تجمّع الآلاف من أنصار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عند شاطئ في نيوجيرسي السبت، في لقاء انتخابي يأتي قبل أقل من يومين على شهادة قد تضرّ بالمرشح الجمهوري خلال محاكمته الجنائية.
وهاجم الكثيرون من المناصرين مايكل كوهين، محامي ترامب سابقاً وأحد ألدّ خصومه راهناً، والذي من المتوقع أن يقدم الإثنين أدلة ضده في محاكمته في نيويورك، ما يزيد من المخاطر السياسية والقانونية التي يواجهها قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية.
ويرغب الادعاء في أن يوضح كوهين تفاصيل الصفقة التي أبرمها بصفته المحامي الشخصي لترامب، لدفع مبلغ 130 ألف دولار لنجمة الأفلام الإباحية السابقة ستورمي دانييلز لشراء صمتها حول علاقة جنسية مزعومة بينها وبين الملياردير الأميركي.
وينفي ترامب وفريقه القانوني حصول هذه العلاقة، ووصفوا كوهين بالكاذب الذي قضى عقوبة السجن بسبب انتهاكات تمويل الحملات الانتخابية.
وقالت ليزا لومباردو (61 عاماً) من بلدة ميدفورد في نيوجيرسي: "كوهين مدعاة للسخرية. ليس لديه أي مصداقية على الإطلاق"، متوقعةً ألا تؤدي شهادته المقبلة إلى أي نتيجة.
ورأت السيدة التي ارتدت قبعة بيسبول وردية عليها شعار "نساء من أجل ترامب"، أن أمر القاضي خوان ميرشان يمنع ترامب من توجيه انتقادات علنية لشهود ولأعضاء هيئة المحلفين "غير دستوري".
وحضر أنصار آخرون للمرشح الجمهوري الذي يسعى للعودة إلى البيت الأبيض في تشرين الثاني (نوفمبر)، على حساب الرئيس الحالي الديموقراطي جو بايدن. وجاء الكثيرون من مناطق بعيدة مثل هاواي، بينما نصب آخرون خيماً على الشاطئ لتأمين مكان لحضور التجمع.
"محاكمة صورية"
وقال ترامب: "كما تعلمون، جئت إلى هنا من نيويورك حيث أُجبر على تحمل محاكمة صورية ينفذها مدعٍ عام راديكالي ديمقراطي"، وسط صيحات استهجان من مناصري الرئيس السابق.
وهذا أول تجمع لترامب منذ منتصف نيسان (أبريل). وبدأت أجواء الموقع الساحلي، معاكسة تماماً لجدّيّة قاعة المحكمة في مانهاتن، حيث يمضي ترامب أربعة أيام أسبوعياً منذ بدء محاكمته.
ويمثل ترامب المرشح للانتخابات الرئاسية لعام 2024، أمام هيئة محلّفين منذ 15 نيسان (أبريل) بتهمة تزوير 34 مستنداً محاسبياً، حيث يواجه خطر صدور إدانة جنائية في حقّه.
كما يواجه نظرياً عقوبة السجن، ما من شأنه أن يهدّد حملته للعودة الى البيت الأبيض الذي غادره بعد خسارته أمام بايدن في انتخابات العام 2020.
بين المناصرين المحتشدين، جاء جون ديبيترو يحتفل بعيد ميلاده الستين في التجمع، مرتدياً قميصاً كتب عليه "كان ترامب محقاً في كل شيء".
وقال ديبيترو إنَّ محاكمة ترامب في نيويورك هي "ذات دوافع سياسية".
وأضاف أن كوهين "كاذب مدان ومن المثير للسخرية أنهم يسمحون لكاذب مدان بالكلام"، بينما يمنعون "شخصا كان رئيسا ولم تتم إدانته" من ذلك.
وأكد ديبيترو الذي تبرع مالياً لحملة قطب العقارات الجمهوري، أنه في حال دانت المحكمة ترامب، فإن ذلك سيولّد لديه "رغبة أكبر لطرق بضعة أبواب أخرى لحمل (الناس) على الخروج والتصويت" في الانتخابات المقبلة.
على الرغم من صعوبة التنبؤ بعواقب الإدانة المحتملة على حملته، فإن تبرئة دونالد ترامب ستشكّل انتصاراً له خصوصاً أن هذه المحاكمة في نيويورك قد تكون الوحيدة التي يصدر الحكم فيها قبل انتخابات الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الرئاسية، من بين القضايا الأربع التي تستهدفه.
من الحاضرين أيضاً دانييل جانيك (56 عاماً) التي قادت سيارتها لنحو ثلاث ساعات تقريباً من ولاية بنسلفيانا لحضور تجمع لترامب للمرة الأولى.
ورأت أن "كوهين غير جدير بالثقة"، مؤكدةً أنه حتى بحال إدانة ترامب "فمن المستحيل على الإطلاق ألا أصوت لصالحه".