني: "فتحنا مسجد كاريه للصلاة وللزيارات بعد أعمال ترميم دقيقة وفقا للقرار الذي اتّخذناه في العام 2020".
وأضاف: "نولي أهمية كبيرة لحماية أي نصب تذكاري هو جزء من التراث الثقافي لليونسكو وجعله متاحا لفائدة أمتنا والبشرية جمعاء".
رئيس الوزراء اليوناني كان قد أبدى معارضته تحويل الكنيسة التي تحتوي لوحات جدارية تمثل "الدينونة" تعود للقرن الرابع عشر إلى مسجد.
وكان قد أعلن السبت أنه سيطلب من الرئيس التركي "التراجع عن قرار" تحويل الكنيسة إلى مسجد.
حُولت الكنيسة إلى مسجد كارِيه بعد نصف قرن على سقوط القسطنطينية عام 1453 على أيدي العثمانيين.
ثم أصبحت متحف كارِيه بعد الحرب العالمية الثانية في إطار جهود تركيا لإقامة جمهورية جديدة ذات طابع علماني على أطلال الامبراطورية العثمانية.
وأعرب ميتسوتاكيس عن استيائه لاردوغان الإثنين في أنقرة.
وقال رئيس الوزراء اليوناني عقب لقائه الرئيس التركي: "تناقشت مع إردوغان في التحويل... وأعربت له عن استيائي".
وفي الأسبوع الماضي ندّدت وزارة الخارجية اليونانية بما وصفته بأنه "استفزاز" من جانب أنقرة، معتبرة أن تحويل الكنيسة "يغير طابعها ويشكل مسا بهذا النصب المدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث البشري العالمي".