قال وزير الدفاع التركي يشار غولر لرويترز إن بلاده ملتزمة بالكامل بمسؤولياتها حيال حلف شمال الأطلسي وذلك وسط مخاوف بين بعض الحلفاء الغربيين من أن أنقرة بدأت تبتعد عن الغرب.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أرودوغان الشهر الماضي إن بلاده تريد أن تكون شريكا في منظمة شنغهاي للتعاون، وهي تجمُع أمني وسياسي واقتصادي تأسس في 2001 ليضم روسيا والصين ودول في آسيا الوسطى، لموازنة تحالفات غربية. وأضاف أنه ليس هناك ما يمنع أن تكون عضوا دائما في المنظمة.
وأردف غولر لرويترز في مقابلة مكتوبة أن عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي لا تمنعها من تطوير علاقاتها مع منظمة شنغهاي للتعاون.
وتابع قائلا: "بخلاف ذلك، أولويتنا هي الوفاء بالتزاماتنا لحلف شمال الأطلسي الحليف المهم وتعزيز التضامن مع حلفائنا. تركيزنا يجب أن ينصب على أن يكون الحلف مستعدا وثابت العزم وقويا".
وأثار اهتمام أنقرة بمجموعة بريكس وصلاتها الودية مع روسيا، في مجالات منها الطاقة والسياحة والدفاع، مخاوف بين دول غربية من أن تحالفات تركيا ربما في طور التغير. لكن أنقرة قالت مرارا إنها لا تزال حليفة ملتزمة في حلف شمال الأطلسي.
ومنذ أن فرضت الولايات المتحدة عليها عقوبات وأزالتها من برنامج طائرات إف-35 بسبب حصولها على أنظمة دفاع إس-400 الروسية، تسعى أنقرة لشراء 40 مقاتلة من طراز بلوك-70 إف-16 إضافة إلى 79 مجموعة تحديث من واشنطن. وحصلت تركيا على الموافقة على تلك الصفقة بعد أن أقرت بدورها عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي.
وقال غولر إن الحصول على تلك المقاتلات مستمر بما يتسق مع الجدول الزمني المحدد وإن محادثات بشأن تفاصيل الصفقة جارية.
وتابع قائلا "مسرورون بالاتفاق الذي تم التوصل إليه لشراء إف-16 والتحديث ونأمل في أن المشروع سيكتمل دون مشكلات لحين تسليم آخر طائرة".
ولدى سؤاله عما إذا كانت تركيا تريد العودة لبرنامج إف-35 قال غولر إن المحادثات بين أنقرة وواشنطن مستمرة بشأن الأمر.
وأضاف أن تركيا لا تزال مهتمة بشراء 40 مقاتلة من طراز يوروفايتر تايفون من ألمانيا وبريطانيا وإسبانيا لكن ليس هناك تطورات ملموسة في هذا الصدد بعد، وأنه يأمل في رد إيجابي على هذا الطلب من حلفاء بلاده.
تطبيع العلاقات مع سوريا
قال أردوغان الشهر الماضي إنه سيوجه دعوة للرئيس السوري بشار الأسد لبحث تطبيع العلاقات التي قطعتها أنقرة بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية عام 2011. لكن الأسد قال إنه لا يمكن إجراء مثل هذه المحادثات إلا إذا ركز البلدان على قضايا جوهرية بينها انسحاب القوات التركية من شمال سوريا.
وقال غولر إن من الممكن عقد اجتماعات بين الجارتين على مستوى وزاري مرة أخرى في إطار الجهود الدبلوماسية لأنقرة التي بدأت عام 2020 بهدف تطبيع العلاقات إذا توافرت الظروف المناسبة.
وأضاف ردا على سؤال حول إمكانية انسحاب القوات التركية من سوريا: "نحن مستعدون لتقديم كل دعم ممكن لدينا من أجل الاتفاق على دستور شامل (في سوريا) وإجراء انتخابات حرة واستعادة العلاقات بالكامل وتهيئة الوضع الأمني، وعندما يحدث ذلك فقط ويصبح أمن حدودنا مضمونا تماما، سنفعل اللازم من خلال التنسيق المتبادل".
كما قال إن الخطوات المشتركة التي اتخذتها تركيا مع العراق في الآونة الأخيرة نحو مكافحة الإرهاب تمثل "نقطة تحول" في العلاقات، مضيفا أن هناك جهودا فنية مستمرة لإنشاء مركز عمليات مشتركا للأنشطة العسكرية.