لليوم العاشر، يتحصن طلاب في جامعة كولومبيا ألهموا التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في جميع أنحاء البلاد، في مخيمهم، فيما تحرك الإداريون والشرطة في الجامعات من كاليفورنيا إلى ماساتشوستس للتعامل مع الاحتجاجات التي شهدت مواجهات مع الشرطة ومئات الاعتقالات.
واتخذت عدة جامعات بارزة خطوات لوقف تداعيات المواجهات، في حين تستعد الجامعات لموسم التخرج الذي يتسم بالاحتجاجات والمخاوف الأمنية المتزايدة.
جامعة كولومبيا
وأرجأت جامعة كولومبيا الأميركية الموعد النهائي المحدّد الجمعة للطلاب المعارضين للحرب في غزة، لفضّ الاعتصام في الحرم الجامعي.
كانت الحركة الطالبية الأميركية المؤيدة للفلسطينيين قد انطلقت من "كولومبيا" في نيويورك، قبل أن تنتشر على نطاق واسع في الجامعات الأميركية.
ومطلع الأسبوع، طلب المسؤولون في جامعة نيويورك من إدارة شرطة المدينة بإخراج المتظاهرين من الحرم الجامعي. وقال الممثلون إن الاعتقالات كانت جارية، وإن شرطة نيويورك أرسلت فرقًا مخصصة للتعامل مع الاحتجاجات، بالإضافة إلى حافلات لنقل المعتقلين.
وفي جامعة ييل، اعتقلت الشرطة حوالي 50 طالبًا بعد مظاهرة استمرت أسبوعًا في ساحة الحرم الجامعي. وقد بدأت الشرطة باعتقال الطلاب بعد أن رفضوا عرض الجامعة بمغادرة الساحة ومقابلة أمنائها.
جامعة هارفارد
وفي جامعة هارفارد، أغلقت البوابات المعدنية يوم الإثنين الماضي المداخل المؤدية إلى ساحتها، قلب الحرم الجامعي في كامبريدج بولاية ماساتشوستس. واضطر الطلاب إلى إبراز بطاقات الهوية المدرسية لحراس الأمن للدخول من خلال عدد قليل من المداخل المفتوحة.
معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا
في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، سار المتظاهرون في دائرة حول مخيم في حديقة الحرم الجامعي يضم أكثر من 12 خيمة، مرددين هتافات مؤيدة للفلسطينيين: "من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة" (وهو شعار يعتبره الكثيرون معادٍ للسامية).
من لوس أنجلس إلى أتلانتا
وأوقف 200 متظاهر الأربعاء والخميس في جامعات لوس أنجليس وبوسطن وأوستن في تكساس، حيث تجمّع حوالى ألفي شخص مجدّداً الخميس.
وفي حرم جامعة إيموري في أتلانتا جنوب شرق الولايات المتحدة، قامت الشرطة بإجلاء المتظاهرين حيث أُلقي بعضهم على الأرض ليتم توقيفهم.
واعترفت شرطة أتلانتا باستخدام "عناصر كيميائية" ضدّ المتظاهرين، في مواجهة "العنف" الذي مارسه البعض.
وفي وقت مبكر الخميس، أُنشئ مخيّم جديد في حرم جامعة جورج واشنطن في العاصمة.
و أعلنت جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجليس، حيث أُلقي القبض على 93 شخصاً الأربعاء، إلغاء حفل التخرّج الرئيسي لهذا العام، بسبب "إجراءات أمنية جديدة".
يطالب المتظاهرون بقطع الجامعات العلاقات المالية مع إسرائيل وسحب الاستثمارات من الشركات التي يقولون إنها تساعد في الصراع. ويقول بعض الطلاب اليهود إن الاحتجاجات انحرفت إلى معاداة السامية وجعلتهم خائفين من دخول الحرم الجامعي، مما أدى جزئيًا إلى دعوات لتدخل الشرطة.
موسم التخرج
وتزيد الاحتجاجات الضغط على الجامعات مع اقتراب موسم التخرج في شهر أيار (مايو).
وقال مسؤولو كولومبيا إن المفاوضات أظهرت تقدمًا مع انتهاء الموعد النهائي الذي حددته المدرسة ذاتيًا في وقت مبكر من يوم الجمعة للتوصل إلى اتفاق بشأن تفكيك المخيم. ومع ذلك، كانت هناك حافلتان للشرطة متوقفتين في مكان قريب، وكان هناك تواجد ملحوظ لقوات الأمن الخاصة والشرطة عند مداخل الحرم الجامعي.
وفي ظل هذا التمرد المتوسع في الجامعات، بدأ محللون ومراقبون يثيرون شكوكاً في جهات خارجية تحرض المظاهرين.
يرى المدير التنفيذي لمعهد الشرق الأوسط للبحوث الإعلامية ستيفن ستالينسكي أنّ هذه الاحتجاجات خطرة جداً. وفي مقال رأي نشره في صحيفة "وول ستريت جورنال"، قال ستالينسكي إنّ "حماس" و"حزب الله" وجماعة الحوثي وغيرها تقوم "بتعبئة" الناشطين في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء الغرب.
ويضيف أن الاحتجاجات توسعت ضد إسرائيل في حرم الجامعات الاميركية، واصبحت "عنيفة" في بعض الأحيان، مشيرا الى أنه في جامعة كولومبيا، هتف المتظاهرون "شعارات داعمة لمنظمات الرهابية، وأحرقوا العلم الأميركي ولوحوا بعلم "حزب الله"، ودعوا "كتائب القسام" التابعة لـ"حماس" إلى شنّ هجوم جديد، وسخروا من الطلاب اليهود: "لا تنسوا أبدًا السابع من تشرين الأول (أكتوبر)"، و"سيحدث ذلك ... 10,000 مرة أخرى!".
وأكثر ما يبعث على الإحباط، بالنسبة لستالينسكي، هو عدم التركيز بما يطالب به المتظاهرون، والذي يتجاوز بكثير وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل و"حماس"، مستعينا كمثل بحفل جمع التبرعات، على سبيل المثال، لإعادة انتخاب الرئيس جو بايدن في 28 آذار (مارس) في نيويورك بمشاركة باراك أوباما وبيل كلينتون، والذي تم تعطيله بسبب الصراخ في القاعة.