النهار

احتجاجات الجامعات تمتد إلى "لوزان" السويسرية... وبايدن يخرج عن صمته
المصدر: ا ف ب
احتلّ حوالى مئة طالب مؤيدين للفلسطينيين اليوم الخميس، قاعة في ردهة مبنى تابع لجامعة لوزان في سويسرا، مطالبين بمقاطعة أكاديمية للمؤسسات الإسرائيلية ووقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، حسبما أفادت وكالة أنباء "كيستون-ايه تي اس".
احتجاجات الجامعات تمتد إلى "لوزان" السويسرية... وبايدن يخرج عن صمته
الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا (أ ف ب)
A+   A-
احتلّ حوالى مئة طالب مؤيدين للفلسطينيين اليوم الخميس، قاعة في ردهة مبنى تابع لجامعة لوزان في سويسرا، مطالبين بمقاطعة أكاديمية للمؤسسات الإسرائيلية ووقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، حسبما أفادت وكالة أنباء "كيستون-ايه تي اس".
 
وقال المنظمون في بيان إنّ التحرّك "بتبع مثال التعبئة في الجامعات في كندا والولايات المتحدة وفرنسا".
 
وأفاد مراسل الوكالة بأن التحرك جرى بشكل سلمي وتخلله رفع أعلام فلسطينية.
 

 
وأضاف المشاركون في بيانهم أنّ "تحرّكنا عفوي وليس له قائد أو زعيم"، موضحين أنّ "الأشخاص الذين يحتلّون المبنى الجامعي يرفضون أن يكونوا متواطئين في الإبادة الجماعية الاستعمارية التي يرتكبها نظام الفصل العنصري الإسرائيلي".
 
ودعوا "الجميع إلى الانضمام إلينا"، كما دعوا "أعضاء الجامعات والكليات الأخرى إلى التعبئة أيضاً".
 
وتوجّه رئيس جامعة لوزان فريديريك هيرمان إلى المكان لمناقشة المحتجين، وفق ما أفادت "كيستون-ايه تي اس".
 
بايدن: لا مكان لمعاداة السامية
 
يأتي ذلك في ما تشهد العديد من الجامعات الأميركية موجة احتجاجات واسعة تخللها صدامات، بينما خرج الرئيس جو بايدن عن صمته اليوم، مشدداً على أن "النظام يجب أن يسود" في ظل الاحتجاجات.

وقال بايدن الذي لزم الصمت طويلاً حيال ما يحدث، في خطاب متلفز من البيت الأبيض، إن "لا مكان" لمعاداة السامية في الجامعات الأميركية.

وشدد الرئيس الديموقراطي الذي يستعد لخوض الانتخابات في تشرين الثاني (نوفمبر) بمواجهة منافسه الجمهوري دونالد ترامب، على وجوب إيجاد توازن بين الحق بالاحتجاج السلمي ومنع ارتكاب أعمال عنف.

وقال: "نحن لسنا أمة استبدادية حيث نُسكت الناس أو نقوم بسحق المعارضة"، مضيفا "لكننا لسنا دولة خارجة عن القانون... نحن مجتمع مدني، ويجب على النظام أن يسود".

وأكد الرئيس الأميركي أنه لا يمكن السماح للاحتجاجات بأن تعيق انتظام الصفوف ومواعيد التخرج لآلاف الطلاب في أحرام جامعية في مختلف أنحاء البلاد.

وواجه بايدن انتقادات من مختلف الأطياف السياسية في الولايات المتحدة على خلفية الاحتجاجات التي تدخلت قوات الشرطة لفضّها في العديد من الجامعات، في عمليات تخللها توقيف العشرات.

واتهمه خصومه الجمهوريون بالتساهل مع تحركات يرون فيها معاداة للسامية، بينما يواجه انتقادات من صفوف الحزب الديموقراطي على خلفية دعمه غير المحدود لإسرائيل في حربها ضد حماس.

وشدد الرئيس الأميركي على أنه "لا يجب أن يكون ثمة أي مكان في أي حرم جامعي، لا مكان في الولايات المتحدة، لمعاداة السامية، أو التهديدات بالعنف حيال الطلاب اليهود".

وتابع: "لا مكان لخطاب الكراهية أو العنف من أي نوع، أكان معاداة للسامية أم رهاب الإسلام أو التمييز ضد الأميركيين العرب أو الأميركيين الفلسطينيين"، معتبرا ذلك "خاطئا".

وبعد انتهاء كلمته، أجاب بايدن بـ"كلا" رداً على سؤال عما اذا كان يجدر بقوات الحرس الوطني الأميركي التدخل لفض التحركات الاحتجاجية في الجامعات. كما كان جوابه "كلا" ردّاً على سؤال عما اذا كانت هذه التحركات ستدفعه الى تغيير موقفه الداعم لإسرائيل في الحرب المستمرة منذ نحو سبعة أشهر.
 
اقتحامات للشرطة
 واقتحمت الشرطة في لوس أنجلوس جامعة كاليفورنيا اليوم، وبدأت بإزالة حواجز وخيام لمعتصمين يطالبون بوقف الحرب على غزة، ما أدى إلى وقوع اشتباكات حيث استخدمت الشرطة قنابل دخانية لتفريق المحتجّين.
 
الأربعاء، انتشرت الشرطة في عدد من الجامعات الأميركية حيث نفذّت عمليات توقيف جديدة بعد تدخلها في مؤسسات تعليمية في لوس أنجلس ونيويورك فيما تشهد الولايات المتحدة تعبئة طالبية مناهضة للحرب في غزة.

