طلب محامو الأميركي رايان كوربيت الذي تحتجزه حركة "طالبان" الأفغانية منذ نحو عامين دون توجيه اتهامات له اليوم الخميس مساعدة الأمم المتحدة لتأمين إطلاق سراحه على الفور قائلين إنه يتعرض للتعذيب ويعاني من مشاكل صحية جسدية ونفسية.
وقدم المحامون التماسات عاجلة إلى المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالتعذيب، ومقرها جنيف، أليس إدواردز وفريق العمل التابع للمنظمة الدولية المعني بالاحتجاز التعسفي قائلين إن حقوق كوربيت الأساسية تتعرض للانتهاك وهو ما يبرر اتخاذ الأمم المتحدة لإجراء بشأن قضيته.
وحث المحامون إدواردز على "التواصل بشكل عاجل مع طالبان لتأمين الإفراج الفوري عن السيد كوربيت وعدم تعذيبه".
ولم يرد المتحدث باسم إدارة "طالبان" ذبيح الله مجاهد بعد على طلب للتعليق. وقال في وقت سابق لمحطة إخبارية أفغانية إن العديد من الأجانب، بينهم أميركيان، محتجزون لدى "طالبان" وإن أي شخص يزور أفغانستان يجب أن يلتزم بقوانينها.
ونُقل عن آنا كوربيت زوجة رايان قولها في بيان أصدره المحامون الذين أعلنوا عن الالتماسات قولها: "ليس هناك أي غموض هنا.. حياة رايان في خطر... لا يزال هناك وقت لطالبان للقيام بالأمر الصائب والسماح لرايان بالرحيل".
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية في تشرين الأول (أكتوبر) أن رايان كوربيت محتجز دون وجه حق وأثارت قضيته مع "طالبان".
وليس للولايات المتحدة وجود ديبلوماسي في كابول منذ سقوط أفغانستان في أيدي "طالبان" في آب (أغسطس) 2021 إثر انسحاب القوات الأميركية بعد 20 عاما من الحرب.
وانتقلت أسرة كوربيت إلى أفغانستان في عام 2010. وعمل رايان مع منظمات غير حكومية ثم أنشأ منظمته التي حملت اسم "بلوم أفغانستان" لدعم القطاع الخاص في البلاد من خلال الاستشارات والتمويل متناهي الصغر وتقييم المشاريع.
وغادر الزوجان وأطفالهما الثلاثة بعد استيلاء "طالبان" على السلطة لكنه واصل العمل مع منظمته. وعاد في كانون الثاني (يناير) 2022 لتجديد تأشيرة العمل الخاصة به.
وقال محاموه إنه على الرغم من أن تأشيرته سارية وسليمة اعتقلته حركة "طالبان" في آب من ذلك العام لدى عودته لدفع رواتب موظفيه وتدريبهم. وأطلقت السلطات هناك سراح ألماني وأفغانيين اعتقلوا مع كوربيت منذ ذلك الحين.
وإذا قبل خبراء مستقلون من الأمم المتحدة الالتماسات فلديهم صلاحية لإجراء تحقيقهم الخاص وإصدار تفسيرات قانونية للقضية لكنها غير ملزمة ولا يمكن فرض تنفيذها.