انتشرت التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين التي تهز عدداً من الجامعات عبر الولايات المتحدة إلى المزيد من الكلّيات الأربعاء حاملة رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون على التلويح بنشر الحرس الوطني.
في المستجدّات، أوقف 93 شخصاً الأربعاء خلال تظاهرة في حرم جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجليس وفق ما أعلنت الشرطة.
وأفادت شرطة لوس أنجليس في منشور عبر "إكس": "لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات. وستستمر دوريات الشرطة في المنطقة" الخميس.
من جهّتها، قالت جامعة جنوب كاليفورنيا عبر "إكس" حوالى منتصف الليل إن الاحتجاج انتهى وسيظل الحرم الجامعي "مغلقاً حتى إشعار آخر".
وأضافت الجامعة "يجوز للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظّفين والأشخاص الذين لديهم أعمال في الحرم الجامعي الدخول ببطاقة الهوية".
وقالت الكابتن كيلي مونيز للصحافيين إن عناصر من شرطة لوس أنجليس توجّهوا إلى حرم جامعة جنوب كاليفورنيا بعد ظهر الأربعاء.
وأضافت مونيز أن الشرطة "ساعدت الجامعة في تنفيذ اعتقالات للتعدّي على ممتلكاتها" بعدما رفض متظاهرون المغادرة.
في بروكلين...
تجمّع آلاف المتظاهرين حول لافتة كتب عليها "أوقفوا تسليح إسرائيل" لينضمّوا إلى جماعتين مدافعتين عن السلام بقيادة يهود في بروكلين في نيويورك للمشاركة في الاحتجاج تزامناً مع عيد الفصح.
وذكر المنظّمون أنهم استلهموا التظاهرة التي نظّمت مساء الثلثاء من العلاقات التي أقيمت بين المنظّمين اليهود ونشطاء الحقوق المدنيّة الأميركيين من أصل أفريقي لعقد "عشاء الحرّية" الذي جمع أصحاب الديانات متعدّدة الأعراق في الذكرى الأولى لاغتيال مارتن لوثر كينغ عام 1968 مع احتدام حرب فيتنام.
أقامت هذا الحدث منظّمة "أصوات يهودية من أجل السلام" ذات الميول اليسارية وحركة "إن لم يكن الآن".
وقالت المديرة التنفيذية لمنظّمة "أصوات يهودية من أجل السلام" ستيفاني فوكس "إن عيد الفصح هو قصّة تحرّرنا، وقد أُمرنا أن نرويها كل عام. نأخذ صلواتنا وطقوسنا ومشاعرنا إلى الشوارع".
وجاءت فوكس من سياتل لتنظيم الحدث في غراند أرمي بلازا.
وأضافت فوكس أن عيد الفصح يحث على التفكير في "ما هي قضايا الحرّية في يومنا هذا، وليس هناك ما هو أبرز ممّا يحدث للفلسطينيين الآن".
وحثّ المتظاهرون في هذا الحدث زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، العضو اليهودي الأعلى منصبا في الكونغرس، على رفض دعم المساعدات العسكرية لإسرائيل.
وشهد الحدث مشاركة نشطاء شبّان وآخرين من كبار السن. وانضمّ إليهم يهود سوريون ومغاربة تحدّثوا عن ذكريات مشاركة أعيادهم مع جيرانهم المسلمين في الماضي.
وخاطبت الكاتبة البارزة ناعومي كلاين الحشد وعبرت عن تأييدها للموجة الأخيرة من احتجاجات الجامعات الأميركية المطالبة بإنهاء الهجوم الإسرائيلي على غزة الذي أودى بحياة أكثر من 30 ألف فلسطيني.
وقالت كلاين إن الهجوم يعد إبادة جماعية، وهو ما تنفيه إسرائيل.
ووردت تقارير عن اعتقال مئات المتظاهرين الذين أغلقوا شوارع غراند أرمي بلازا في بروكلين.
زيارة جونسون...
إلى ذلك، استقبل طلاب في جامعة كولومبيا رئيس مجلس النواب مايك جونسون بصيحات الاستهجان خلال زيارته للمكان الذي أجّج شرارة التظاهرات الطلابية على مستوى البلاد رفضاً للحرب الإسرائيلية على غزة.
وهدد جونسون خلال الزيارة، من حيث انطلقت الحركة الاحتجاجية، بأنه "إذا لم يتم احتواء (التظاهرات) بسرعة، وإذا لم يتم وقف هذه التهديدات والتخويف، هناك وقت ملائم للحرس الوطني".
وقال جونسون إن هدف زيارته هو دعم الطلاب اليهود الذين يتعرّضون للترهيب من قبل بعض المتظاهرين المناهضين لإسرائيل.
وجاءت زيارته بعد وقت قصير من تمديد الجامعة الموعد النهائي للتوصّل لاتّفاق بشأن إزالة مخيم الاحتجاج من صباح أمس الأربعاء إلى صباح غد الجمعة. وأصبح المخيم رمزاً للاحتجاجات التي تشهدها جامعات أميركية.
