كشف تحقيق مستقل عن وجود مشاكل كبيرة تتعلق بالتحرش الجنسي والتمييز العنصري والتنمر داخل المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع (FDIC) في الولايات المتحدة الأميركية، ما أدى إلى دعوات لتغيير القيادة.
وشمل التحقيق، الذي نشرته صحيفة
الـ"وول ستريت جورنال"، تعليقات من أكثر من 500 موظف، وتورط رئيس مؤسسة التأمين الفيدرالية مارتن غرونبرغ في مزاعم التنمر والإساءة اللفظية.
وأوضح التقرير، الذي أجرته شركة المحاماة كليري جوتليب (Cleary Gottlieb)، بالتفصيل ثقافة سامة في مؤسسة التأمين الفيدرالية حيث لم يكن سوء السلوك منتشرًا على جميع المستويات فحسب، بل تغاضى عنه أيضًا كبار المسؤولين لفترة طويلة. وقد واجه الموظفون الذين تقدموا بشكاوى انتقامًا، وغالبًا ما كان يتم ببساطة إعادة تعيين المتهمين بسوء السلوك.
وكثّفت هذه النتائج من المطالبات باستقالة غرونبرغ، الذي شغل منصباً قيادياً رفيعاً في مؤسسة التأمين الفيدرالية منذ ما يقرب من عقدين من الزمن. وعبّر كل من النائب باتريك ماكهنري، رئيس لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب، والسيناتور شيرود براون، رئيس لجنة الشؤون المصرفية والإسكان والشؤون الحضرية في مجلس الشيوخ، عن ضرورة وجود قيادة جديدة في مؤسسة التأمين الفيدرالية.
رئيس مؤسسة التأمين الفيدرالية مارتن غرونبرغ
ووصف الموظفون غرونبرغ بأنه "قاسٍ" و"عدواني"، حيث ذكر البعض أنه كثيرًا ما يفقد أعصابه. وعلى العكس من ذلك، كان لآخرين تجارب إيجابية مع غرونبرغ، واصفين سلوكه بأنه "ادعائي". وفي رده على نتائج التقرير، أقر غرونبرغ بخطورة التقرير والتزم بتنفيذ توصياته، متحملاً المسؤولية الكاملة عن تصرفات الوكالة ومعرباً عن أسفه لأي تقصير.
واقترح التقرير تعيين مسؤولين جدد لإصلاح ثقافة مؤسسة التأمين الفيدرالية وتعيين جهة مستقلة لتوجيه عملية الانتقال. وأوصى بإنشاء خط ساخن مجهول للإبلاغ عن الانتهاكات، وإنشاء عملية شكاوى شفافة، وضمان حماية الضحايا ودعمهم.
وفي حين أن التقرير لم يربط سلوك غرونبرغ بشكل مباشر بالمشاكل العميقة التي تعاني منها الوكالة، إلا أنه شكك في قدرته على قيادة الإصلاحات الشاملة اللازمة.