وأعلن الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، أن جنوده دخلوا جنوب لبنان في إطار عملية "برية محدودة وموضعية ومحدّدة الهدف" رغم الدعوات الدولية الى التهدئة.
تركيا
في السياق، نددت تركيا "بمحاولة اجتياح غير مشروعة" للبنان ودعت إسرائيل إلى سحب جنودها "في أسرع وقت ممكن"، على ما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية.
وكتبت الوزارة أن "انتهاك إسرائيل لسيادة ووحدة الأراضي عبر هجوم بري يشكل محاولة اجتياح غير مشروعة. هذا الهجوم يجب أن يتوقف في أسرع وقت ممكن ويجب أن ينسحب الجنود الإسرائيليون من الأراضي اللبنانية".
وأضافت أنقرة أن "محاولة الاجتياح الخطيرة" لا تستهدف "أمن واستقرار دول المنطقة فحسب إنما خارجها أيضاً".
وعبرت تركيا عن مخاوفها من "موجة هجرة جديدة" ومن أن يؤدي ذلك الى "تزايد وجود المتطرفين في كل أنحاء العالم".
ودعت مجلس الأمن الدولي إلى "ضمان احترام القانون الدولي واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذا الهجوم الذي يهدف إلى احتلال لبنان".
روسيا
وأعلن الكرملين الروسي أنه يشعر بقلق عميق إزاء الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في لبنان والغارة على العاصمة السورية دمشق.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين: "نشهد معاً أن الأعمال القتالية تتوسع من الناحية الجغرافية مما يزيد من التوتر وزعزعة استقرار المنطقة. هذا التوتر مدمر للمنطقة والمناطق المحيطة بها. لا نزال نشعر بقلق بالغ".
كما دعت وزارة الخارجية الروسية إسرائيل إلى سحب قواتها "فورا" من جنوب لبنان.
وقالت الخارجية الروسية في بيان إن "روسيا تدين بشدة الهجوم على لبنان وتدعو السلطات الإسرائيلية إلى وقف الأعمال الحربية فورا وسحب قواتها من الأراضي اللبنانية وبدء البحث فعليا عن سبل سلمية لحل النزاع في الشرق الأوسط".
الأمم المتحدة
وشدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على ضرورة التوصل إلى وقف "فوري" لإطلاق النار، مؤكدا أنّه "يجب تجنّب حرب شاملة في لبنان بأي ثمن"، وفق بيان صادر عن المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.
وقال البيان: "يجب احترام سيادة ووحدة أراضي لبنان"، مشيرا إلى أنّ غوتيريش "القلق للغاية بشأن التصعيد" في لبنان، أكد لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الإثنين أنّ الأمم المتحدة "تتحرّك لمساعدة جميع الأشخاص الذين هم بحاجة في البلاد".
كما حذرت الأمم المتحدة من عواقب "اجتياح بري واسع النطاق" تقوم به اسرائيل في لبنان حيث أطلق الجيش الإسرائيلي عملية برية "محدودة" في جنوب البلاد ضد "حزب الله".
وقالت الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ليز ثروسيل في تصريح صحافي إنَّ "العنف المسلح بين إسرائيل وحزب الله تصاعد، والعواقب على المدنيين رهيبة أساساً ونخشى أن يؤدي اجتياح بري اسرائيلي واسع النطاق للبنان إلى تفاقم المعاناة".
وحث ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية جميع الأطراف على العمل من أجل التهدئة.
وفي المؤتمر الصحافي نفسه في جنيف قال كريستيان كورتس المسؤول في بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في لبنان، إنَّ الوضع في لبنان تفاقم إلى أزمة إنسانية.
وقالت منسقة الأمم المتحدة الخاصة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، اليوم إن العنف يتصاعد إلى مستويات خطيرة مع ضربات في أنحاء لبنان وتوغلات عبر الخط الأزرق.
وأضافت: "هذه الدورة من العنف لن تنتهي بخير لأي طرف".
إيطاليا
قالت الحكومة الإيطالية في بيان إنَّ روما بصفتها الرئيس الحالي لمجموعة الدول السبع ستواصل العمل على خفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف البيان أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني أجرت مكالمة هاتفية مع نظيرها اللبناني نجيب ميقاتي وأكدت له على سعيها لتحقيق وقف لإطلاق النار والوصول إلى حل دبلوماسي للأزمة.
إسبانيا
قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس للصحافيين اليوم إنَّ إسرائيل ينبغي أن توقف التوغل البري في جنوب لبنان لتجنب تطور الأوضاع إلى صراع يشمل المنطقة.
وقال ألباريس: "نؤكد على ضرورة وقف التوغل البري، لأننا نتلقى معلومات مقلقة للغاية... من الضروري التوصل إلى هدنة في لبنان ووقف إطلاق النار في غزة".
كما أدان ألباريس هجمات صاروخية شنتها جماعة "حزب الله" على إسرائيل. وأشار إلى أنَّ السبيل الوحيد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط هو أن يمتثل الجانبان للقانون الدولي الإنساني ومراعاة الحماية الممنوحة للمدنيين.
بريطانيا
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن أحدا لا يرغب في العودة إلى الماضي عندما ظلت إسرائيل تقاتل في جنوب لبنان لفترة طويلة، وأضاف أن ثمن الحرب في الشرق الأوسط سيكون "باهظا".
وقال لامي لوسائل إعلام: "لا أحد منا يريد العودة إلى السنوات التي وجدت فيها إسرائيل نفسها غارقة في مستنقع في لبنان".
وأضاف: "لا أحد منا يريد أن يرى حربا إقليمية. الثمن سيكون باهظا بالنسبة للشرق الأوسط وسيكون له أثر كبير على الاقتصاد العالمي".
الصين
وأكدت الصين أنها ترفض "التعديات على سيادة لبنان، مبدية "قلقها الشديد" حيال التصعيد.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إن "الصين تشعر بقلق شديد إزاء الوضع الحالي بين لبنان وإسرائيل، وقلقة جدا حيال التصعيد الإضافي للتوترات الإقليمية الناجم عن الأعمال العسكرية ذات الصلة".
وأضافت أن بكين "تعارض التعديات على سيادة لبنان وأمنه وسلامة أراضيه وترفض أي أعمال تفاقم النزاعات وتؤدي إلى مزيد من التصعيد في الوضع الإقليمي".
وحضّت بكين إسرائيل على "القيام بخطوات ملموسة لخفض التصعيد".