وتعاملت سلطات إنفاذ القانون بشكل عنيف مع بعض احتجاجات الجامعات في أنحاء البلاد.
ويتناقض حديث جونسون الذي يصف المتظاهرين بالغوغاء والحرم الجامعي بأنّه يعم بالفوضى مع الوضع في جامعة كولومبيا حيث حضر الطلاب محاضراتهم وكانوا يتناولون الطعام ويفحصون هواتفهم المحمولة أمس الأربعاء.
ولم تمنع صيحات الاستهجان جونسون من الحديث لكن كان من الصعب سماعه لأنه كان يتحدّث إلى ميكروفونات وسائل الإعلام وليس عبر مكبّرات الصوت.
وقال جونسون من على درج مكتبة الجامعة "بما أن جامعة كولومبيا سمحت لهؤلاء المتطرّفين والمحرّضين الخارجين عن القانون بالسيطرة على الوضع، فقد انتشر فيروس معاداة السامية إلى جامعات أخرى".
ودعا إلى اعتقال المتظاهرين الذين يمارسون العنف وهدّد بقطع التمويل الاتحادي عن الجامعات التي تفشل في فرض النظام.
والتقى جونسون أيضاً بطلاب يهود قالوا إنهم يخشون الدخول إلى الحرم الجامعي.
وبينما كان جونسون يتحدّث من على درج المكتبة، لم يعر المتظاهرون في مخيّم الاحتجاج القريب الأمر أي اهتمام يذكر على ما يبدو.
"ليسقط الاحتلال"
ويعرب الطلاب المحتجّون عن تضامنهم مع الفلسطينيين في قطاع غزة ويدعون جامعة كولومبيا وجامعات أخرى إلى قطع علاقاتها مع شركات على ارتباط بإسرائيل، مندّدين بالتحالف العسكري والدبلوماسي والاقتصادي بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقال يزن وهو أميركي من أصل فلسطيني عمره 23 عاماً يعتصم منذ أيّام في خيم أقيمت في حرم جامعة كولومبيا "هل أن مسؤوليتي كفلسطيني تقتضي أن أكون هنا وأبدي تضامني مع شعب غزة؟ بالتأكيد".
وأثنت رئاسة الجامعة على "تقدم كبير" في المحادثات الجارية مع الطلاب لإخلاء المخيم بحلول الجمعة.
وأوقف 120 شخصاً لفترة وجيزة ليل الإثنين الثلثاء أمام جامعة نيويورك في قلب مانهاتن، فيما أوقف حوالى خمسين متظاهراً في يال بولاية كونيتيكت.
وأقيمت خيم احتجاج أيضاً الأربعاء في جامعة هارفارد، أقدم الجامعات الأميركية، بضاحية بوسطن.
وفي الطرف الآخر من البلاد، شهدت جامعة تكساس في أوستن تواجه مئات الطلاب المؤيدّين للفلسطينيين مع قوّات من الشرطة مجهّزة بمعدّات مكافحة الشغب.
وهتف المتظاهرون "ليسقط الاحتلال" ورفع بعضهم أعلاماً فلسطينية ووضعوا كوفيات في ما التف طلاب آخرون بأعلام إسرائيل بحماية الشرطة.
وأعلنت الشرطة توقيف أكثر من عشرين شخصاً في ما دعا حاكم الولاية غريغ أبوت إلى إنزال عقوبات سريعة وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي "هؤلاء المحتجون مكانهم في السجن".
وأضاف "يجب طرد الطلاب الذين ينضمون إلى احتجاجات تحمل كراهية ومعاداة للسامية في أي كلية أو جامعة عامة في تكساس".
كذلك انتشرت الشرطة في لوس أنجليس بعدما بدأ طلاب حركة "احتلال" على ما أطلقوا عليها لحرم جامعة جنوب كاليفورنيا.
وهتف الطلاب "فلسطين حرّة حرّة" وردّدوا "من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة".
وقال الطالب في علم الأحياء ياسين المغربل لوكالة "فرانس برس": "نحاول كلّنا مناصرة أشقائنا وشقيقاتنا في فلسطيني الذين ليس لديهم صوت الآن، هذا كل ما في الأمر".
وجرت احتجاجات طلابية في عدد من الجامعات الأخرى ولاسيما معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وجامعة ميشيغن وجامعة كاليفورنيا في بركلي (UC Berkeley) وجامعة يال وجامعة براون.
وأوقف أكثر من 130 شخصاً خلال تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين مساء الإثنين في جامعة نيويورك، في ما أفيد عن اعتقال تسعة أشخاص في مخيّم أقيم في جامعة مينيسوتا.
وذكرت شبكة "أن بي سي" أن مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) ينسق مع الجامعات حول تهديدات معادية للسامية وأعمال عنف محتملة على ارتباط بالاحتجاجات الجارية.