تحت عنوان: "من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل؟"، تحدث ستيفن ستالينسكي، في صحيفة الـ"وول ستريت جورنال" الأميركية، عن توسع الاحتجاجات ضد إسرائيل في حرم الجامعات الأميركية الأسبوع الماضي، والتي "تحولت في بعض الأحيان إلى أعمال عنف. وفي جامعة كولومبيا، هتف المتظاهرون دعما للمنظمات الإرهابية، وأحرقوا العلم الأميركي ولوحوا بعلم حزب الله. ودعوا كتائب القسام التابعة لحركة "حماس" إلى الهجوم مرة أخرى"، وسخروا من الطلاب اليهود قائلين: "لا تنسوا أبدا السابع من تشرين الأول (أكتوبر)"، و"هذا سيحدث 10000 مرة أخرى".
وقال الكاتب إنه "منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، تم تعطيل عدد لا يحصى من المناسبات الدينية والوطنية والسياسية والرياضية (في الولايات المتحدة) بسبب مثل هذه المظاهرات، التي يعرف منظموها كيفية تعظيم ظهورها والتأثير على التصورات العامة"، معتبرا أن "الأمر الأكثر إحباطاً هو عدم الاهتمام بما يطالب به المحتجون، والذي يذهب إلى ما هو أبعد من وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس".
وأشار الكاتب إلى "الهتافات التي يطلقها المتظاهرون بما في ذلك (تسقط الولايات المتحدة الأميركية) و(القسام قادمون)، في إشارة إلى الجناح العسكري لحماس"، معتبرا أنها لم تحظ بأي تغطية إعلامية، "كما جرى تجاهل أعلام وملصقات المنظمات "الإرهابية"– حماس، وحزب الله، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين– التي عُرضت في الاحتجاجات في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا" حسب قوله.
ويتهم الكاتب حركة حماس وداعميها بالوقوف خلف هذه الاحتجاجات. وكتب: "وقد أعربت هذه المنظمات عن دعمها لهذه الاحتجاجات والأعمال التخريبية، التي كانت منذ فترة طويلة جزءا أساسيا من خطة حماس لكسب القلوب والعقول في الغرب. منذ عقد مضى، خلال الحرب بين إسرائيل وغزة في تموز (يوليو) وآب (أغسطس) 2014، أصدرت وزارة الداخلية في حماس مبادئ توجيهية لنشطاء وسائل التواصل الاجتماعي حول تأطير و شرح الأحداث للجمهور الغربي".
وفي 4 نيسان (أبريل)، حذر الرئيس الأميركي جو بايدن، تحت ضغط هائل بسبب دعمه لإسرائيل، إسرائيل من تغييرات كبيرة في سياسة الولايات المتحدة إذا لم تخفف حملتها العسكرية في غزة. واستغلت حماس النزاع الأميركي الإسرائيلي ببيان دعت فيه جميع الأحرار في العالم إلى الاحتجاج.
ومن الأمثلة الصارخة على نقاط الحوار الجهادية ما جاء على لسان الأمين العالم لـ"حزب الله" حسن نصر الله، في 13 آذار (مارس) الماضي، عندما أشاد بالنشاط السياسي للمسلمين الأميركيين في ميشيغان ووصفه بأنه "مؤثر للغاية".
وكان نصر الله أشار إلى تأثير الاحتجاجات في واشنطن ونيويورك ولندن وباريس وأوروبا الغربية في خطاب ألقاه يوم 11 تشرين الثاني (نوفمبر)، حيث أشاد بقدرتها على ممارسة الضغط على حكوماتها".
واستعرض الكاتب تصريحات لبعض زعماء حماس، مثل إسماعيل هنية وخالد مشعل وأسامة حمدان، التي تشيد بـ"التأثير الكبير للاحتجاجات في الضغط على صناع القرار في العالم".
وكتب: "بعد ستة أشهر من الهجوم على إسرائيل، لم تعد حماس وحزب الله والحوثيين وغيرهم يشجعون المحتجين في الشوارع فحسب. إنهم يعملون مع الناشطين في الولايات المتحدة والغرب ويدربونهم، من خلال الاجتماعات والمقابلات عبر الإنترنت والبودكاست".
وختم: "إن التعاون بين كبار الإرهابيين وقائمة أصدقائهم المتزايدة في الولايات المتحدة والغرب له عواقب في العالم الحقيقي. لقد صُنفت هذه المجموعات على أنها إرهابية لسبب ما... إنهم لا يخططون للمسيرات والتجمعات، بل ينفذون هجمات إرهابية. وعندما يرى النشطاء الأميركيون والغربيون، بمن في ذلك طلاب الجامعات أن مسيراتهم واحتجاجاتهم لا تحقق أهدافهم، فقد يفكرون في خطواتهم التالية- والتي ستتأثر بنهج رفقائهم".