في جامعة تكساس في دالاس، فكّكت الشرطة مخيما احتجاجيا وأوقفت 17 شخصا على الأقل بتهمة "التعدي الإجرامي" وفق ما ذكرت الجامعة.

كذلك، أوقفت سلطات إنفاذ القانون الكثير من الأشخاص في جامعة فوردهام في نيويورك وأخلت مخيّما نصب صباحا في الحرم الجامعي، بحسب مسؤولين.

من جهتها، أفادت شرطة نيويورك خلال مؤتمر صحافي أن نحو 300 شخص أوقفوا في جامعتين في المدينة.

وليل الثلثاء الأربعاء، أخرجت القوات الأمنية التي تدخّلت بصورة مكثفة الطلاب الذين كانوا يحتلّون مبنى في جامعة كولومبيا العريقة في مانهاتن احتجاجا على الحرب في غزة.

وقال مغناد بوس وهو طالب في جامعة كولومبيا شهد عملية تدخل الشرطة لوكالة فرانس برس: "تعاملت الشرطة معهم بشكل وحشي وعدائي".

بدوره، قال تحالف يضم مجموعات طالبية مؤيدة للفلسطينيين في جامعة كولومبيا على إنستغرام: "أوقفوا أشخاصا بشكل عشوائي... أصيب عدد من الطلاب لدرجة أنهم احتاجوا لأن ينقلوا في المستشفى".

من جهتها، قالت رئيسة الجامعة نعمت شفيق المعروفة أيضا بمينوش شفيق الأربعاء: "يؤسفني أننا وصلنا إلى هذه النقطة".

وأوضحت أن المتظاهرين يقاتلون "من أجل قضية مهمة" لكن "أعمال التدمير" الأخيرة التي أقدم عليها "طلاب وناشطون من خارج" الجامعة استدعت اللجوء إلى الشرطة، منددة بـ"التصريحات المعادية للسامية" التي ألقيت خلال هذه التجمعات.

كذلك، فكّكت مخيمات أخرى الأربعاء في جامعتَي أريزونا في توسون (جنوب غرب) وويسكنسن ماديسون (شمال) وفق وسائل إعلام محلية.
 

موجة احتجاجات 
وتتصاعد موجة الاحتجاجات الطالبية منذ أسبوعين في كبرى الجامعات الأميركية من كاليفورنيا غربا إلى الولايات الشمالية الشرقية، مرورا بالولايات الوسطى والجنوبية مثل تكساس وأريزونا، ضد الحرب في غزة وللمطالبة بقطع إداراتها روابطها بمانحين لإسرائيل أو شركات على ارتباط بها.

وفي جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس، وقعت صدامات ليل الثلثاء الأربعاء عندما هاجمت مجموعة كبيرة من الأشخاص، العديد منهم ملثمون، مخيما مؤيدا للفلسطينيين وفق مصور من وكالة فرانس برس.

وحاول المهاجمون اختراق حاجز وضع حول المخيم، ثم اشتبك المتظاهرون والمحتجون المناهضون لهم بالعصي وتراشقوا بالمقذوفات.

وعاد الهدوء الأربعاء، لكن سيارات الشرطة كانت ما زالت موجودة في المكان.

وروى الطالب دانيال هاريس (23 عاما) لوكالة فرانس برس: "يجب على الجامعة أن تمنع المحتجين عن مهاجمة الأشخاص المسالمين"، مضيفا أن المهاجمين "لا يبدو أنهم طلاب أو أشخاص لهم أي صلة بالجامعة".

وكان الرئيس التنفيذي لجامعة كاليفورنيا جين د. بلوك حذّر قبل اندلاع أعمال العنف من وجود أشخاص غير منتسبين إلى الجامعة.
 

 عمليات توقيف في 30 حرماً جامعياً
من جهتها، أعلنت جامعة براون في بروفيدنس بولاية رود آيلاند (شمال شرق) التوصل إلى اتفاق مع الطلاب، يقضي بتفكيك مخيمهم الاحتجاجي في مقابل تنظيم الجامعة عملية تصويت حول "سحب استثمارات براون من شركات تسهّل وتستفيد من الإبادة الجماعية في غزة".

وبحسب تعداد لوكالة فرانس برس، نفذت الشرطة منذ 17 نيسان (أبريل) عمليات توقيف في 30 حرما جامعيا على الأقل.

وانتشرت صور عناصر مكافحة الشغب في الجامعات، الذين تدخّلوا بناء على طلب إداراتها، في كل أنحاء العالم، ما ذكّر بأحداث مماثلة وقعت في الولايات المتحدة خلال حرب فيتنام، وذلك قبل ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني (نوفمبر) في بلد يشهد استقطابا سياسيا شديدا.

من جهته، أكد البيت الأبيض الأربعاء أنه يدعم حق الأميركيين في الاحتجاج مشددا على أن "نسبة صغيرة من الطلاب تتسبب بهذا التعطيل" في حرم الجامعات.

وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار لصحافيين: "نرى أن عددا صغيرا من الطلاب يتسببون بهذا التعطيل وإذا أرادوا الاحتجاج فيحق للأميركيين القيام بذلك بطريقة سلمية وفي إطار القانون".

وشددت على أن البيت الأبيض "سيواصل التنديد بخطاب الكراهية كما يفعل" منددة بمعاداة السامية.
 
وخلال تجمع حاشد في ولاية ويسكنسن، اعتبر الرئيس السابق دونالد ترامب أن "نيويورك كانت تحت حصار الليلة الماضية". وقال إن الرئيس جو بايدن "يجب أن يتكلّم".
 
 

اقرأ في النهار Premium