أعلنت جامعة كولومبيا التي باتت مركزا للاحتجاجات الطالبية في الولايات المتحدة ضد الحرب في غزة، إلغاء حفل التخرّج الرئيسي، في وقت تسعى المؤسسات التعليمية لاحتواء التظاهرات المتواصلة منذ أسابيع.
وأشارت الجامعة الواقعة في نيويورك، حيث تم توقيف مئة متظاهر على الأقل مؤيد للفلسطينيين الأسبوع الماضي، إلى مخاوف أمنية دفعتها لإلغاء الحفل المقرر في 15 أيار (مايو) واستبداله بفعاليات أصغر.
وقالت في بيانها: "سنركز مواردنا على هذه الاحتفالات في الجامعة وعلى إبقائها آمنة وتحترم الجميع وتجري بسلاسة".
باتت حفلات التخرّج التي تعد حدثا بالغ الأهمية في الحياة الجامعية في الولايات المتحدة، هدفا جديدا للمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، بعدما أزالت الشرطة بالقوة العديد من ساحات الاعتصام التي أقاموها في حرم الجامعات.
والسبت، عطّل عشرات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين الذي ارتدوا زي التخرّج والكوفيات لمدة وجيزة حفل تخرّج في جامعة ميشيغن.
رفع بعضهم أعلاما فلسطينية وساروا باتّجاه المسرح وهم يهتفون "أنتم تموّلون الإبادة"، قبل أن توقفهم الشرطة.
رفع آخرون ضمن الحضور الأعلام الإسرائيلية بينما شوهدت طائرة تحلّق فوق المكان وهي تحمل لافتة كتب عليها "نقف إلى جانب إسرائيل. حياة اليهود مهمة".
وأما في جامعة نورث إيسترن في بوسطن، فاقترب شخص ارتدى قميصا ملطّخا بدم مزيّف من المسرح قبل أن تعتقله الشرطة الأحد.
بدورها، ألغت جامعة جنوب كاليفورنيا حفل التخرّج الرئيسي لديها الذي كان مقررا في العاشر من أيار، بعد خروج احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في حرم الجامعة، مشيرة إلى الحاجة لمزيد من الإجراءات لحماية الحفل الذي يحضره عادة 65 ألف شخص.
احتجاجات واسعة النطاق
اتّخذت الشرطة إجراءات أكثر تشددا حيال الاحتجاجات المؤيّدة للفلسطينيين خلال الأسبوع الماضي، إذ طلب بعض رؤساء الجامعات صراحة دعم قوات إنفاذ القانون.
وواجهت رئيسة جامعة كولومبيا مينوش شفيق انتقادات لدعوتها الشرطة لتفريق المحتجين الذين تحصّنوا داخل مبنى الجامعة.
شوهد بعد ذلك عناصر الشرطة وهم يصطحبون متظاهرين مقيّدين إلى خارج حرم الجامعة باتّجاه حافلات الشرطة.
كانت جامعة كولومبيا التي تعد من بين أعرق الجامعات الأميركية من أولى المؤسسات التعليمية التي تحرّكت ضد الحرب الإسرائيلية على غزة لتتسع رقعة الاحتجاجات في أنحاء الولايات المتحدة مع توقيف الشرطة أكثر من 2000 شخص على مستوى البلاد.
وأظهر تسجيل مصوّر السبت شرطة مكافحة الشغب أثناء تفكيكها لمخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين في جامعة فرجينيا في شارلوتسفيل حيث تم توقيف 25 شخصا على الأقل.
كما تحرّكت الشرطة الاثنين لتفريق تظاهرة في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو حيث أظهرت لقطات متلفزة محتجين وهم يواجهون عناصر الشرطة من خلف حواجز فولاذية.
"على النظام أن يسود"
بالنسبة للعديد من الطلبة الذين تخرّجوا خلال فترة انتشار كوفيد، فسيكون الحفل الثاني من نوعه الذي يتم إلغاؤه نتيجة اضطرابات خارجية.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس إن "على النظام أن يسود" في حرم الجامعات الأميركية، مضيفا أنه يتعيّن عدم السماح للاحتجاجات بتعطيل الدروس وحفلات التخرّج.
تسببت الاحتجاجات بتوتر العلاقات بين الولايات المتحدة وحليفتها الرئيسية إسرائيل التي تخوض حربا على غزة منذ تشرين الأول (أكتوبر).
ودان الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الاحتجاجات، قائلا الخميس إن الجامعات الأميركية "ملوثة بالكراهية ومعاداة السامية".